تشابه بين خطابي الظواهري والأسد
تشابه بين خطابي الظواهري والأسد
خاص : تساءلت مصادر دبلوماسية اوروبية عن سبب تطابق اجزاء كبيرة من خطاب الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" ايمن الظواهري مع اجزاء من خطاب الرئيس السوري بشار الاسد التي ألقاها منتصف الشهر الماضي خلال افتتاح المؤتمر الرابع لاتحاد الصحافيين السوريين، ورأت في التطابق "واحدا من امرين: اما تكتيكا سياسيا من الرئيس السوري بهدف توجيه رسالة الى الاوروبيين تحديدا بأن المنطقة تتجه برمتها الى تسوية بين الخطاب المواجه الممانع والخطاب المتطرف بسبب السياسات الاميركية، واما ان الرئيس السوري حسم خياره فعلا في اتجاه تبني سياسة متشددة تعكس التزامه النهائي خيار التحالف مع ايران والحركات المتشددة في العراق وحزب الله في لبنان".
واوضحت المصادر لصحيفة"الرأي العام" الكويتية ان الاوروبيين مهتمون فعلا بمحاصرة الخطاب المتشدد لا بتعميمه، ورأت في خطابي الظواهري والاسد اكثر من نقطة تلاق "بينها انتقاد الرجلين لمحور مصر- السعودية - الاردن، ومهاجمة القرار الدولي 1701 ودعوة اللبنانيين مباشرة او مداورة الى رفضه، والتنديد بسياسات مجلس الامن، وتوقع انتفاضات شعبية في عدد من الدول على الانظمة، والتبشير بشرق اوسط جديد (وان كان كل من الرجلين على طريقته) وتخوين الذين يختلفون مع وجهة نظريهما، ورفض الاستسلام امام الضغوط الدولية، والاحتفال بانتصار خيار المقاومة، والتعبئة الجهادية الشعبية، والتنديد ببعض الحكام واعتبارهم انصاف رجال".
وعزت المصادر هذا التطابق الى "الاخطاء الاميركية الكثيرة في المنطقة التي دفعت انظمة علمانية مثل نظام صدام حسين المخلوع ونظام الاسد الى اعتماد لغة القاعدة السياسية والجهادية مع بعض الفوارق" لكنها في الوقت نفسه استغربت "من الانزلاق السريع للنظام السوري في هذه المنزلقات، وهو النظام الذي عرف في العقود الماضية كيف يوازن بدقة وفي اصعب الظروف بين مصلحة سورية والتعاون الدولي" مشيرة الى ان سوريين كثيرين "لا يوافقون منطق النظام القائل إن اميركا لم تترك له خيارا الا بالتحالف الكامل مع ايران وبالتالي الالتزام بنتائج هذا التحالف... فأن ينظر النظام الى ممارساته ويقومها اجدى من وضع كل الاخطاء في الملعب الاميركي".
واذ ذكرت المصادر بالتقارب الاول في المواقف الذي اعلنه الظواهري لدى بدء الحرب في لبنان في 12 تموز / يوليو الماضي، رأت ان الدول الاوروبية لن تفهم الرسالة التي يريد النظام السوري توجيهها الا في الاطار السلبي "مهما اختلفت وجهات النظر الاوروبية – الاميركية، فالتشابه مع الارهابيين في خطابهم لا يمكن ان يحصد ايجابيات فلا مجال لتصور اوروبا خارج معسكر الحرب على الارهاب، ولا يمكن اعتبار سياسة انحياز بلد عربي محوري ومتوسطي مهم مثل سورية الى معسكر التطرف امرا قابلا للتفاوض والمساومة فهذا الامر يدمر مقومات سورية ومستقبل ابنائها ويزيد من زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة".
وحذرت المصادر من ان الاستمرار في سياسة التشابه مع الخطاب المتطرف وتقارب المواقف السورية الرسمية ومواقف "القاعدة" سيؤديان لاحقا الى "تشابه في الممارسات مع فارق الاساليب طبعا، وهو تشابه سينعكس سلبا بالدرجة الاولى على سورية والسوريين".
آخر تعديل بواسطة AleXawy ، 11-09-2006 الساعة 09:45 PM
|