تعليمات امريكيه .. لجمال مبارك .. وابوه .. بترك الحكم

[الأصلاح]

يدرك الأمريكيين جيدا , وهم يلاعبون مبارك بشكل غير مسبوق , ففي خلال الشهور الماضية أرسل نجله أكثر من مرة لواشنطن محاولا أن يكتسب رضاها لتوافق علي توليه الموقع الرئاسي وفي كل مره يعرض مبارك الابن علي إدارة بوش عرضا تارة بالتخلي عن سوريا وأخري بالتآمر علي إيران وثالثه بتركيع حركة حماس , بيد أن لسوء حظ جمال كان الأمريكان يفهمون أن عوامل وراثته للسلطة في مصر لن تكون لصالح واشنطن وعلي الرغم من ذلك لم يقولوا له ذلك بصورة مباشرة , وجمال مبارك لا يريد أن يفهم.

حيث استمر في الإلحاح خلال الأسابيع الماضية علي إدارة بوش من اجل استقباله لكونه يحمل رسالة هامة وبالفعل سمح له شريطة أن تكون زيارته خاصة و ذهب جمال بملف استخباراتي خطير يعرض خلاله علي البيت الأبيض الاستعداد للمساهمة في إخراج واشنطن من ورطتها بالعراق ومحاصرة إيران وتركيع حماس وما نقله للبيت الأبيض كان مدعما بمعلومات ووثائق وكان جمال مبارك يراهن علي أن الأمريكيين سيتحمسون لمطالبه بدعم توليه السلطة في مصر.

وبينما كان مبارك الابن يتأهب للقاء المسئول عن المخابرات أو الأمن القومي بالبيت الأبيض , يوم الجمعة كانت وسائل الإعلام الدولية تنقل للعالم أبشع عمليات لسحل وهتك أعراض وتعذيب واعتقالات للمصريين ولنخبهم وقادتهم وفصائلهم السياسية المختلفة في قلب العاصمة المصرية علي أيدي رجال الشرطة المصرية وكان رجل الشرطة يفضون تظاهرة بالقوة متعاطفة مع استقلال القضاة وداعية للإصلاح , ومن بين تلك الوسائل الصحف الأمريكية التي هاجمت جورج بوش واتهمته بالنفاق وانه قضي علي مصداقية أمريكا ويهدد مصالحها لكونه يتسامح مع نظام دموي في مصر

وبالطبع لم تحدث عمليات قمع المتظاهرين بتعليمات من الرئيس المصري حسني مبارك والذي ما كان يجازف ويفعلها وهو يعرف مهمة ابنه في واشنطن إنما ما حدث كان بفعل أجهزة سيادية بالسلطة معارضة للتوريث وإرادة توريط مبارك الأب والابن فيما حدث للمتظاهرين من اعتداءات وبالفعل تم توريط مبارك ونجله الذي حاول أن يقنع الأمريكيين بعدم مسئوليته أو مسئولية والده عما حدث دون جدوى لكونه رأوا فيما حدث مظاهر توتر أوضاع في مصر لن تهدأ إلا برحيل مبارك الأب والاب.

وكما نقل حافظ المرازي من واشنطن للجزيرة فما أن دخل جمال مبارك من أبواب البيت الأبيض حتى فوجئ بوابل من التوبيخ في حضرة سيده مستشار جورج بوش لشئون الأمن القومي وهو توبيخ شارك فيه الرئيس الأمريكي ونائبه لدقائق عندما تعمدا اهانته بالمرور عليه بشكل عابر وهو يجلس مع المسئول عن الأمن القومي وكانت أحداث القاهرة موضع التوبيخ ونصحاه بأن يعتزل السياسة من الأفضل له وللمصالح الأمريكية في المنطقة وهنا أصيب مبارك الابن بالجنون جراء العقلية الأمريكية التي جاء من القاهرة خصيصا بمعلومات يتصور أنها ثمينة لها وتواجهه بمثل تلك الاهانات بعد أن كانت أصرت علي أن يعتبر زيارته لواشنطن خاصة وان لا يعلن عنها.

وكما قال مصدر مصري يقيم في واشنطن في تحليل له للزيارة ننقله بالنص فيما يلي "

علمنا الآن أن نبيل فهمى بأوامر من جمال مبارك هو الذي سرب موضوع الاجتماع السري مع ديك تشينى فى البيت الأبيض إلى قناة الجزيرة. جمال كان مبيت النية لذلك في حالة لو كانت نتيجة الاجتماع غير مرضية له. و حيث أن النتيجة كانت فعلا غير مرضية كما سبق و بينا فقد تم تسريب الخبر و أدعت إحدى مراسلات الجزيرة بأنها شاهدت جمال و نبيل فهمى و هما يدخلان البيت الأبيض و طبعا ده كلام فارغ لأن البيت الأبيض به طول الوقت مراسلين من كل العالم فلماذا مراسلة قناة الجزيرة بالذات هي التي شاهدتهما. عموما جمال سرب الخبر لإحراج الأمريكان بعد الدش البارد الذي أخذة أثناء لقائه معهم. جمال بتسريبه الخبر يريد إيهام الشعب المصري أن علاقة مبارك قوية جدا بالأمريكان بدليل أنة تجرى زيارات سرية دورية لا يعلم عنها الشعب شيئا. يأمل جمال بهذا التسريب ألا يستقوى الشعب على عيلة مبارك بعد البيان الأمريكي يوم الخميس الماضي.

اضطرت الحكومة الأمريكية التي أصابها حرج بالغ بعد تكشف سر زيارة جمال مبارك لها يوم الجمعة الماضي إلى إصدار بيان قالت فيه أن جمال مبارك كان موجودا بواشنطن في زيارة خاطفة تتعلق بعمل خاص و طلب مقابلة ستيف هادلى مستشار الأمن القومي و إثناء لقائهما بمكتب هادلى بالبيت الأبيض دخل كل من بوش و تشينى لإلقاء تحية سريعة على جمال مبارك و إبلاغ تحيات كل منهما لوالدة. انتهى بيان حكومة محرجة للغاية و لكن رفض هادلى الكشف عما تم في هذا الاجتماع مع جمال مبارك كما إنه لم يقر بأن الاجتماع تم مع ديك تشينى و رايس بحضوره و ليس معة فقط . ترى ماذا ستقول لنا حكومتنا عن هذه الزيارة التي من المفروض أن تكون سرية؟ من جانبه قال نبيل فهمي سفير مصر بواشنطن أن جمال مبارك كان بالولايات المتحدة لتجديد رخصة الطيران التي حصل عليها من هناك. و أثناء تواجده طلب مقابلة مستشار الأمن القومي لشرح الأحداث الدامية التي جرت بمصر الأسبوع الماضي.

سفر جمال مبارك المفاجئ و السري إلى واشنطن يوم الجمعة الماضي بعد فشل موقعة الخميس الأسود و بعد إدانة الحكومة الأمريكية لنظام مبارك لسحله المتظاهرين و لعدم تنفيذه لوعوده الانتخابية بإجراء إصلاحات اقتصادية و سياسية يهدف إلى محاولة احتواء الغضب الأمريكي و إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد هزيمة نظام مبارك في موقعة الخميس. جمال أبلغ الأمريكان عن نيته إعلان ترشيح نفسه لرئاسة مصر في خلال الشهرين القادمين خلفا لوالدة الذي تدهورت حالته الصحية بشكل خطير مؤخرا. جمال أيضا طلب من الأمريكان عدم الاتصال بمنافسين أحرين له لتولى رئاسة مصر من وراء ظهر النظام (نظيف و الإخوان). هذه هي ثالث زيارة سرية لجمال مبارك لأمريكا هذا العام فقط. و بالرغم أن جمال تقابل مع نائب الرئيس الأمريكي و وزيرة الخارجية إلا أن الحكومة الأمريكية لا تريد الإعلان عن زيارات جمال خوفا من غضب الشعب المصري. حذر ديك تشينى جمال مبارك أن تصرفات مبارك الغير مسئولة تجاه المعارضة و قضايا الإصلاح تضع الإدارة الأمريكية في موقف صعب أمام الرأي العام و الكونجرس الأمريكيين مما قد يدفع الإدارة إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد حكومة مبارك. لم يؤيد ديك تشينى ترشيح جمال مبارك في ظل الظروف الراهنة وقال له إن لجان الكونجرس ستجتمع خلال أيام وربما توقف معونات عن مصر

والي هنا ينتهي التحليل المذكور ونخلص للقول بأن الرسالة وصلت واضحة لمبارك الأب ولنجله وعلي الرغم من ذلك فالمتابع لتصريحات مبارك وتنقلاته ومحاولاته لرشوة المصريين والبرلمانيين وأعضاء حزبه يؤكد انه عازم علي إتمام مخطط التوريث

فهل ينجح الطاغية في فرض نجله رئيسا بالقوة علي المصريين كما فرض هو نفسه طوال الربع قرن الماضي هذا ما سوف تكشف عنه الأيام المقبلة