|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
نقد سينمائي حاد كالشفرة .. لفيلم " الشـــفـرة .." !
شيفرة دافنشي .. الفيلم ليس أفضل حالا من الرواية !! قرأتم الرواية والان جاء الفيلم. في الرواية الكثير من الكلام ولا مشاهد، في الفيلم صور كثيرة ولكن دون قصة. دان براون ليس كاتبا عظيما، ويعترف ان ما قدمه في كتابه الشهير جدا، شيفرة دافنشي، ليس جديدا بل هو معروف منذ زمن طويل. توم هانكس لا علاقة له بشخصية لانغدون. هذه هي الانطباعات الاولي التي تسجل عن فيلم شيفرة دافنشي ، القائم علي الرواية الذائعة الصيت التي كتبها دان براون. ولكن ما يميز الفيلم الجديد القائم علي الرواية هو انه يواصل تقاليد الاوصاف العظيمة عن العمل، فكل شيء فيه يشير للاعظم والاكبر ، فالرواية باعت اكبر الارقام (40 مليون نسخة)، والرواية هي عن الافكار الكبيرة عن الدين، والفيلم هو اضخم افلام العام ، والعبارة الاخيرة ليست في محلها، لان الفيلم وعلي الرغم من مواقف العديد من الجماعات المسيحية منه، فهو ليس كبيرا او عظيما، بل اسوأ من الرواية التي يعترف كاتبها ان افكارها ليست جديدة.... ثم جاء الفيلم الذي بدأت عروضه البريطانية يوم الجمعة ولقي احتفاء باردا من النقاد في مهرجان كان السينمائي الدولي. قصة شيفرة دافنشي، صارت معروفة وجزءاً من المعزوفة الشعبية عن المؤامرات التاريخية، والفيلم الجديد هو محاولة لتحويل المؤامرة الي قصة بصرية، خاصة ان معركتها الاولي تبدأ في متحف اللوفر الفرنسي، وجريمة قتل تقود الي تحقيق وملاحقات طويلة. في مركز القصة، السر، الذي ضمنه ليورنادو دافنشي في عمله الفني الشهير العشاء الاخير عن العلاقة بين السيد المسيح ومريم المجدلية، وفكرة العلاقة الجسدية بينهما، مما يؤدي الي نزع القداسة عن اخص المعتقدات المسيحية، وعن المسيح الفادي، ولهذا السبب عارضت الكثير من الدول عرض الفيلم واستنكرته الكنيسة المسيحية، باعتباره تجديفا، وهجوم الكنيسة علي الفيلم علي طرف النقيض لاحتفائها بفيلم آلام السيد المسيح الذي استعرض بصورة قاسية صورة السيد المسيح في طريق الآلام قبل الصلب. كل هذا يعزز الشعور بان شيفرة دافنشي هو عن النفج والنفخ ، فبراون ليس كاتبا ولا مفكرا اصيلا، المشكلة في فيلم دافنشي انه لا يوجد لديه ما يقوله فيما لا لايوجد لدي بروان ما يقدمه لجمهور قرائه. الفيلم الجديد سلمته هوليوود الي المخرج المعروف رون هاوارد، وهو الذي قدم فيلما جميلا عن اسرار وجنون عالم الرياضيات المعروف جون ناش، في فيلم عقل جميل لكن قدرات هوارد علي تفكيك شفرة دافنشي لم تحظ باجماع، فالنقاد والقراءات التي قدمت عن الفيلم علي جانبي الاطلنطي عبرت عن خيبة الامل بالفيلم، الطويل والممل، بلا حبكة او قصة تجمع اطرافه. رواية براون يطلق عليها اسم اقلب الصفحة لان احدا لا يرغب في تضييع وقته واكمال صفحات الرواية، وهنا في الفيلم الذي يعتبر اول تعاون بين توم هانكس، وهوارد منذ ان مثل الاول في فيلم ابولو 13، هو بمثابة نم في المشهد ، وهو ليس احسن من نص الرواية. ومع ان نص الفيلم كتبه يهودي هو اكيفا غولدزمان، وتعاون فيه براون نفسه حيث كتب عددا من الاغاني للفيلم، وظهر اسمه في نهاية الفيلم شيفرات اضافية: دان براون ، الا ان لا أحدَ من الذين شاهدوا الفيلم وكتبوا عنه أُعجبَ به، فهو قطعا ليس فيلم الصيف الذي تجب مشاهدته. يبدأ الفيلم بمشهد يجمع بين ما يشبه المحاضرة عن فكرة الرمز او الايقنة والعمل المشبوه في متحف اللوفر، وفي مركزه توم هانكس (روبرت لانغدون)، فالمتحف يشهد عملية اغتيال لمديره وقيمه العجوز جاك سونيه (جان - بيير مارييل) حيث يقتله الراهب سيلاس (بول بيتاني). قبل ان يلفظ انفاسه يزودنا سونيه بعدد من المفاتيح التي ستقود الي حل لغز اغتياله وكلها كتبها بدمه وتدور حول لوحات فنية. المحقق الكابتن فاشيه (جون رينو) يحضر الي مشهد الجريمة لانغدون وصوفي نيفو (اودري توتو)، والسبب الذي يجعل الكابتن فاشيه يحضر هذين الشخصين هو ان لانغدون، استاذ علم الرمزيات والشيفرات في جامعة هارفارد كان صديقا لسونيه، اما صوفي فهي خبيرة في الشيفرات والخطوط وحفيدة القتيل.... . شيفرة دافنشي الفيلم والرواية هو فيلم عن المؤامرة التي لا تقبل اي شيء في ظاهره، اي لا تعترف بالتاريخ، وتعرف ان هناك قوي تعمل في الظلام منذ الفي عام لحماية سر وحجبه وخداع الجماهير. اي ان الكنيسة المسيحية خدعت المؤمنين الذين آمنوا بقداسة وقدسية السيد المسيح، في الوقت الذي تقوم به جمعية سرية اوباس دي تضم رجالا أخياراً ومن اصحاب القلم والريشة والفكرة اسحق نيوتن، ليوناردو دافنشي، وقيم المتحف من بين عدد آخر يعملون علي حماية احفاد المسيح الانسان وعروسه مريم المجدلية. .. لم يحظ فيلم شيفرة دافنشي بتعليق جيد، بل علي العكس، تسابق النقاد في نحت كل الاوصاف المشينة المرتبطة به، فهذا معلق يصف الفيلم بانه قاتم، موحل، وصور الاشباح التي تحوم حول كنيسة ويسستمنستر لحضور جنازة اسحق نيوتن، محرجة واضاف قائلا ان استعادة الماضي البيزنطي والحروب الصليبية ومحاكم التفتيش تذكر بافلام يصنعها عادة طلاب مدارس الفيلم. اما ناقد اخر، فقد كتب يقول يا للحسرة، هذا ليس فيلماً تجب مشاهدته في الصيف، بل هو فيلم مثير للحسرة ومخيب للآمال من البداية حتي النهاية . وفي نقد اخر الكتاب (شيفرة دافنشي) الذي تلاحقك تفاهته داخل الغرفة، رواية عقيمة، واهانة لقرائها من اصحاب الاعمار المتوسطة الذين يعيشون في اوهايو الامريكية ويفكرون بزيارة اوروبا لاول مرة . ولم يساعد هذا اداء توم هانكس الذي يبدو وكأنه لم ينس دروه في فيلم فوريست غام ، في مشهد مثير للضحك، عندما كان هانكس ملاحقا وتوتو في شوارع لندن، يتذكر قائلا يجب ان اسرع نحو المكتبة ، وفي مشهد اخر عندما يكتشف اهمية لوحة موناليزا لتحقيقه، تشير عليه نيفو ان اللوحة معلقة هناك ، كما يقول هانكس في مناسبة اخري يبدو انني دخلت في شيء لا اعرفه ، وهو تعبير واضح عن حيرة هانكس ومخرجه الذي لا يعرف التعامل مع الافلام القوطية او افلام الاثارة البوليسية. هناك اجماع علي ان توم هانكس لم يقدم عمقا للقصة، بل ان معالجة الفيلم لشخصية لانغدون، اقل تفصيلا ووضوحا من حضورها في الرواية. سير ايان ماكلين سير لي تيبنغ ، الخبير بالكأس المقدسة كان اداؤه جيدا، خاصة عندما شرح لتوتو رمزية العشاء الاخير الذي كان في مركز كتاب ورواية براون. لانغدون لايفتح فمه الا ويعطي محاضرة او يرمي نكتة بين الفينة والاخري. قد يكون هانكس مناسبا للدور هذا الا ان شخصيته لا عواطف فيها او عمقاً، وبالنسبة لتوتو فقد تصلح لفيلم كوميدي اكثر من فيلم اثارة وبوليسي. ولكن ما يميز هذا الفيلم انه وضع الرواية في مركز الانتباه وكشف اسرارها. تابع ... http://www.albawaba.com/ar/literature/247237 |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|