التيارات المتطرفة تسيطر على كليات جامعة الفيوم

[boulos]

يبدو أن الاتجاه نحو تشكيل اتحادات طلابية «حرة» بالجامعات التى يتواجد بها طلاب التيارات الدينية، أصبح يمثل صداعا، ويثير اضطرابا وقلقا فى الدوائر الرسمية، ليس بسبب الرغبة فى مواجهة هيمنة وسيطرة التيار الدينى على الأنشطة الطلابية، وعدم منافسة اتحاد الطلاب الشرعى، وإنما لما تنطوى عليه «الفكرة» من زعزعة استقرار الهيئات، وتشكيك فى شرعية المؤسسات والاتحادات.
وخوفا من امتدادها - فى حالة نجاحها - إلى خارج الجامعات، بإنشاء نقابات موازية واتحاد عمال مواز ومجالس محلية موازية، وصولا لتشكيل حكومة موازية، لذلك وقعت الصدامات فى جامعة عين شمس، لمنع إقامة الاحتفال بتنصيب أمين «الاتحاد الحر» على مستوى الجامعة، ورغم ما أثارته الأحداث من معارك داخل الحرم الجامعى، وإصابات بين الطلاب، وطلبات إحاطة وأسئلة لوزير التعليم العالى فى مجلس الشعب، إلا أن مسئولا كبيرا بجامعة عين شمس عبر عن امتنانه قائلا: «المهم أن حفل التنصيب فشل»، فيما يشير إلى أن الأمر كان مدبرا ومتعمدا بل قد يكون موجها، الصورة كانت مختلفة فى جامعة الفيوم، فبينما كانت المناقشات تدور فى اجتماع مجلس الجامعة برئاسة د. جلال سعيد يوم «الأربعاء» الماضى، كان طلاب التيارات الدينية يحتفلون فى قلب الحرم الجامعى بتنصيب «الاتحاد الحر» بمراسم وطقوس صارمة.
محافظ الفيوم مجدى قبيصى فوجيء بمشهد تنصيب «الاتحاد الحر»، فى طريقه لحضور اجتماع مجلس الجامعة، فأعرب عن انزعاجه الشديد خلال الاجتماع متسائلا: كيف يحدث هذا داخل الجامعة، وفى ظل وجود اتحاد طلاب شرعي؟! لم يجد رئيس الجامعة جوابا سوى أنهم شوية طلاب هنعمل لهم إيه!! لكن المؤكد أن المظاهر الاحتفالية «للاتحاد الحر» مقصودة لاستعراض القوة وإظهار السيطرة، فى جامعة تقع وسط معاقل التطرف، بمحافظة بدأ فيها «عمر عبدالرحمن» نشاطه المتطرف، أما عملية «الانتخابات» ذاتها التى تجرى لاختيار أعضاء «الاتحاد الحر» تسير بصورة شكلية أقرب ما تكون إلى تمثيلية هزلية لمحاكاة الديمقراطية دون قواعد أو ضوابط، «انتخابات» تسببت فى إثارة حالة من الارتباك والاضطراب داخل الجامعات، ودفعت عميد كلية التربية بالفيوم إلى التعامل معها وكأنها انتخابات حقيقية، مما أدى لحدوث مشاجرات واحتكاكات مع الطلاب المتشددين، وتخرج من خلف الثياب المحتشمة مطواة قرن غزال لتصيب سائق سيارة العميد بجرح فى يده اليسرى.

ماذا حدث؟!
يوم إجراء انتخابات «الاتحاد الحر» بكلية التربية بالفيوم، تقدم 9 طلاب لعميد الكلية «بمذكرات» تفيد بأنهم فوجئوا بوجود أسمائهم ضمن المرشحين لهذه الانتخابات، رغم عدم تقدمهم للترشيح، وعدم معرفتهم بأى شيء حول توجهات وانتماءات الطلاب القائمين على إجراء انتخابات «الاتحاد الحر»، عميد الكلية د. يوسف محمود، أسرع بعد أن جمع مذكرات المعترضين فى يده، لينزل للطلاب المحتشدين فى فناء الكلية حول صناديق التصويت، أخبرهم عميد الكلية «الطلاب» بعدم شرعية هذه الانتخابات للزج بأسماء لطلاب غير مرشحين.
حضر مع العميد عدد من العاملين بالكلية، ظن القائمون على إجراء الانتخابات أنهم حضروا للاستيلاء على «الصناديق» وإلغاء الانتخابات، توترت الأجواء، ووقعت مشاجرات، ومحاولات للاشتباك، والاحتكاك بعميد الكلية بعد أن صعد «العميد» إلى مكتبه، أرسل طلاب التيار الدينى الاستمارات التى تقدم بها «الطلاب المعترضون» للترشيح للانتخابات، إلى مدير مكتبه، فى اليوم التالى، وقع احتكاك بين سائق سيارة العميد أحمد نعيم صابر وعدد من طلاب التيار الدينى أمام الباب الخارجى للكلية، تطورت المشاجرة ليصاب السائق بجرح قطعى بالذراع اليسرى بطول 6 سنتيمتر ويحتاج إلى علاج أقل من 21 يوما إلا إذا حدثت مضاعفات، حسب التقرير الطبى لمستشفى الفيوم العام.
أسرع السائق بتحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة بندر الفيوم، يتهم فيه الطالب محمد أحمد عبدالعظيم بإصابته باستخدام مطواة قرن غزال، بعض شهود العيان شاهدوا «السائق» يطارد أحد الطلاب أمام باب الكلية ويحاول الاعتداء عليه.
د. يوسف محمود - عميد كلية تربية الفيوم - يؤكد أن ما حدث فى انتخابات ما يسمى ب «الاتحاد الحر» تزوير فاضح، يسقط دعاوى الديمقراطية، ويكشف زيف توجهات الذين يتمسحون بادعاءات كاذبة، موضحا رفضه لمحاولات استمالة الطلاب لقوى حزبية أو تيارات دينية لممارسة النشاط داخل الحرم الجامعى، وسبق وأن رفض «إعلان» الحزب الوطنى عن منح للتدريب على الحاسب الآلى واللغات، وتقديمها للطلاب بالتعاون مع محافظة الفيوم.

شتائم وتجاوزات
أشار كل من الطالب على إبراهيم بالفرقة الثانية، ومحمود أحمد ومصطفى أحمد بالفرقة الأولى، إلى أنهم فوجئوا بوجود أسمائهم ضمن المرشحين ل «الاتحاد الحر» رغم عدم تقدمهم للانتخابات، مؤكدين أنهم لا يتنازلون عن الترشيح، لعدم تقدمهم للترشيح من الأصل، وقالوا إن طلاب التيار الدينى يستغلون الفترات الزمنية الخالية بين المحاضرات، لإلقاء الخطب الدينية وقراءة القرآن بقاعات المحاضرات.
فيما اعترف الطالب أحمد عبدالله زهران أمين مساعد «الاتحاد الحر»، إلى أنه تنازل عن موقعه ب «الاتحاد الحر» بعد أن علم بعدم شرعيته، ولتجنب المشاكل وعن أسباب عدم تقدمه للترشيح فى الانتخابات الأصلية للاتحاد، قال: لم أتمكن من سداد الرسوم الدراسية، لذلك لم أتقدم للترشيح لاشتراط سداد الرسوم أولا.
تتواجد التيارات الدينية بكثافة فى كليات الهندسة والطب ودار العلوم والتربية بجامعة الفيوم، يحاولون فرض أفكارهم وآرائهم وفرض قيود على ممارسة الأنشطة الطلابية، عندما حاول د. سامى البدوى عميد كلية الهندسة التدخل لإيقاف التجاوزات، تعرض للشتائم والسباب، لدرجة وصفه «بالعميد السفيه» وسط ساحة الكلية وبشكل علنى.
http://www.al-ahaly.com/articles/06-...1305-inv01.htm