|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
الروائية ميرال الطحاوي: خلعت الحجاب لأنني لست عورة أو جسدا
الاثنين 16 أكتوبر 2006م، 24 رمضان 1427 هـ تحدثت عن تجربتها داخل تنظيم الإخوان المسلمين الروائية ميرال الطحاوي: خلعت الحجاب لأنني لست عورة أو جسدا دبي - فراج اسماعيل في حوار مع "العربية.نت"، كشفت الروائية المصرية المعروفة د. ميرال الطحاوي أنها كانت منخرطة تنظيميا في جماعة الاخوان المسلمين وبدأت الكتابة من خلالهم، وكانت ترتدي الحجاب الذي ترتديه الأخوات، لكنها خرجت من جلباب الاخوان وهجرتهم وخلعت الحجاب، قائلة: "توقفت أن أنظر لنفسي باعتباري عورة وجسدا". وأشارت إلى أن طلابها من المتدينين يتركون قاعة المحاضرات في جامعة القاهرة بمجرد دخولها لأنها كاشفة الشعر، وهم يعتبرونها هدفا من أهدافهم، مشيرة إلى أن هناك محاولات استعادة لها من جماعات محسوبة على التيار الاسلامي ، وهم يكنون لها الاحترام وما زالوا يعتبرونها واحدة منهم. ورفضت ميرال مقولة الاحتياج إلى فقه جديد، مطالبة بفصل الفقه عن المرأة والابتعاد عن ما اعتبرته ابتزازا لها عبر المقصلة الدينية، مشيرة إلى اعتراضها على تأويل النص الذي تحول من الجماعات الدينية الى التأويل الاجتماعي في رأيها كأن الناس تبحث عن صكوك الغفران بالحصول على الفتاوى. وكانت قد صدرت مؤخرا الترجمة الدانماركية لروايتها "الباذنجانة الزرقاء" عن دار أندرسكوفن للنشر في كوبنهاجن، وهي دار شهيرة نشرت لكبار الكتّاب في العالم باللغة الدانماركية. ولم تكن اللغة العربية واحدةً من اللغات المعتمدة لديها للترجمة عنها، واختارت مائة وثمانين رواية لكتّاب عرب صدرت أعمالهم بالعربية وبلغات أخرى ، وفي التصفية النهائية وقع الاختيار على رواية واحدة هي " الباذنجانة الزرقاء ". وقد ترجمت الرواية إلى اللغة الدانماركية عن الألمانية ماريانا ميدلونج، وهذه هي المرة الأولى التي يُترجم فيها عمل لميرال عن لغة وسيطة، وكانت قد ترجمتها إلى الألمانية المستعربة دوريس كلياس التي ترجمت الكثير من أعمال نجيب محفوظ . هذه الخطوة جاءت بعد قضية الرسوم المسيئة والتي أثارت غضبا في العالم الاسلامي وعنها تقول د. ميرال الطحاوي إن جامعة باسم الرحالة والمستشرق الدنماركي الكبير كاستر نيبور، و تضم قسما للغة العربية وآدابها، فكرت أن تقدم الثقافة العربية الحقيقية إلى الجمهور الدنماركي باعتباره جمهورا معزولا وغير متورط سياسيا، وعلى أساس أن عدم وعي الثقافات ببعضها البعض، هو سبب الخوض في المساحات الشائكة للمقدسات. وتوضح ميرال أن هذ الرؤية انطلقت أيضا من قاعدة ان تقديم الثقافة العربية سيفيد النظرة الايجابية للمسلمين، وفي نفس الوقت سيقدم للجمهور الدنماركي وجها آخرا لأمور يجهلها في تلك الثقافة، ومن ثم قامت عدة مؤسسات مثل القلم الدولي وجامعة كاستر نيبور وغيرهما من مؤسسات المجتمع المدني بالتعاون مع دور نشر ومكتبات وصالات لعرض الفنون العربية، بعمل مهرجان أطلق عليه "صورة الشرق الأوسط" وهو احتفالية ستستمر عدة سنوات، وتشمل العديد من الأنشطة التي يقوم بها محبو العرب والثقافة العربية، كترجمة النصوص القديمة، ونصوص مختارة جديدة، وتقديم الموسيقى العربية وفنون الرسم والنحت وما إلى ذلك. وتوضح أنها تلقت دعوة مع عدد كبير من الكتاب العرب لقراءة انتاجهم في تلك الاحتفالية، وتصادف ذلك مع صدور الترجمة الدانماركية لرواية "الباذنجانة الزرقاء" التي "قدمت لها 8 قراءات في الدنمارك، حيث قدم عدد كبير من الكتاب الأتراك والايرانيين قراءاتهم لانتاجهم أيضا". وتضيف ميرال: أنا من أشد المؤمنين بأن الكتابة تمثل جسرا بين الثقافات المختلفة، والكتابة هي الحل الوحيد ليس فقط لتحسين صورة الشرق الأوسط والمرأة المسلمة، وانما لعبور كثير من المناطق الوعرة بين الثقافات، وتغيير النظرة النمطية السائدة في الغرب للعرب والمسلمين. وتعكس ميرال الطحاوي في "الباذنجانة الزرقاء" على حد قولها، مؤشرات التغير في المجتمع المصري في فترة معينة، وتمثلت في الاعجاب بالامام الخوميني وانتشار صوره، مثلما يحدث حاليا مع حسن نصرالله، ثم التصادم الذي حدث بين الاخوان وعمر التلمساني (المرشد الأسبق للجماعة) مع الرئيس الراحل أنور السادات، وتتكلم الرواية عن الحياة الطلابية داخل الجامعة في ذلك الوقت، ففي داخل أروقة الطلبة تتردد الكثير من الايديولوجيات. علاقتي بالاخوان والحجاب وعما إذا كانت الرواية هي سرد لسيرتها الذاتية ترد ميرال: أنا لا اعتقد أنها سيرة بالمعنى السيري، لكنها محاولة الرؤية الذاتية لما يحدث في المجتمع العربي والمسلم. فيها الكثير من خبرتي داخل الجامعة، نوع من المراقبة للأحداث، خصوصا أنني في ذات الوقت كتبت عن علاقتي بالاخوان المسلمين أو بالحجاب. هذه فترة عشتها في حياتي. وتضيف: الرواية تتناول بالتفصيل طريقة التفكير السلفي أو اليميني، وتحولات فتاة من أقصى اليمين إلى اقصى اليسار والخروج والابتعاد عن كل العباءات، ففيها أيضا على الأقل خبراتي الشخصية وإن كانت لا تترجم حياتي. وتستطرد ميرال الطحاوي: فيها خبراتي خلال فترة التعرف على الجماعات الدينية ومناقشة أفكارهم، ثم الترك والهجر والرغبة في الانفصال عنهم وعن هذه الأفكار. وتوضح أنها بدأت عهدها بالكتابة من خلال صحف الاخوان المسلمين: كتبت فترة في مجلة "الدعوة" وبعد توقفها كتبت في "لواء الاسلام". وكانت السيدة زينب الغزالي رحمها الله تشرف على باب المرأة، وقد شجعتني كثيرا على الكتابة ثم قدمت لكتابي الأول" مذكرات مسلمة". تمردت على قالب الاخوان وتواصل ميرال: أعتقد أن الاخوان المسلمين أهدوني فكرة الكتابة، وبعد ذلك تغيرت عندي أفكار كثيرة فتركتهم. لقد حدثت مفارقات داخل هذا الانتماء فاخترت أن احتفظ فقط بفكرة الكتابة، أي أن أصبح كاتبة ضمن سياقي الأدبي وليس ضمن سياق الاسلام السياسي كما كانوا يرغبون. وتضيف: كانوا يريدون أسماء نسائية تعمل في الحقل العام ويتم تقديمها بشكل جيد وتستطيع كتابة مفاهيم الأدب الاسلامي. لم استطع أن اعيش طويلا في هذا القالب الذي رسموه لي. تمردت على القالب وليس على الكتابة. وتنفي أن يكون سبب ذلك خلافها مع رموز اخوانية مثل د. عصام العريان وتقول ردا على سؤال لـ"العربية.نت": لم يكن هناك خلاف على الاطلاق. ما زلت احفظ لهم أنه لم يكن هناك على الاطلاق عنف في التعامل مع حالتي، وان كان هناك شكل من اشكال الرثاء أو محاولة الاستعادة، وحتى الآن الجماعات المحسوبة على التيار الاسلامي وبعضها خرجت من عباءة الاخوان، وتطورت إلى مناقشة تصوراتهم وأفكارهم والاضافة اليها مثل حزب الوسط. هذه الجماعات ما زالت تعتبرني جزءا منها، وما زال هناك الكثير من المودة بيننا. المتساقطون على طريق الدعوة وتمضي ميرال قائلة: ولكن كما تعلم، الاخوان هم الجبهة الاكثر لياقة ودبلوماسية، في التعامل مع ما يسمونهم "المتساقطون على طريق الدعوة" وهي عبارة تطلق على من عاشوا في جلباب الاخوان لفترة ثم خلعوه، ولم يستطيعوا استكمال المسيرة بعد أن تعبوا أو ملوا، لكنهم في نفس الوقت لا يعتبرونهم اعداء. وتضيف: لم اعتبر الاخوان اعداءا في يوم من الايام، فنشأتي دينية لكن من الناحية الفكرية لم أعد متعاطفة أو متعاطية لهذه الأفكار. أنا لا اهاجمهم ولا هم أيضا يفعلون. هناك هامش من الاحترام بيننا، فانا لم استغل فكرة انني تركت الاخوان المسلمين ولم استثمرها اعلاميا، ولم اتحدث بشكل فيه هجوم أبدا. القضية في النهاية هي احترام وجود الآخر واختلافه عنك، فتضطره لأن يحترمك. لم أخرج في يوم من الأيام لأشهر بأحد ولا هم أيضا. وتتابع ميرال الطحاوي: أنا لست عدوا لهم، لكن هناك مفارقة فكرية رهيبة حدثت بيننا، واعتقد انها كانت تجربة من التجارب الطويلة في حياتي.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|