تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-12-2003
zoom
GUST
 
المشاركات: n/a
امة غارقة في نظرية المؤامرة لمجدي خليل

أمة غارقة في نظرية المؤامرة.. وهذه منابعها

مجدي خليل

يسعدنى ان اشارك الاخوة الافاضل الحوار حول نظريات المؤامرة. لا أحد منا يدعي أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، فهذا لا يقدر عليه احد، ولكن نتحاور ونتبادل الأفكار بهدف تعظيم الفائدة وتقليل خسائر مجتمعاتنا إلى أدنى حد ممكن، وكما يقول أحمد عبد المعطي حجازي «يفكر الناس معا ويتحاورون لا ليصلوا إلى الحقيقة المطلقة، فهذا فوق طاقة البشر، بل ليتفاهموا ويتعاطفوا ولو ظلوا مختلفين، وليزدادوا معرفة بالعالم وبأنفسهم ولو بقي المجهول أكثر من المعلوم».
في مداخلتي هذه أحاول بإيجاز الإجابة على سؤالين:
هل هو قدر محتوم على العرب أن يعيشوا مسكونين بنظرية المؤامرة؟ وما هي أسباب تفشي هذه النظرية في مجتمعاتهم؟
في التاريخ الإنساني كله لا يوجد شعب معين أو منطقة معينة كتب عليها أن تغرق في الفكر التآمري، وإنما هناك مواصفات وشروط وأسباب متى توافرت في شعب أو أمة أو شخص استحوذ التفكير التآمري على ملكاته وخياله، بل إن الشعب الذي يعيش هذه المواصفات لا يفكر في المؤامرة وحسب، وإنما تمثل المؤامرة سلوكا شائعا لديه. في أوروبا في عصورها المظلمة كانت المؤامرات والدسائس هي الخط الرئيسي في الصراع على السلطة السياسية والدينية، وقد أرخ شكسبير أدبيا وجسد هذا الصراع في مسرحياته المختلفة. هذه هي البيئة التي يترعرع فيها فطر التآمر، بيئة الفساد والاستبداد السياسي والديني والظلام العلمي والمعرفي.
إن منطقتنا تعيش هذه الأجواء الظلامية بامتياز. يقول محرر وول ستريت جورنال في عرضه لكتاب «اليد الخفية.. مخاوف الشرق الأوسط من المؤامرات». «في عالم اليوم فإن العرب والإيرانيين أكثر شعوب العالم إيمانا بنظريات التآمر وأشدهم حماسا في نشرها، وإلى حد ما، يرجع هذا إلى ثقافة هذه الشعوب، فكلا الشعبين لهما تراث أدبي غني بالخرافات ذات المعاني العميقة، ونظرياتهم التآمرية مليئة بالخيال، وهناك سبب وجيه أيضا يساعد على خلق هذه النظريات التآمرية، فإيران وكل الدول العربية في قبضة قائد مطلق سواء كان علمانيا أو رجل دين، وهؤلاء يخضعون كل شيء لتحقيق أغراضهم وأهدافهم: التعليم، وسائل الإعلام، القانون، الجيش وغيرها من المؤسسات (...) وفي هذه المجتمعات لا يعلم بالحقائق الصحيحة إلا قلة صاحبة امتيازات، ويجعل الخوف والجهل الجماهير تحت رحمة الشائعات والخيالات، ولهذا يتخلى الناس عن مبادئ البحث العلمي المألوفة للتحقق من الأحداث ويلجأون إلى فكرة أن هناك قوى تعمل في الخفاء مما يفتح المجال للأساطير والخرافات التي تنبع من خيال الإنسان الواسع».
على أنني أضيف سببا هاما يمثل الخط الرئيسي في الأبحاث والدراسات الأكاديمية وكتابات المثقفين العرب، وهو إيمانهم بأن جوهر العلاقات الدولية هو الصراع الذي يحقق المصلحة، ولهذا تنحصر العلاقات الدولية في ثنائيات (منتصر ومهزوم)، (خاسر ومستفيد)، (متآمر ومتآمر عليه)، (شرق وغرب)، وهذه نظرية خاطئة. الخط الرئيسي للعلاقات الدولية هو التعاون والتنافس، اما الصراع فيمثل سلوكا جانبيا اعتراضيا معوقا للتقدم البشري. رؤية العرب رؤية دارونية مالتسية. وقد قدم مالتس نظريته المعروفة عن السكان، والتي تناولت بشكل متشائم أن السكان يتزايدون بمتوالية هندسية، في حين يتزايد الغذاء بمتوالية عددية ومن ثم سيحدث صراع يؤدي إلى تقليص عدد سكان العالم ليتناسب مع الموارد الغذائية المتاحة، وثبت فشل هذه النظرية حيث حقق التعاون الإنساني تزايدا مطردا في الإنتاج الغذائي وأرتفع مستوى البشر في كافة مناحي الحياة رغم تزايدهم عدة مرات منذ أن طرح مالتس نظريته.
إيمان العرب بفكرة الصراع في العلاقات الدولية جعلهم يحجمون عن التعاون البناء مع المجتمع الدولي. فالانفتاح، والعولمة، والديموقراطية.. الخ هي كلها أدوات للتآمر عليهم، ومن ثم وجبت مقاومتها، في حين أن الأمم التي أخذت بها ارتقت في سلم التقدم، بل أن المجتمع العربي يهلل ويرحب بمن يعمق هذه الرؤية لديه، ومثالا لذلك كان اسبوزيتو يقول «ان الحركات الإسلامية لا تمثل خطرا لا على الغرب ولا على أمريكا»، وعندما فشلت رؤيته وثبت أنها تمثل خطرا على الغرب والشرق معا، عاد مؤخرا ليقول في الكويت «إن الديموقراطية سلاح أمريكا الجديد ضد المسلمين»!!!
رؤيتهم لجوهر السلوك الدولي على أنه محكوم بالصراع يجعل قراءتهم خاطئة لكل الأحداث التاريخية والحاضرة. ومن تابع خطب عبد الناصر لا يجد خطبة واحدة تخلو من إبراز جانب الصراع، ومن يتابع أدبيات المتأسلمين يجدها مليئة بمفردات الاستهداف والصراع والتآمر والخطر المتربص بأمتنا وعقلنا وثقافتنا وديننا.
ان ما يحدث من أخطاء وخطايا وجرائم فى السلوك الدولي، انما تمثل الجزء الجانبي المتعلق بالصراع، ولا يحمل ما يتصف بطابع المؤامرة إلا القليل منها.
على أن هناك ملاحظات سريعة تستحق أن نتأملها:
أولا: ان أغلب آليات الصراع مخططات معلنة وليست مؤامرات مستترة. والمتابع للسياسة الأمريكية مثلا منذ 11 سبتمبر يجد أغلب أهدافها معلنة وواضحة ولا تحتاج إلى الغرق في التأويل.
ثانيا: إن كل من يراهن على سوء تصرفنا سيكسب في النهاية، فالمسألة لا تتعلق بالمؤامرة بقدر ما تتعلق بسلوك وفكر وتصرفات مجتمعات متخلفة لن تنتج أفضل مما فيها الآن في ظل المعطيات الراهنة.
ثالثا: أتمنى أن يضع القبض على صدام ومحاكمته علنيا كثيرا من النقاط فوق الحروف، وأؤكد لكم منذ الآن، لن تخرجوا بأكثر من غباء وفساد ودكتاتورية تجسدت فى هذا الرجل، أو كما وصفه عبد الناصر في مذكرات الوزير العراقي جواد هاشم بلفظ «بلطجي ومتهور»، بل أن القبض عليه حيا بدون قتله والاعلان عن محاكمة علنية عادلة له، يضعف تماما فكرة تآمر الغرب عليه او معه.
رابعا: انه يصعب التخطيط الواعي لمستقبلنا في ظل الهيام بنظرية المؤامرة والارتكان لمفهوم القدرية، فالمستقبل ما نصنعه الآن من عمل وعلم وتفكير وتخطيط وهو بأيدينا لا بأيدي غيرنا.
خامسا: ان تفكيرنا التآمري يعكس إسقاطا واضحا لجوانب الحياة العربية، ولنتامل عبارة «أهل الثقة مفضلون عن أهل الخبرة»، وهي التي حكم بها عبد الناصر وأصبحت سلوكا عربيا شلليا، هل هناك أوضح من هذه العبارة كقاعدة مدمرة تدعو الناس إلى التفكير في التآمر والنفاق بديلا للكفاءة والعمل.
سادسا: انتشار فكر المؤامرة يظهر أصحاب الشعارات الرنانة على أنهم وطنيون، في حين من يخطط لمجتمعه بمهارة وحنكة وهدوء يتهم بالعمالة والتواطؤ، وفي النهاية ينتصر الفكر الغوغائي وتعم الفوضى وسوء التقدير.
سابعا: أن هناك بدعة حاليا في الكتابات العربية، وهي التحايل على الحقائق بأن يبدأ الكاتب أو الباحث بتحصين نفسه بجملة منطقية كأن يقول: التاريخ ليس مؤامرة ولكن المؤامرة موجودة في التاريخ. أو أنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة ولكن. أنا أؤمن بالديموقراطية ولكن. أنا ضد بن لادن ولكن. ويستخدم لكن الناسفة أو ما أطلق عليهم مأمون فندي جماعة «بن لكن»، وهنا يستخدم المنطق لنسف المنطق ذاته.
وأخيرا: لا أجد ما أختم به هذه المقالة عن نظرية التآمر عند العرب إلا مقولة فولتير «اسحقوا هذا الخزي».
magdikh@hotmail.com

http://groups.yahoo.com/group/Magdi_khalil_lovers/
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 12:53 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط