|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#11
|
|||
|
|||
حسناً، في محاولته "تلبيس" نظرية الانفجار العظيم" مقصوداً للفتقِ ، وتلبيس "نظرية الانسحاق العظيم" مقصودا للرتق وذلك في قول الله تعالى : "أوَ لم يرَ الذين كفروا أنَّ السماوات والأرضَ كانتا رَتقاً ففتقناهما؟" ، فقدْ قام فضيلة الدكتور "زغلول النجار" بدعم رأيِهِ في هذيْنِ القصديْنِ من خلالِ ربط هذا القولِ القرآنيِّ بالآية الكريمة : "والسماءَ بنيْناها بأيْدٍ وإنّا لَموسعون".. فهل أصابَ؟ يفسر الدكتور النجار قولَ الله تعالى : "والسماءَ بنيْناها بأيدٍ وإنّاَ لَموسعونَ". بأنه إخبارٌ عن أنَّ الكونَ يتّسعُ ويتمدَّدُ .. ويرى أنَّ في هذا الإخبار حقيقةً قرآنيّةً تمثِّلُ سبقاً للقرآن وأنَّها تندرج في الإعجاز العلميِّ . ويذكرُ فضيلة الدكتور "زغلول النجار" قولَ الله تعالى : "يوم تُبدََّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسماواتُ وبرزوا لله الواحدِ القهار" (إبراهيم : (48 ، وقولَهُ : " أو لم يروْا أن اللهَ الذي خلقَ السماواتِ والأرضَ قادرٌ على أنْ يخلقَ مثلَهم وجعلَ لهم أجلاً لا ريبَ فيهِ فأبى الظالمونَ إلَّا كُفوراً"( الإسراء : 99).. ثمَّ يقولُ : "ومعنى هذه الآيات الكريمة أن الله تعالى سوف يطوي صفحة الكون جامعا كل ما فيها من مختلف صور المادة، والطاقة، والمكان والزمان، على هيئة جرم ابتدائي ثان( رتق ثان) شبيه تماما بالجرم الابتدائي الأول) الرتق الأول) الذي نشأ عنِ انفجارِه الكونُ الراهنُ، وأن هذا الجرم الثاني سوف ينفجر بأمر من الله تعالى كما انفجر الجرم الأول، وسوف يتحول إلى سحابة من الدخان كما تحول الجرم الأول، وسوف يخلق الله تعالى من هذا الدخان أرضا غير أرضنا الحالية، وسماوات غير السماوات التي تظلنا، كما وعد ، سبحانه وتعالى ، وهنا تبدأ الحياة الآخرة ولها من السنن والقوانين ما يغاير سنن الحياة الدنيا فهي خلود بلا موت ، والدنيا موت بعد حياة" .. فأينَ ما يخالفُ بهِ الدكتورُ نفسَهُ بنفسِهِ؟ يرى فضيلةُ الدكتور أنَّ الكونَ سيعودُ قبل يومِ القيامةِ إلى حالة الرتق من جديدٍ ، وهذا المرور يعني عندَهُ أنَّ الكونَ سيشهدُ أمداً طويلاً وهو ينكمشُ وينقبضُ ، أيْ إنَّ السماءَ سوفَ تتعرّضُ قبلَ يومِ القيامةِ للمرور في عمليةِ انكماشٍ وانقباضٍ . فكيفَ أخطأ وتناقضَ؟ لا ريْبَ أنَّ القرآنَ الكريمَ باقٍ في الناسِ إلى يومِ القيامةِ .. ومن هنا فإنَّ الأجيالَ البشريّةَ المؤمنةَ التي ستعاصرُ وتزامنُ تلك الفترةَ المستقبلةَ التي ستنقبضُ فيها السماءُ – على حدِّ تعبير الدكتور النجار - والتي ستقرأُ قولَ الله تعالى : "والسماءَ بنيْناها بأيْدٍ وإنّا لَموسِعونَ" لن تقبلَ بتفسير الدكتور زغلول النجار ومناصريهِ .. ولا ريْبَ أنَّ الأجيالَ البشريّةَ الكافرةَ التي ستعاصرُ وتزامنُ تلك الفترةَ المستقبلةَ التي ستنقبضُ فيها السماءُ والتي ستقرأُ قولَ الله تعالى : "والسماءَ بنيْناها بأيْدٍ وإنّا لَموسِعونَ" وتفسيرَ الدكتور زغلول النجار له – لا ريْبَ أنَّها – ستتخّذُ منه حجّةً على أنَّ القرآنَ ليسَ منْ عندِ اللهِ تعالى . أمْ إنَّهُ عندما تأخذُ السماءُ بالانكماشِ فإنَّ كلمةَ "لَموسعونَ" ستتبدّلُ فوراً تلقائيّاً أوتوماتيكيّاً إلى (لمُضيِّقونَ)؟.. لقدْ كرّر فضيلتُه أنَّ التفسيرَ اللغويَّ للآياتِ الكونيةِ قاصرٌ عن فهم مدلول الآياتِ القرآنيةِ الكونيةِ من غيرِ الاستعانةِ بالتفسير العلميِّ .. فهلْ أثبتَ هذا الادعاءَ؟.. هلْ قدّمتْ محاولاتُهُ غيرَ مزاعمَ باطلةٍ ؟.. وأقولُ له : لقدْ ضيّقتَ واسعاً .. ويا حبّذا لوْ أنَّكَ أفهمتَ الناسَ أنَّ الإيساعَ المقصودَ في الآيةِ هوَ بسطُ الأرزاقِ ، والقدرةُ على توفيرِ الأقواتِ؛ فالموسعونُ جمعُ للموسعِ، والموسعُ هوَ القادرُ على الإنقاقِ وتوفير الأقواتِ والأرزاق بكفايٍةٍ بل في بحبوحةٍ، وذلكَ واضحٌ من قولِ اللهِ تعالى في أمرِ الإنفاقِ على المطلّقاتِ : "ومتّعوهنَّ على الموسعِ قدَرُهُ وعلى المُقْتر قدَرُهُ " (لبقرة : 236)، فالموسعُ هوَ في الآيةِ النقيضُ للمُقترِ ، مقدورُ الرزق، وهوَ بلغتِنا الحاليّةِ مَنْ يعيشُ تحتَ خطِّ الفقر (الكَحْيان) . والذي يقوّي أنَّ المقصودَ من "لَموسِعونَ" في الآيةِ هوَ : لقادرون على توفيرِ الأقواتِ في رفاهيةِ ، وليسَ : لمُوسِّعونَ ، من التوسيعِ الذي هوَ ضدَّ التضييقِ، هوَ قولُ الله تعالى : "وفي السماءِ رزقُكم وما توعدونَ". ويبدو لي أنَّ الذي ورّطَ الدكتور للوقوعِ في التناقضِ هوَ محاولتُهُ غيرُ المصرّحِ بها للتوفيقِ بينَ قولِ اللهِ تعالى : "ثمَّ استوى إلى السماءِ وهيَ دخانٌ" حيثُ يعتبرُ أنَّ الكونَ بعد الانفجار العظيم المخروق قد مرَّ في حالةِ الدُّخانِ ، وبينَ قولِ الله تعالى : "فارتقب يومَ تأتي السماءُ بدخانٍ مبينٍ" فلجأَ إلى القولِ بالرتقِ الثاني والانفجار الثاني فكانَ من المتناقضين. وعلاوةً على هذا وذاكَ ، فإنَّ السماءَ التي يقصدُها القرآنُ الكريمُ هيَ طبقاتُ المجالِ المغناطيسيِّ الأرضيِّ . وأمّا المجرّاتُ التي زعمَ بعضُ علماء الفلكِ أنَّها تتباعدُ عن بعضِها فإنَّها تقعُ خارجَها. وصحيحٌ أنَّ المجرّاتِ تبدو في السماء ، تُرى في السماء ، ولكنّها لا تقعُ في السماءِ ؛ فالسماءُ بشفافيّتِها تسمحُ برؤيةِ المجرّاتِ عبرَها ، ولمّا كنّا لا نستطيعُ رؤيةَ الحدِّ الفاصلِ للسماءِ عنِ الفضاءِ الكونيِّ الذي فوقَها ، فإنَّ الناظرَ في السماءِ لَيحسَبُ أنَّ ما فوقَها يقعُ فيها وكأنَّهُ امتدادٌ لها. وتوضيحاً للأمرِ ، افترضْ أنَّ عندكَ حوضاً زجاجيّاً واسعاً جدرانُهُ الجانبيّةُ الأربعةُ وقاعُهُ ذاتُ شفافيّةٍ مساويةٍ لشفافيةِ ماءٍ في بركةٍ ذاتِ أسماكٍ، وأنَّنا ملأناهُ بماءٍ من البركةِ نفسِها إلى ارتفاعٍ معينٍ بحيثُ يبقى طافياً ولمْ نضع فيهِ أيِّ سمكةٍ ، فإنَّ الناظرَ من فوقِهِ إلى أسماكِ البركةِ التي تسبحُ أسفلَهُ سيحسبُ أنَّها موجودةٌ في داخلِ الحوضِ نفسِهِ : ولوْ سألْتهُ : أينَ تسبحُ الأسماكُ ؟ .. فلا بدَّ أنْ يقولَ: في الحوضِ. فهل يبقى المسلمونَ بعدَ هذا منبهرين بأقوالِ الشيخ "زغلول النجار"؟.. وإنَّهُ لا يسكتُ عنِ الحقِّ إلّا كلُّ خَوّارٍ أثيمٍ. أفيسكتونَ آثمينَ؟ ----------------يا اخ ميكو علي الاقل نحن المسيحيين لا نزين الحق بباطل |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 10 (0 عضو و 10 ضيف) | |
|
|