|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
قبل الهاوية
قبل الهاوية أحمد صبحى منصور صراع المطلقات ( بضم الميم وسكون الطاء ) منذ 1952 حتى الان يدور فى مصر صراع بين العسكر والاخوان المسلمين. ووصل هذا الصراع بمصر الان الى حافة الانهيار الذى ينذر بتدمير الدولة كما حدث ويحدث فى الصومال و العراق. أسوأ ما فى هذا الصراع أنه يجرى فى إطار (المطلق) ـ بضم الميم وسكون الطاء ـ بمعنى أن كل واحد من الخصمين يريد لنفسه الاستئثار المطلق بالغنيمة ـ أى مصر ، أرضا وشعبا ؛ الاستبداد العسكرى لا يترك مجالا لشريك ، وكذلك أسطورة الحاكمية لدى الاخوان المسلمين تؤكد لهم أنهم وحدهم المختارون من الله تعالى لحكم الناس باسم الدين.. فى الاختلافات السياسية بين الأحزاب المدنية هناك مسرح رمادى يتسع للجميع ، وهناك مئات من أنصاف وأرباع الحلول ، وهناك محاولات التوفيق بين مختلف الآراء وارضاء جميع أوأغلب الأطراف . وفى النهاية ليس هناك شىء ثابت أو مطلق ، بل يخضع كل شىء فى التعامل السياسى للتغير حسب المصلحة أو المتغيرات على الأرض أو موازين القوى أو تغير وجهات النظر. وبالتالى يظل الصراع سياسيا سلميا يحاول كل فريق فيه كسب الشارع والأنصار. لايوجد هذا فى الخلاف بين الحكم العسكرى المستبد الجاثم على صدر مصر منذ 1952 ، كما لا يوجد لدى الاخوان الطامعين فى الاسئثار بمصر منذ 1928 . وكلاهما لا يؤمن إلا بحقه المطلق بالاستئثار بمصر أرضا وشعبا ، و لا يرى غير القوة وسيلة للوصول الى السلطة. وإذا كان الجيش هو مستودع السلطة واذا كان الدستور المستبد للحكم فى مصر يحصر القوة الحربية فى شخص القائد الأعلى للجيش ـ أى الرئيس ـ فان ثقافة الاخوان واجهت هذه القوة بتحييدها بعقيدة العمليات الانتحارية إذا لم يكن متاحا استعمال ما يسمى بالارهاب الآمن أى إضرب واهرب. ولا شك أن أوان استعمال هذه العقيدة الانتحارية مؤجل ، الى أن يصل الحال بمصر الى ما يحدث فى العراق أو الصومال ، عندها يمكن ممارسة العمليات الانتحارية بشكل أعنف وأيسر وأسهل. واذا ظل الحال على ما هو عليه فان مصير العراق و الصومال ينتظر مصر.. والحال ( كما هو عليه الان ) كالآتى : 1 ـ يدخل حكم العسكر فى مصر مرحلته الأخيرة ، والرئيس العسكرى الان وصل الى أرذل العمر، وهو متمسك بالسلطة الى النهاية لأنها الوسيلة الوحيدة للمحافظة على حياته و حياة أسرته و( تحويشة العمر ). وكما فعل السادات حين اهتز الكرسى من تحته فقام بتغيير الدستور الى الأسوأ وجعل منصب الرئاسة أبديا ، فان الرئيس الحالى ـ وهو فى أواخر أيامه ـ يقوم بتغيير الدستور ليكون ـ فى عصر الحرية و الديمقراطية وحقوق الانسان ـ أشد استبدادا وفسادا و تسلطا ، ولكى يحول قانون الطوارىء من كونه ( طوارىء ) الى قانون أبدى . ومن الطبيعى أنه لو تم هذا التغيير فلن يستمتع به الرئيس. والرئيس يريد لهذا التغيير أن يكون عصا لتاديب المصريين حتى يقبلوا برئاسة الوريث. ولكن الهاوية القادمة ليس فيها متسع للوريث ليتمتع بالرئاسة حتى لو وصلها. 2 ـ الاخوان المسلمون ـ بعد ما قاسوه من تعذيب ، او(جهاد) يريدون الاستئثار بالسلطة ، ولا يرون للأحزاب القائمة سوى فتوى قادمة تجعل التحزب كفرا، لأنه فى مواجهة (حزب الله) المصرى لن يوجد سوى حزب الشيطان. 3 ـ بين الاخوان والعسكر توجد الأحزاب و منظمات المجتمع المدنى .. وقد دخلت ساحة العمل السياسى بالمظاهرات وعلى الانترنت ، وهى تعانى من عصا السلطة الغاشمة و استغلال الاخوان وعوامل ضعف داخلية أخرى مختلفة. وفى حالة الصراع المسلح القادم ستكون تلك التجمعات المدنية ضحية مثالية للعسكر والتنظيمات الاخوانية التى ستظهر فى الوقت المناسب لتضرب عشوائيا. 4 ـ هناك مثقفون صامتون غاضبون محبطون يشكلون أرضية صالحة لإقامة الاصلاح. ولكن الاصلاح لن يأتى إلا من فوق. وقمة السلطة تعاقب من يفكر فى الاصلاح بعصا الشرطة التى لا ترحم .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|