|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
مقالان عن أزمة محاضرة البابا بنديكتوس السادس عشر
ردود أفعال المسلمين على خطاب البابا بنيدكس السادس عشر كامل النجار kannajar@hotmail.com الحوار المتمدن - العدد: 1677 - 2006 / 9 / 18 لم يكن الإسلام في يوم من الأيام يتحمل النقد أو المعارضة، ولم يفهم المسلمون منذ أول يوم في بداية الدعوة، أن النقد قد يكون هادفاً وبنّاءً وقد يساعد على تطور وتقدم الفكر الإسلامي. ومنذ القرن الرابع عشر حينما أعلن فقهاء بغداد قفل باب الاجتهاد، أصبح على المسلم إما أن يقول ما يمجد الإسلام، حتى إن كان زوراً، أو يصمت، لأن أي زلة لسان سوف تؤدي به إلى أوخم العواقب. ومنذ ذلك الحين أصبح المسلمون أمةً من الببغاوات تردد ما تسمعه دون أن يكلف المسلم نفسه عناء قراءة ما يريد أن يهاجم، فالسمع يكفي. وقد كفى السمع أغلبهم عندما سمعوا أن البابا بنيدكس السادس عشر قد هاجم الإسلام، فانبرت الأقلام للهجوم عليه وتفتحت الحناجر لوصفه بالجهل، نفس الصفة التي يصفون بها المسلم الذي ينتقد الإسلام. وأنا على يقين أن ليس منهم من قرأ أوسمع خطاب البابا الذي ألقاه في جامعة ريجنسبرج بألمانيا يوم 12 سبتمبر 2006 أمام الآلاف من طلبة وأساتذة الجامعات. وقد كان عنوان خطابه "الإيمان والعقل..ذكريات وتأملات"، فقد كان البابا أستاذاً بنفس الجامعة قبل أن ينتقل إلى الفاتكان بروما. فماذا قال البابا؟ قال البابا إنه: ( قرأ المقدمة التي كتبها البروفسور ثيودور خوري عن المناظرة التي جرت عام 1391م بالقرب من أنقرة بين الإمبراطور البيزنطي عمانويل الثاني ورجل مسلم متعلم من الفرس. وكان موضوع المناظرة هو هو المقارنة بين الإسلام والمسيحية والحقيقة في كليهما. ودارت المناقشة حول الإيمان في الإنجيل وفي القرآن، وركّز على مفهوم الله في الديانتين وعلى القوانين التي احتوتها كتب التوراة والإنجيل والقرآن. في الحلقة السابعة من المناظرة تطرق الإمبراطور إلى مفهوم الجهاد، ولا بد أن الإمبراطور كان يعلم عن الآية 256 من سورة البقرة التي تقول " لا إكراه في الدين". ولا بد أن الإمبراطور كان يعلم الآيات والقوانين التي أتت مؤخراً في الإسلام بخصوص الجهاد. وقد سأل الإمبراطور مناظره وقال له: أرني الجديد الذي أتى به مخمد وسوف تجد فيه كل الأشياء الشريرة وغير الإنسانية مثل تعاليمه بنشر الإسلام بحد السيف. وزاد الإمبراطور فقال: العنف لا يتلاءم مع طبيعة الله ولا مع روح الإنسان. إن الله لا يسره منظر الدماء. والأفعال غير المنطقية تتناقض وطبيعة الله. والإيمان ينبع من الروح وليس من الجسد. فمن أراد إقناع شخص ما بعقيدة ما فعليه أن يستعمل المنطق ويبتعد عن العنف.) واستمر البابا فقال:( إن الرسالة المهمة التي نخلص بها من هذه المناظرة هي: أن العمل بما هو غير منطقي يتعارض مع طبيعة الله. والرسالة التي استخلصها البروفسور خوري هي أن الإمبراطور البيزنطي الذي كان قد تشبع بالأفكار الإغريقية قد اعتمد على الفلسفة المسيحية التي تشبعت بدورها بالتعاليم الهيلينية، ولذلك قال الإمبراطور ما قاله. ولكن بالنسبة إلى المسلمين فإن الله هو الأعلى Transcendent ولا تحده حدود منطقنا وعقولنا. وذكر البروفسور خوري أن ابن حزم كان قد قال: إن الله لا تحده حتى حدود كلمته ولا شيء يجبره على إظهار الحقيقة لنا لدرجة أنه لو كانت مشيئته أن نعبد الأصنام لعبدناها.) واستمر البابا فقال: (إن أول شيء قاله القديس يوحنا في الإنجيل هو: في البدء كانت الكلمة Logos والكلمة "لوقوس" تعني العقل كما تعني الكلمة نفسها. ولذا كل تصرف بغير العقل مضاد لطبيعة الله.) واستمر فقال: ( في القرون الوسطى ظهرت في المسيحية أنواع من الدعوات والأفكار أدت إلى انفصال روح المسيحية عن روح الفلسفة الإغريقية. ففي المضاد للأفكار النيرة التي عُرف بها القديس أوجستين St Augustine والقديس توما الأكويني، ظهرت أفكار دنص اسكوتس Duns Scotus التطوعية التي تقول إننا فقط تعرف عن الله ما تطوع بإخبارنا به، وما بعد ذلك هي مملكة الله التي يمكنه أن يفعل فيها عكس ما كان قد فعل خارجها.وهذا يؤدي إلى شيء شبيه بما قاله ابن حزم، ويمكن أن يؤدي إلى إله كاذب لا يلتزم الحقيقة. والله لا يمكن أن يكون أكثر قداسة وتأليهاً عندما نرفعه بعيداً عنا في إطار النظرة التطوعية، ولكن الرب الحقيقي هو الذي أبدى نفسه في هيئة الكلمة "لوقوس" وعمد وما زال يعمد إلى حبنا.) ثم تحدث البابا عن المسيحية وكيف أنها فقدت صفتها الهيلينية الإغريقية في أوربا على مراحل حتى اختضنت الفلسفة البحتة والعلوم الطبيعية. وقال إنه يجب إرجاع المسيحية إلى بساطتها التي تبدت في المسيح أي اللوقس. يتبع
__________________
فليتك تحلو والحياة مريرة___ وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر__ وبيني وبين العالمين خراب |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|