مشروع قانون جديد أمام البرلمان الهولندي لإقرار حظر النقاب نهائيا

[boulos]

66% من الهولنديين ضد ارتدائه في الأماكن العامة

بروكسل: عبد الله مصطفى
من بين كل ثلاثة اشخاص في هولندا هناك شخصان ضد ارتداء المرأة المسلمة للنقاب في الاماكن العامة. وقالت نتائج احدث استطلاع للرأي حول الموضوع أجراه مكتب موريس ديهوند المتخصص، ان هناك 66% ممن شملهم الاستطلاع يرفضون ارتداء النقاب والملابس التي تخفي عن الآخرين معالم من يرتديها، في حين رفض 32% منهم حظرا شاملا على ارتداء النقاب، فيما قال 2% انهم لا يعلمون شيئا عن هذا الموضوع. وجاء ذلك بعد وقت قصير من تصريحات لوزيرة الاندماج في الحكومة الجديدة ايلا فوغيلار اكدت خلالها انها ضد الحظر الشامل لارتداء النقاب، ولكنها ترى ضرورة حظره في المؤسسات والمصالح العامة حتى لا يعيق ذلك العمل فيها. وقالت الوزيرة في تصريحات للتلفزيون الهولندي ان ارتداء المرأة للملابس الاسلامية لن يشكل عائقا أمام اندماجها في المجتمع الهولندي. وانتقدت أحزاب في المعارضة تصريحات الوزيرة، وقالت إنها تتعارض مع ما أقرته الحكومة الهولندية في وقت سابق بشأن حظر ارتداء النقاب في الاماكن العامة.
وقال رئيس حزب الحرية كيرت ويلدرز اليميني المتشدد انه سيتقدم بمشروع قانون جديد الى البرلمان الهولندي لحظر النقاب نهائيا وشاركه في انتقاد الوزيرة ايضا العضو هنك كامب وزير الدفاع السابق، والذي ينتمي للحزب اليميني «الشعب من اجل الحرية والديمقراطية».

وقد اظهرت استطلاعات الرأي ان 97% من مؤيدي حزب الحرية يرفضون ارتداء النقاب، بينما يرفضه 30% من مؤيدي حزب الخضر اليساري.

وكانت الحكومة الهولندية السابقة قد قررت منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حظر النقاب الذي تغطي بعض النساء المسلمات به وجوههن، أو أي غطاء آخر للوجه والرأس، في الأماكن العامة، وقالت الحكومة الهولندية إن القرار مرجعه مخاوف أمنية.

وتقدمت وزيرة الهجرة والاندماج في الحكومة السابقة، ريتا فيردونك، بمشروع القرار إلى مجلس الوزراء، الذي سارع بالموافقة عليه. وقالت فيردونك في بيان صادر عن وزارة العدل الهولندية في ذلك الوقت إن مجلس الوزراء يعتبر أن ارتداء غطاء للوجه في الأماكن العامة أمر غير مرغوب فيه لأسباب تتصل بالنظام والأمن العام وحماية المواطنين. واعتبر العديد من المراقبين في لاهاي ان القرار الهولندي يعود إلى خضم المعركة المحتدمة في أوروبا حول النقاب، والذي فتح النقاش حول ما إذا كان يعوق اندماج المسلمين في المجتمع واكتسب زخما في جميع أنحاء أوروبا، وبعدها صارت هولندا أول دولة أوروبية تفرض حظرا في جميع أنحاء البلاد على أغطية الوجه الإسلامية، رغم أن بعض الدول منعت ارتداءها بالفعل في أماكن محددة. وجاء تحرك حكومة يمين الوسط قبل أيام من الانتخابات العامة في البلاد التي اجريت في 22 نوفمبر الماضي.

ويسري في هولندا بالفعل حظر على ارتداء النقاب وأي أغطية أخرى في وسائل النقل العامة وفي المدارس. وسبق ان اعلنت الحكومة الهولندية ان ارتداء النقاب الذي يغطي جسد المرأة المسلمة من الرأس الى القدمين هو امر غير مقبول، ولكنه حتى الآن غير محظور، وأعقبت ذلك مشاورات داخل الحكومة لإيجاد تسوية لهذا الامر ودراسة مدى قانونية اصدار قرار يحظر ارتداء النقاب بشكل نهائي. وكانت وزيرة شؤون الاجانب والهجرة السابقة ريتا فيردونك قد اشارت في تصريحات لها الى أن نصوص القانون الهولندي قادرة على التعامل مع هذه المعضلة.

وأشارت الى ان هناك قواعد واجراءات استطاعت ان تضع حدودا وتحصر نطاق ارتداء النقاب كما هو الحال في وسائل النقل العام والمؤسسات التعليمية ولكنها استدركت لتقول ان الامر لا يتعلق بالنقاب او الزي الاسلامي ولكن ايضا كل الاشياء التي من شانها ان تغطي الراس والوجه ومنها الاقنعة وأغطية الراس بأنواعها المختلفة.

وكان البرلمان الهولندي قد طالب الحكومة في وقت سابق من العام الماضي بدراسة امكانية اصدار قانون يحظر ارتداء النقاب وذلك بناء على مقترح للعضو كيرت ويلدرز الذي شكل حزبا جديدا، وهو يميني متشدد وكان عضوا سابقا في الحزب اليميني «الشعب من اجل الحرية والديمقراطية» الذي تنتمي اليه الوزيرة السابقة فيردونك والبرلمانية السابقة هيرسي علي (من اصل صومالي)، وهي التي شاركت في تنفيذ فيلم «الخضوع» الذي تناول وضع المرأة في الدول الاسلامية بالتعاون مع المخرج ثيو فان جوخ الذي اغتيل على يد اصولي من اصل مغربي عام 2004.
http://www.asharqalawsat.com/details...article=407947