على من يضحك د. ابو الفتوح؟

[samozin]

محمد نبيل صابر
ahelway@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13
شرت جريدة الدستور فى عددها الاسبوعى الاخير مقال للقيادى الشهير بجماعة الاخوان د. عصام ابو الفتوح الذى اعتبره احد الصقور المتشددين فى الجماعة بعنوان "سيد قطب فى ذكراه نحبه و نحترمه ونختلف معه" وهو مقال قد صدمنى واعتقد انه صدم كل من تابع جهود الجماعة فى التبرؤ من افكار سيد قطب وعدم نسبتها لها حتى اطلقوا على الجناح الذى يتبع افكاره القطبيون واعلنهم انهم لا يتبعون الجماعة فكريا
وبالعودة للمقال صدمنى أكثر دفاع د. عصام ابو الفتوح عن سيد قطب بطريقة" سامحوه ماكنش قصده"
فقد ابتدأ المقال بأن لو كان العمر طال بسيد قطب لكان غير أفكاره تماما وهو مايستدعى الصدمة للطرق الهزيله التى تستخدمها الجماعة للتغرير بعقول الناس
كيف يمكن لمفكر اسلامى بحجم سيد قطب ان يعدل من أفكاره بمنتهى السهولة وهو الذى قال فى السجن ان تبرأ تماما من كل ما كتب الا الكتب التى ضمنها افكاره المتشددة والتى كتبها فى السجن والعبارة بالنص موجودة فى نفس المقال لد. عصام فى فقرة تالية !!!
وليسمح لى د. عصام ان أذكره بجملة لا تنمحى من ذاكرتى من كتاب اللواء فؤاد علام الاخوان وانا عندما كان ينقل سيد قطب ليله اعدامه الى مكان تنفيذ الحكم فسأله " ألم تكن تدرى ان تفجير القناطر سيدمر نصف الدلتا" قال له سيد قطب " لايهم عندها كان ستثور الجماهير وكنا سنتولى الحكم"
فكيف لو طال بسيد قطب العمر؟
ويستمر د. ابو الفتوح فى دفاعه الممجوج عن سيد قطب ويقول ان محور افكار سيد قطب تلخص فى نقطتي الحاكمية لله وجاهليه المجتمعات
- فى نقطة الحاكمية يقول د. عصام ان سيد قطب كان يقصد الحاكمية التشريعية فقط ولا يقصد طرق الانتخاب او امكانية ثورة الشعوب على الطغاة وكأن الناس لم تقرأ فى ظلال القرأن او كتاب المعالم الذى يقول فيه سيد قطب " ان الحاكمية هى ان يكون التشريع والقوانين والاداب والعلوم والفنون مطابقة لشرع الله" اى ان د. عصام وببساطة يكذب ويخدع القراء ان حاكمية سيد قطب هى الطريق للحكم الدينى الذى لا يقبل مراجعة ولا ديمقراطية لان الحاكمية ترفض ان يقر الناس شيئا بالاجماع طالما لا يطابق احكام " مجلس العلماء" -الذى جعله الاخوان فوق المجلس التشريعى فى برنامجهم المزعوم-
- وفى نقطة جاهلية المجتمعات يقول د. عصام ان سيد قطب قصد بالطبع جاهلية داخلية فى التصرفات والافعال ولم يقصد جاهلية كما كانت قبل الاسلام وفى هذا يقول سيد قطب " ان المجتمعات الحالية لا تفترق كثيرا عن مكة قبل الاسلام وهى مجتمعات جاهلية لا تطبق شرع الله وان صاموا وصلوا" فمن نصدق الكاتب والكتاب ام من يدافع عنه زورا وبهتانا
ولننظر كيف كانت تلك الافكار رصيدا لجماعات العنف المتأسلم
- التكفير والهجرة نعيش فى مجتمع جاهلى ولنتعامل فيه بالهجرة الى الكهوف ثم الاستقواء ثم الفتح
- الفنية العسكرية المجتمعات مجتمعات جاهلية يجب قتالها
-الجهاد نحن فى مجتمع كافر تماما وهو دار حرب
فكيف لو طال بسيد قطب العمر؟
الغريب حقا ان د. عصام لم يبرز كيف يختلفوا مع سيد قطب ليطابق المقال العنوان!!!!! اى انه لا اختلاف حقيقى فى المبادئ وأنما فى الطرق والوسائل
لو كنت من الحكومة لطبعت هذا المقال ووزعته على الناس فى الشوارع وعلى المثقفين ومعه ملازم من المعالم او فى ظلال القرأن ليقرأ الناس كيف تكذب تلك الجماعة بالباطل على رجل ميت فكيف لو مسكوا الحكم؟ ليروا كيف انهم يؤمنون بدولة مدنية حقا؟ ليرى الناس ان برنامج الجماعة كتب ليوضع فى الادراج؟ ليعلموا ان كل ما قيل عن مخالفة كتابات سيد قطب لافكار الجماعة هو كذب بواح ؟ وفى النهاية ليندم من كتبوا لهم البرنامج السياسى المزعوم على ما اقترفتهم ايديهم ويندموا على خداع عقولهم ان الجماعة تخلت عن ماضيها من اجل صفحة جديدة
ان هذا المقال هو جرس انذار لما ينووا هؤلاء ان يفعلوه بنا خصوصا فى ظل سيطرة رعيل صقور النظام الخاص على هيئة الارشاد
وفى النهاية اهمس فى أذن د. عصام بسم الله الرحمن الرحيم" كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون" صدق الله العظيم
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=111966