رانــيا

[abomeret]

رانــيا

بقلم حمدى رزق ١٠/٩/٢٠٠٧
لو صادفته في شوارع القاهرة، سائرا علي القدمين، ينادي ولا يمل النداء: «إنت فين يارانيا» لا تستغرب.. إنه قلب الأب يمزق الضلوع من قسوة الألم، لا أحد يبلل ريقه الجاف إلي كلمة بابا، ربنا معاه.

رجل أعمال مسيحي ميسور، لا ينقصه شيء، زوجة وبنتان ومال وأعمال، مستورة والحمد لله، اختفت ابنته الكبيرة رانيا فجأة، داخ السبع دوخات، لم يترك بابا إلا وطرقه وما من جواب.

يجأر من الألم، يسنده صديقه في مشوار الألم، لكن من يسند إنسانا هاريا، زائغ البصر لا يري أمامه.. رانيا مدرسة في مدرسة لغات، خرجت ولم تعد حتي الآن، كان ذلك يوم الثلاثاء ٢٨ أغسطس الماضي، خرجت بملابسها، لم تحمل ملابس، ولم تطلب مالا، ولم تمس قطعة من مصوغاتها، يبكي من الخشية، ياليتها أخذت فلوس.. الفلوس كتير، ياليتها أخذت ملابس.. الملابس كتير، يئن من الألم.

رانيا اتصلت بأمها من تليفون أرضي، فقط ثلاث كلمات «ماما هاقولك حاجة .. ماتزعليش مني أنا أشهرت إسلامي واتجوزت» صرخت الأم المكلومة: «وأنا.. تسيبيني إزاي» ولم تكمل الأم صرختها، قُطع الخط، آخر ما سمعته الأم صوت عبارات رانيا، وراحت الأم في غيبوبة من البكاء.

في المدرسة لايعرفون لها طريقا، كل زميلاتها أنكرن صلتهن باختفائها، ولكن كل الزملاء كانوا معزومين علي فرح زميل لهم اختفي في نفس موعد اختفاء رانيا، اختفت الثلاثاء تزوج هو الخميس، الأب لا يتهم أحدا، ولكن رقم العريس كان علي موبايل رانيا الذي تركته، اتصل الأب بالعريس، أنكر الأخير معرفته برانيا وأغلق الخط حتي الآن.

في المشيخة الأزهرية، علم الأب أن رانيا أشهرت إسلامها يوم ٢٩ مايو الماضي، رانيا ليست قاصرا، عندها ٢٤ عاما، جاءت باتنين شهود.. يعزيه كاتب السجل، البنت بتحبكم قوي، طلبت عدم تغيير اسم الأب أو العائلة، فقط اللقب الأخير، يتساءل الأب في جزع: والعنوان، ألم تترك عنوانا، لماذا لاتسجلوا البيانات؟ روح اسأل في أمن الدولة.

يجاهد حتي لاتخور قواه، أو تخونه أعصابه، يبتلع دموعه، ملحية تكوي حنجرة اختنق صوتها، يخرج مشروخا من الألم: الدنيا اسودت في وشي، الكل يبتعد عني، لا أحد يريد مساعدتي، إمبارح كانت أمام عيني، في غمضة عين تختفي، أمها بتموت كل يوم، أختها لم تذق طعم الزاد.

عارف إن بنتي ليست قاصرا، ولو اتجوزت.. ما تتجوز وماله، اتجوزت من مسلم، وإيه المشكلة، اختارت جوزها، هي حرة، بس نفسي أشوفها وأطمن عليها، لو كان زوجها في قلبه دين - أي دين - أو رحمة يتصل بنا، طيب تتصل بأختها، بامها، تريح قلبنا.

يكاد يجن، أين لجان النصح التي كانت تلتقي بمن يريد تغيير دينه وتنصحه، فإن أفاء فلدينه أو اعتنق الدين الجديد، وإذا أشهرت رانيا إسلامها، هل يعني هذا قطع صلة الرحم، هل يعني أن تعذب أمها وأختها ووالدها الذي يحبها، هل هذا يرضي شيخ الإسلام؟ قل لهم يامولانا إن تغيير الديانة لايقطع صلة الرحم.

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=75555