|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#24
|
|||
|
|||
يتبع -
في أرض الماساي مشينا عدة أميال من حدود تنزانيا عَبْرَ جنوب كينيا متَّجهين إلى إحدى قرى قبيلة الماساي التي كنا سنعرض لهم فيها فيلم ”يسوع“. ويوجد نحو 400 ألف من هؤلاء القوم السود الطوال القامة يطوفون الغابة الريفية في تنزانيا وجنوب كينيا. وهم يرعون ماشيتهم في تلك المنطقة منذ عدة قرون، ولم تُسفِر مجهودات الإرساليات طوال خمسين سنة إلاَّ عن نتائج شحيحة جداً، ثم تشجَّع أحدهم كان قد آمن وتعمَّد واسمه ”ستيف (أي اسطفانوس) دودوجيان“ مع آخرين وساعدونا في مهمتنا. وعلمنا من ”ستيف“ أن الرب أنقذه من موت محتَّم في فيتنام بعد أن أطلقوا الرصاص على رأسه، ولكنه عاش بعد أن قضى في المستشفى سنة كاملة، وهو يشعر أن الرب حفظه لهذه الرسالة: أن يساعد في تعرُّف قبيلة الماساي على الله. جئنا إلى قرية اسمها ”نامانجا“ على حدود تنزانيا، وهي موطن للمهرِّبين واللصوص والعاهرات، ولكننا رأينا مئات يُعبِّرون عن رغبتهم في اتِّباع المسيح بعد أن شاهدوا حياته على الشاشة. وقد سألتُ ”ستيف“ عن كيفية بدء عمله مع قبيلة الماساي، فقال لي إن ذلك كان بواسطة ”ماتايو (أي متَّى)“ الذي كان أحد المحاربين الماساي ثم صار مسيحياً منذ عهدٍ قريب. فسألته: ”كيف وجد المسيح“؟ فقال: ”بينما كان يصطاد أسوداً مع صديقه، هجم أسد على صديقه، فقتله ماتايو بحربته بعد أن كاد يفتك بصديقه، ثم حمله إلى مستشفى إحدى الإرساليات. وهناك توفي صديقه بعد قليل، ولكن ماتايو تعرَّف على المسيح من المُرسلين وقرَّر أن يصير مسيحياً. ولما عاد إلى قبيلته اعتبروه بطلاً لقتله للأسد، ولكن بمجرد أن علموا أنه صار مسيحياً تغيَّر كل شيء، فقد اضطهدوه حتى جعلوا حياته غير محتملة“! ”ثم غادر ماتايو قريته، وقابلناه منذ بضعة شهور، وقد بدأ من ذلك الحين يتنقَّل من قرية إلى أخرى وهو يُكلِّم شعبه عن المسيح. ويُعتبر أهالي القرية التي نحن ذاهبون إليها الآن من إحدى ثمار شهادته للمسيح. وهو لا يخاف، فمنذ شهور قليلة كان يتكلَّم مع عرَّاف، ثم غضب العرَّاف منه وحاول أن يطرده من القرية، ولكن ماتايو وقف ثابتاً وأخبر العرَّاف أن قدرة يسوع أقوى من كل سحره. فلما سمع العرَّاف ذلك سقط على الأرض وهو يرتعش، ثم نهض وطلب من ماتايو أن يعود في الغد ليتحدث معه. وقد خاف البعض عليه لئلا يقتله العرَّاف بإحدى تعاويذه، ولكنه قال إنه إذا مات فسيكون ذلك من أجل الرب“. ”وفي اليوم التالي لما رجع ماتايو إلى كوخ العرَّاف دُهش عندما وجده ممتلئاً بالناس الذين طلبوا منه أن يُكلِّمهم. فكلِّمهم عن حب الله وموت المسيح من أجل خطاياهم، بينما كان العرَّاف جالساً وهو صامت. ثم نهض وقال إنه سيتكلَّم الآن، وقال: "بالأمس، عندما تكلَّم هذا الرجل عن يسوع، حدث لي شيء: فكأن صليباً كبيراً خرج من السماء واخترق جسدي ونظَّفني من كل ما هو رديء فيَّ. ويجب أن أُخبركم أنني الآن تابعٌ للمسيح، وأنَّ كل واحد منكم سيكون كذلك"... وكوخ العرَّاف هو الذي يتقابل فيه المسيحيون الآن“! ”إنني أحب شعور الله اللطيف... فقد زُرنا ـ ماتايو وأنا ـ هذه القرية معاً منذ عدة أسابيع، وأخبرونا أن هذه هي أول مرة يسمحون فيها لرجل أبيض بالدخول عندهم. تذكَّر، يا بول، أن هذه القرية هي معسكر محاربي قبيلة الماساي حيث يوجد أكثرهم وحشية، وأنها كانت متوترة قبل ذلك. ولذلك فقد تعجَّبتُ من استقبالهم لنا عندما ذهبنا إليهم وشكرتُ الله على نجاح هذه المخاطرة. وهكذا اقتنعتُ أن تسليم حياتي للمسيح معناه تدبيره لها“! ”قرأتُ في الإنجيل قوله: «ليس أحد وهو يتجنَّد يرتبك بأعمال هذه الحياة لكي يُرضي مَن جنَّده» (2تي 4:2). وكنتُ أُخطِّط أن أشغل نفسي ما أمكن في الأعمال الدنيوية، ولكن «كما استُحسنَّا من الله أن نؤتمن على الإنجيل، هكذا نتكلَّم لا كأننا نُرضي الناس بل الله الذي يختبر قلوبنا» (1تس 4:2). ثم بدأتُ أتعجَّب من قساوة قلبي نحو الروحيات وصوت الله! وقد صارعتُ مع شكوكي وشهواتي وكأنها لحم ودم، وهل سأسمع صوته لو كلَّمني مرةً أخرى، وإن لم أتَّجه إلى السير نحوه الآن فهل سيوجد لي وقت آخر“؟ ”ولما احتدم الصراع في داخلي، انطرحتُ على ركبتيَّ وصرختُ: "يا أبي، أعلم أنك موجود في حياتي لأنني بحثتُ عنك في طفولتي، ولكنني كنتُ متمرِّداً. لا أريد أن أجلس خارج السياج بعد ذلك، فاغفر لي وأعنِّي على الرجوع عن خطيتي، فأريد أن أكون طاهراً ومقدَّساً أمامك"“! ”ولكنني كنتُ أعلم أنني لا زلتُ متباعداً ومن الصعب أن أنطلق، ولكنني كنتُ أرغب في ذلك. فصلَّيتُ: "يا رب، اطَّلع على حياتي، سأذهب إلى أي مكان، فافعل أي شيء تريده مني"! وبعد هذا الكلام الهادئ مع الله، شعرتُ أن ما كان يُثقل كاهلي قد انهار، وتنفَّستُ الصعداء ونمت كطفل يشعر بالأمان في وجود أبيه“! ”وبعد سنوات قليلة وجدتُ نفسي في أفريقيا مع "ستيف دودوجيان" ذاهبَيْن إلى معسكر للمحاربين الماساي لنعرض لهم بلغتهم فيلم ”يسوع“ الذي يُغيِّر الحياة. وما كنتُ أحلم إطلاقاً بالحرية التي حصلتُ عليها بعد أن سلَّمتُ حياتي للرب وتخلَّيتُ عن كبريائي! وقد كافأني الرب بما تطلَّعتُ إليه وهو: حياة لها هدف. وصرتُ أعيش في أعظم مغامرة كنتُ أتصورها“! ”وفجأة توقَّف ستيف وكان جسمه متوتراً متصلِّباً، ولم أُصدِّق عينيَّ، فلم يظهر حينئذ أي واحد من المحاربين الماساي شبه المتوحشين. وقبل أن نتحرك أحاط بنا أكثر من عشرين من المواطنين ذوي النظرات الحادة، وكلٌّ منهم قابض على حربة مُسنَّنة حادَّة بطريقة تهديدية. فناديتُ: "ستيف"! فقال: "اصمت. كُنْ هادئاً"“!
__________________
IN GOD WE TRUST " فأمـست جالية غربـاء و غريبة للمولدين فــيها و أبناؤها هجروهها ." ( ســـــــــــــــفر المكابيين الأول38:1 ). فينك |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|