الأزهر: طلاب «الإخوان» أساءوا للجامعة وصوروها كأنها جامعة إرهابية تصدر التطرف

[boulos]

دفاع الإخوان يستأنف قرار النيابة بحبس 140 من قيادات وطلاب الجماعة

القاهرة: عبده زينة وعصام فضل ومحمد خليل

كشف محامي جماعة الإخوان المسلمين في مصر عبد المنعم عبد المقصود أن هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية «ميليشيات الإخوان بجامعة الأزهر»، سوف تقدم استئنافا للمحكمة خلال أيام ضد قرار النيابة بحبس 140 من قيادات وطلاب الجماعة 15 يوما على ذمة التحقيق على رأسهم النائب الثاني للمرشد العام محمد خيرت الشاطر، فيما أكد مجلس جامعة الأزهر في اجتماعه أمس ضرورة اتباع الجامعة لاستراتيجية جديدة لمنع اختراق الجامعة من قبل أي تيار ديني أو جماعة تسعى لنشر أفكارها الهدامة بين طلاب الجامعة، بينما طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية الدولية السلطات المصرية بإطلاق سراح المعتقلين فورا ومن دون إبطاء ما لم تتجاوز التهم الموجهة لهم تهمة «الانتماء لجماعة الإخوان».
في غضون ذلك قال مصدر أمني مصري ردا على ما أثير «إعلاميا» من تساؤلات حول دور الحرس الجامعي وسماحه بقيام بعض الطلبة المنتمين لجماعة الإخوان بتقديم «استعراض عسكري» داخل حرم جامعة الأزهر الأسبوع الماضي، قال ان دور الحرس الجامعي يقتصر على تأمين الجامعة ومنشآتها وطلابها ولا يتدخل في مواجهات مع الطلبة إلا إذا طلبت إدارة الجامعة ذلك، أو في حالة وجود خطر.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها أمس «إن المحضر الذي تم تقديمه للنيابة تضمن أن أساتذة الجامعة، الثلاثة المتهمين في التحريض والإعداد لهذا الموضوع هم الذين قاموا بتهريب هذه الأدوات والملابس داخل سياراتهم إلى الجامعة»، مشيرة الى «أن حرس الجامعة ليس مكلفاً بتفتيش سيارات الأساتذة، فضلاً عن إمكان إخفاء غالبية تلك الأدوات والملابس لدى بعض الطلاب في طيات ملابسهم حال ترددهم على كلياتهم والمدن الجامعية».
من جانبهم رد طلاب الإخوان بجامعة الأزهر الاتهامات التي وجهها لهم الدكتور أحمد الطيب رئيس الجامعة سواء في وسائل الإعلام أو في رسالته لمجلس الشعب «البرلمان»، وأكد الطلاب في بيان أصدروه أمس «أن توقيت الاعتقال جاء مواكبا لموعد انعقاد الامتحانات، وهو ما اعتبروه متعمدا للتنكيل بهؤلاء الطلاب وتضييع مستقبلهم، واتهموا إدارة الجامعة بتعمد استبعاد طلاب الإخوان المسلمين من المدينة الأم وجمعهم في سكن واحد استعدادا ليوم اعتقالهم».
وشدد البيان على أن الطلاب المعتقلين لم يرتكبوا أية إضرار بالوطن، فيما غمز الطلاب إلى الحزب الوطني الحاكم وقارنوا بين المعتقلين وبعض أعضائه المتورطين في بعض القضايا قائلين: «ان الطلاب المعتقلين لم يغرقوا ألف مصري في مياه البحر الأحمر تحت حماية الحصانة والفساد، ولم يحرقوا المئات من البشر في قطار عفا عليه الزمن، أو سرطَنوا الحاصلات الزراعية فقتلوا مئات الآلاف من هذا الوطن؟! أو أدخلوا البلطجية إلى الحرم الجامعي للاعتداء على الطلاب!».
من جانبه أوضح عبد المنعم عبد المقصود محامي الإخوان أن استئناف قرار الحبس يأتي استنادا إلى قانون الحبس الاحتياطي الجديد الذي اتاح للمتهم الاستئناف على قرار حبسه، لافتا إلى أن مستقبل الطلاب الدراسي مهدد حال استمرار حبسهم ، وأضاف عبد المقصود أن الدفاع تقدم بطلبات للنيابة بالسماح للطلاب في القضية والبالغ عددهم نحو121 طالبا بتأدية امتحانات نصف العام في حال استمرار حبسهم، مشيرا إلى أن اغلبهم من الطلبة المتفوقين ومن الظلم ضياع العام عليهم.
وعلى صعيد متصل قرر مجلس جامعة الأزهر خلال اجتماع عقد أمس تكليف عمداء الكليات الجامعية ورؤساء الأقسام بمراجعة المناهج الدراسية التي تدرس بالجامعة، وتنقيتها من الفكر المتطرف وتحمل مسؤوليتهم الكاملة في توعية الطلاب والتواصل معهم من خلال عقد اللقاءات الفكرية وتكوين أسر طلابية طبقا للتقاليد الجامعية لدفع الأنشطة الطلابية والتوعية الدقيقة بمصالح الوطن والولاء للأزهر ومنع تسلل أي فكر خاطئ إلى جامعة الأزهر.
وقد أصدر مجلس جامعة الأزهر في ختام اجتماعه بحضور شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي والدكتور محمود حمدي زقزوق والدكتور أحمد الطيب رئيس الجامعة ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات، وحمل الطيب، جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية عما حدث بجامعة الأزهر، وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس «إنه لن يتدخل ولن يسمح لأحد بالتدخل للإفراج عن هؤلاء الطلاب قبل أن تأخذ العدالة مجراها لأن هؤلاء الطلاب قد أجرموا في حق الأزهر الذي يعد منبرا للوسطية والاعتدال وأنهم صوروا أمام العالم كله وهم يشكلون ميليشيات إرهابية بأن جامعة الأزهر جامعة إرهابية وتصدر الإرهاب والفكر المتطرف».
وأضاف «أننا سنسمح لهم بأداء الامتحانات وسنقدم لهم الخدمات في إطار القانون وسنعقد لهم لجانا خاصة بالامتحانات وسنذهب إليهم حيثما كانوا»، وقال: «نحن بصدد سياسة جديدة بالجامعة لمحاصرة الفكر المتطرف ومنعه من دخول أسوار الجامعة مرة أخرى وأن هذه السياسة تقوم على الالتحام المباشر بين الطلاب والأساتذة».
وأوضح «أن الأمن لم يتدخل في أمور الجامعة وأن هؤلاء الطلاب تم إلقاء القبض عليهم من المبنى السكني بعد استئذان النيابة العامة ولم يقبض عليهم من داخل الحرم الجامعي».
من جهة أخرى، تظاهر عشرات الصحافيين ظهر أمس أمام مقر نقابتهم بوسط القاهرة للمطالبة بالإفراج عن زميلهم الصحافي أحمد عز الدين المستشار الإعلامي للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المقبوض عليه ضمن نفس القضية «ميليشيات الإخوان» واعتبر الصحافيون خلال المظاهرة التي دعت إليها لجنة الحريات بالنقابة أن الزج باسم زميلهم «عز الدين» في المواجهة بين الإخوان والأجهزة الأمنية أمر غير مبرر، فيما حاصرت قوات الأمن مقر النقابة وفرضت طوقا أمنيا حول الصحافيين بأعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب وفرق الكاراتيه التي يرتدي أفرادها ملابس مدنية بأعداد كبيرة.