03-12-2006
|
Gold User
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
|
|
وطني...وعلاقة أزلية حميمة بالكنيسة القبطية
رتبطت شخصية جريدةوطني منذ ظهورها عام 1958 بالكنيسة المصرية,فبالرغم من احتواء الجريدة علي كافة الأبواب الصحفية السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية,تميزت عن غيرها من الصحف بتقديمها الخطاب الديني المسيحي وتغطيتها أخبار وأنشطة الكنيسة,حتي أصبح يشار إلي وطني في الأوساط العامة والصحفية علي أنها الجريدة المسيحية,الأمر الذي كان يستلزم التوضيح بأن وطني ليست جريدة دينية وأنها جريدة مستقلة غير تابعة للكنيسة وأن حرصها علي تقديم الخطاب الديني المسيحي وأخبار الكنيسة هو بمثابة ملء للفراغ الموجود في الصحافة المصرية في هذا الخصوص.
كما ارتبطت شخصية جريدةوطني باهتمامها بالشأن القبطي منذ سبعينيات القرن الماضي,حين تغيرت ملامح وثوابت المجتمع المصري بظهور التيارات الإسلامية الأصولية المتشددة ونشأة مفاهيم جديدة غريبة علي مجتمعنا الوديع الهادئ المتسامح أدت إلي تكفير الأقباط واستباحة مضايقتهم والاعتداء عليهم وعلي كنائسهم وممتلكاتهم,ثم امتدت إلي استبعادهم من الوظائف العامة والمناصب القيادية والحياة السياسية وتهميشهم في التعليم والإعلام...كل ذلك المخزون المتراكم من المظالم أفرز ما أطلقت عليه وطني الهموم القبطية ونتج عنه منحي جديد في رسالتها الإعلامية تميز بتسليط الأضواء علي المظالم والاعتداءات التي يتعرض لها الأقباط وكنائسهم علاوة علي تكثيف نشر المواد التاريخية والثقافية التي تذكر بالهوية القبطية والتاريخ القبطي والإسهام القبطي في شتي مجالات المجتمع...وكان الهدف المعلن من هذا المنحي هو الحيلولة دون تآكل واندثار الهوية القبطية من الذاكرة المصرية ليس لأنها هوية متفردة منفصلة عن التاريخ المصري لكن لأنها جزء لايتجزأ من هذا التاريخ العريق وملك للمصريين جميعا.
ثم جاء عقد التسعينيات وانقضي ودخلنا العقد الأول من القرن الواحد والعشرين لترتبط شخصية وطني بمفهوم المواطنة والجهاد من أجل استعادة الأقباط لحقوقهم المتساوية مع إخوتهم المسلمين في هذا الوطن,وهذا اشتمل علي التبصير بواجبات المواطنة أيضا لوضع حد للانسحاب القبطي المبرر تاريخيا من كثير من أنشطة ومؤسسات المجتمع,وتحويله إلي التبشير بمفاهيم قبول الآخر والاختلاط الحياتي الصحي بين المصريين لتهيئة المناخ الشعبي لقبول التغييرات السياسية والمجتمعية المرتقبة...وهذا هو الملف الذي تواصل وطني فتحه وإلقاء الضوء علي نقائصه من أمور مسكوت عنها بغية علاجها.
عبر هذا المسار الممتد 48 عاما تغيرت وتطورت رسالة وطني تبعا لمقتضيات كل مرحلة مرت بها...لكن كان القاسم المشترك بين تلك المراحل والخط المتصل الذي لم ينقطع أو يتبدل هو الرابطة القوية والعلاقة الحميمة التي طالما ربطت الجريدة وأسرة تحريرها من مسيحيين ومسلمين بالكنيسة القبطية,فكان احترام الكنيسة وتبجيلها والعمل علي إعلاء شأنها من الأمور التي لم تهتز أو تفتر أبدا عبر سنوات عمر الجريدة التي شهدت عهد البابا السابق القديس المتنيح الأنبا كيرلس السادس ومن بعده عهد البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث-أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية- وهو العهد الذي نعيشه حاليا ونشهد ثماره العظيمة من نهضة الكنيسة وخروجها إلي العالمية وإنجازاتها غير المسبوقة.
وإذ أسجل كل ذلك مستعرضا رسالة وطني وعلاقتها بالكنيسة وخلال فترة امتدت زهاء نصف قرن من الزمان,أؤكد أن الرسالة لم تتغير والعلاقة الأزلية الحميمة لم تتبدل,وأقف متألما أمام السحابة العابرة التي اعترضت مسار هذه العلاقة الأسبوع الماضي,لكني ظللت واثقا من أننا قادرون علي احتواء الأزمة التي نشأت عنها وإزالة أي أسباب لسوء الفهم أو الشك في مقاصد وطني قد تكون تسللت إلي الكنيسة.
إنني هنا لست في معرض تقديم الأعذار أو الاجتهاد في صياغة التبريرات إزاء ما ساء فهمه من جانب الكنيسة بالنسبة لجريدة وطني وخدمتها الصحفية في الفترة الأخيرة,وهو الأمر الذي انتشرت بشأنه الأقاويل التي تداولتها جميع وسائل الإعلام خلال الأسبوع الماضي...لكني حريص كل الحرص أولا علي درء أية إساءة غير مقصودة استشعرتها الكنيسة تأكيدا علي ما أكنه لها من مشاعر المحبة والاحترام قبل الخوض في أية ملابسات أو تفصيلات موضوعية ليس هذا مكانها,إنما مكانها وزمانها.كان اللقاء الودي الذي جمعني وزميلي في مجلس إدارة وطني الدكتور منير عزمي رزق الله صباح الخميس الماضي مع كل من نيافة الأنبا موسي أسقف عام الشباب ونيافة الأنبا إرميا الأسقف العام وسكرتير قداسة البابا حيث استعرضنا سويا قائمة طويلة من القضايا المتصلة برسالة وطني الإعلامية وإسهاماتها في المجال العام وأنشطتها في مجال خدمة الشباب,وتم توضيح كثير من الأمور وإزالة جميع أوجه الالتباس وسوء الفهم التي أدت إلي أزمة الأسبوع الماضي,وألقت بظلال سحابة غابرة علي العلاقة الوطيدة بين وطني والكنيسة...وشكرا للرب أنه في إطار روح المحبة والتقدير المتبادلين تم تجاوز الأزمة والتأكيد علي العلاقة الحميمة بين وطني والكنيسة وتأسيس قنوات الاتصال الكفيلة بالحيلولة دون تكرار هذه الأزمة والقادرة علي تفعيل سبل التعاون المشترك بين رسالة وطني ورسالة الكنيسة.
http://www.wataninet.com/article_ar.asp?ArticleID=10812
|