|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
حقوق المرأة فى السعودية
الكاتب :د. أمل القحطاني - القدس العربي
ما زال المجتمع العربي مقصرا في ممارسة حقوق الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص، والجدير بالذكر أن المرأة العربية ما زالت تعيش "تابعة" اكثر من كونها قائدة أو حتى مشاركة في القيادة. في بلد كالسعودية تعاني النساء من تطبيق قوانين أساسها التمييز الجنسي بحيث يتم تحديد فرصهن الاجتماعية والتعليمية والعملية بشكل قانوني ومنظم، المرأة السعودية اعتادت أن يقال لها ما تريد لتذعن وليس أن يسمح لها بان تتكلم عن نفسها، والمحزن أن الكثيرات بدأن التفكير من خلال ذلك النظام الإنساني القاصر والمبرر دينيا، وكأن الثقافة الذكورية السائدة في السعودية بتشكيلها لكل النظم الحياتية للمواطن السعودي جعلت النساء السعوديات بلا هوية ولا عقلية استقلالية، بحيث يرددن كلام غيرهن من رجال الدين المتنطعين ممن يهمهم السيطرة على آلية التفكير الشعبي حتى يتأكدون أن لا حركة مناوئة لهم تلوح في الأفق. يهمني كسيدة سعودية أن أرى بنات بلدي يتمتعن بحقوقهن الإنسانية والمدنية كاملة بحيث لا يمارس عليهن أي نوع من أنواع الظلم تحت مسمى دين أو نظام ما فلا إنسان كريما يستحق ان يحظى بصورة كاذبة من الحياة. يقوم رجال الدين (المطاوعة) في السعودية بممارسة دور قمعي على المرأة بدعم حكومي يسلب المواطنين حقوقهم في الاعتراض وصد الظلم عنهم، ويعطي رجال الدين من الهيئة ومتتبعي اثر الشعب صلاحيات بلا رقابة، عدم وجود الرقابة الصادقة من قبل الحكومة هذا إلى جانب الإغفال المتعمد لدور المواطن في الإصلاح أعطى رجال الدين مساحة كبيرة من الحرية في التصرف وتتبع من يرونه لا يوافق فكرهم وأوامرهم فعم الفساد في معظم مؤسسات الدين والحكومة مما أدى إلى حالات ظلم واسعة وخطيرة، لقد تمكن رجال الدين هؤلاء من إغفال الإشارات الواضحة والصريحة والتعاليم الإنسانية التي جاء بها الإسلام وشكلوها بفهمهم الخاص وتفسيراتهم التي غالبا ما تسرق حرية المواطن وتضيق على النساء بالذات، فلقد حولوا الإسلام إلى تعاليم جديدة تخدم أصحاب السلطة والنفوذ، تلك التعاليم الجديدة حتى لو خالفت بفحواها الروح الإنسانية التي حملها الإسلام فهي قد اكتسبت طابعا مقدسا كونها نابعة من رجال دين مدعومين حكوميا، ولا يجب أن نغفل أن الحكومة لم يكن دورها فقط رمزيا بل تعداه إلى نشر تعليمات رجال الدين تحت مسمى "فتاوى" ونشر كتيبات تطبعها الحكومة وتفرضها على الشعب من خلال تطبيقها في المدارس والجامعات والمعاهد وتوزعها في مراكز العمل، والمرافق العامة في بلدي السعودية صار الدين الإسلامي يفهم من خلال فتاوى رجال الدين المتزمتين والذين هم في الأساس لسان حال الحكومة ومظلتها لتبرير تصرفات الحكومة دينيا حتى يخضع لها، الشعب لان الحكومة قد سيست الدين بحيث تسوغ أخطاءها وتجعل الناس لا تفكر في نقدها على اعتبار أن معارضتها هو معارضة للدين!!. رجال الدين في السعودية ينتمون لمذهب واحد ولفكر في أساسه واحد مستبعدين كل المذاهب الأخرى بل وممارسين عليهم تمييزا يمتلئ بالاحتقار لكل من ينتمي لغيرهم، هناك فتاوى دينية كثيرة تكفر المذاهب الأخرى، وتحث الشعب والحكومة على التضييق على المواطنين المنتمين لمذاهب أخرى، وأحيانا حتى الاعتداء عليهم وتستجيب الحكومة لضغوطهم وتضيق على من لا ينتمي إلى مذهبهم الديني، الشعب السعودي يعاني من تقسيم منظم ولكن هذا كله يأتي مضاعفا على المرأة التي مع مشاركتها للرجل ضحية لهذه الممارسات غير الإنسانية فهي نفسها تفرض عليها آراء هؤلاء المطاوعة ولا يحق لها إلا الاتباع حرفيا لما يصدرونه ضدها!. في السعودية هناك فتاوى لمنع المرأة من الخروج من المنزل بل البعض يرى بإيمان قاطع أن للمرأة فرصتان للخروج من المنزل فقط: واحدة من منزل أبيها إلى منزل زوجها والأخرى من منزل زوجها إلى القبر، ويدرس هذا القول باعتباره مسلمة يقينية، وهو صادر من أشخاص يمثلون الحكومة مثل أبو بكر أبو زيد وصالح الفوزان وهما من منتسبي المؤسسة الدينية الرسميين، قد لا يكون حال كل النساء هكذا، ولكن هذه بعض اعتقادات رجال الدين المؤسسين لنظام الحياة في السعودية وهذا بحد ذاته أمر خطير لا يجب إغفاله لم يريد العيش بكرامة وإنسانية تليق به كانسان كرمه الله، ولا بد من الإشارة إلى أن احتقار المرأة وعدم احترام إنسانيتها تعدى ذلك إلى استغلال إباحة تعدد الزوجات فصار التعدد متداولا بلا ضابط بل وصل الآمر إلى الدعوة إلى فضائل تعدد الزوجات، واعتبار ذلك جزءا من إيمان الرجل وتقواه، واعتبار معارضة الزوجة الأولى لزواج زوجها بأخرى كفرا وضلالا حسب فتاوى بعض المشايخ اليوم في السعودية، لقد استغلوا الدين لكي يقهروا المرأة ويحتالوا على عقلها من خلال تهديدها بالدين لترضخ لنزواتهم وشهواتهم. وتحث تأثير الزمن وسطوة القهر الثقافي والديني وعدم وجود من تهرب إليه المرأة تمحور وظهرت داعيات وأخريات سلبيات تابعات يسعين إلى تأييد قهر المرأة وظلمها ويقمعن بالإساءة إلى المرأة التي لا تؤمن بالاعتقادات السائدة، فيمارسن ضدها ابشع التصرفات من خلال محاربتها نفسيا وتأليب الناس عليها وإلصاق التهم الأخلاقية التي يراد منها تشويه سمعتها لكي لا تلقى قبولا من الشعب، وذلك ما جعل المرأة السعودية إما انهزامية بلا شخصية لتكون مطيعة ومؤمنة بما تلقن من تعليمات تضاعف عبوديتها، هذا في اكثر الحالات بحيث تدافع عن خانقيها بإيمان معتقدة أنها بذلك تفوز بالجنة واما قليلة حيلة لا تملك إلا الرفض في باطنها حيث لا يوجد لها نصير يدعم موقفها. ومن صور السيطرة على المرأة والتحكم بحياتها إلزامها بطريقة معينة للحجاب تغطيها من الرأس حتى القدم بشكل يخالف مفهوم الحجاب الإسلامي المعروف في بقية البلاد الإسلامية ويسلب شخصيتها وحضورها ولا يسمح لها برؤية طريقها وهي تمشي، حتى رسخت فكرة أن المرأة كائن جنسي متعي في أذهان الأكثرية وأنها فتنة وأنها قابلة لممارسة الرذيلة بأيسر السبل، هذا ساعد على ظهور متزايد لبعض الممارسات اللاأخلاقية من تحرشات جنسية وإهانة أو اعتداء في معظم الأماكن العامة ودور العمل، أن كثرة الفتاوى الدينية والخطب التي تمنع المرأة من الخروج من بيتها كونت لدى الناس في الشعور الجمعي فكرة راسخة تعتبر أي امرأة تمشي في الشارع مستباحة من قبل الذكور الذين لا يجدون حرجا في ملاحقتها واسماعها فاحش الكلام، والوقوف بسياراتهم أمام أي سيدة تمشي في الشارع أو في السوق، ومع هذا لا توجد لدينا في السعودية أي منظمة أو جمعية أو مرجع حكومي تستطيع أن تستعين به المرأة في الدفاع عنها من هذه الممارسات والأفعال القبيحة سوى المطاوعة الذين يستغلون ذلك لمزيد من الكبت دون أن يبحثوا في الأسباب الداعية لهذا السلوك الشاذ الناتج عن العزل التام بين الجنسين والذي جعل كل جنس يرسم صورة وهمية عن الجنس الآخر، يؤدي إلى تلك الممارسات الخاطئة التي تمتلئ بها شوارع واسواق السعودية. ومن نماذج العنف ضد المرأة "الضرب" سواء من قبل الأب أو الأخ أو الزوج، وهو عمل تتم ممارسته خلف الأبواب المغلقة ولا تستطيع المرأة حيلة إلا قبول هذا المصير السئ بقاؤها في منزل عنيف يرجع إلى عدم وجود جهة اجتماعية أو حكومية تساعدها وتمنحها مكانا آمنا هذا إلى جانب امتعاض المجتمع من المرأة الهاجرة لبيتها، فيضعون اللائمة كلها عليها دون أن يصغي أحد إلى السبب، الحقيقة المحزنة في الثقافة السعودية هي أن المرأة مخلوق ناقص حتى تجد رجلا يخفي نقصها ويواري عوارها على أساس أن الثقافة ترى أن أنوثتها نفسها عورة!! إن بقاء المرأة في المنزل ساهم في كثير من السلبيات إضافة إلى حرمانها من فرص التعلم والعمل ومنعها من الخروج من عقال الجدران الأربعة، فقد صدرت مؤخرا فتوى من شيخ يدعى عثمان الخميس تحرم على المرأة دخول الإنترنت ما لم تكن مع محرمها! يضاف إلى ذلك تزويجها عنوة بحيث يقبض الأهل ثمنها بالمهر ودفعها لقدرها في الحياة! والجدير بالذكر إن تلك الممارسات والاعتقادات هي مبررة دينيا بحيث صار رجال الدين وفق تفسيرات المطاوعة السعوديين سلاحا في وجه المرأة استخدموه لقمعها دون رحمة. |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
وزير الثقافة المصري يرى في الحجاب "عودة إلى الوراء" | AleXawy | المنتدى العام | 57 | 20-12-2006 06:35 AM |
المسلمين فى السعودية صاموا لرؤية «عطارد» وليس «الهلال»! | honeyweill | المنتدى العام | 7 | 11-10-2006 06:23 AM |