فخامة الرئيس مبارك هل المسيحيه دين كفر؟

[كوكب الاسقيط]

الحوار المتمدن - العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9


في مقالتي هذه اتوجه الي فخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك بعد ان فشلنا تماما في استخدام السبل والتشريعات الوارده بالقانون لمصري في مواجهة هذا السيل العارم من اتهامات التكفير والازدراء والسخريه الموجهه للمسيحيه بصفه عامه وهذا الامر لايقف عند حد العلاقه بين المسلم والمسيحيي داخل حدود الوطن المصري فحسب بل يتخطي حدود الوطن ليكفر جميع مسيحيي العالم الامر الذي يتنافي مع توجهات الدوله بضرورة خلق مناخ يسمح للمواطن المصري بان يكون علي درجه من ثقافة قبول الاخر لكن للاسف عندما لجأ الاقباط والكثير من المثقفين المسلمين ايضا مطالبين تطبيق الماده 96 من قانون العقوبات في هذا الشأن للحد من هذا الاسلوب الذي من شأنه زياده اتساع الفجوه الطائفيه بين المسلمين والاقباط بل ومن شانه ايضا ان يتجاوز حدود الوطن وما يتبعه من الكثير من المخاطر التي تحيط بالدوله علي المستويين الداخلي والخارجي وهنا اعرض عليكم بعض الامثله لما نتعرض له نحن المسيحيين وهنا لااقصد مسيحيي مصر فحسب بل مسيحيي العالم باثره من ازدراء واضح بعقيدتنا من بعض الموز الاسلاميه في مصر:

اولا - طالعتنا جريدة المصري اليوم بعددها الصادر في 6/10/2007 بما يلي:
" شن المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة هجوما عنيفا علي أقباط المهجر، مؤكدا أنهم يسعون لإثارة الشبهات حول القرآن الكريم، لأنهم يعرفون جيدا أن الإنجيل تم تحريفه، ولا يستندون في هجومهم إلي أي أسس صحيحة."

ثانيا – شرائط الشيخ محمد حسان التي توزع علي سائقي النقل العام في مصر مجانا وتحمل في عنواينها ومضمانيها تسفيها وتحقيرا للديانه المسيحيه ومن يدينون بها من بين هذه الشرائط :
1- شريط بعنوان "تحريف الانجيل"
2 – شريط بعنوان "قواعد الدين عند النصاري"
3- شريط بعنوان "قصة الصليب"
4 – شريط بعنوان "نحن اولي بعيسي منهم"
5 – شريط بعنوان "كلام المسيح في المهد"

ومن خلال سماع بعض هذه الشرائط التي بصوت الشيخ محمد حسان نجد انه يسب الانجيل سبا علينا ويصفه بانه "كتاب نحرف " و "كتاب جنسي" ويقول حرفيا في احد هذه التسجيلات :
"لو قرأت فقرات من مضمون الاناجيل تستفرغ والله العظيم فقرات جنسيه انا بقيت خايف ان زوجتي تقرا هذا الكلام – كلام اقذر من اخطر كلام كتاب جنس موجود في السوق ستقرأ كلاما فاضحا لا اريد ان اتوقف معه وربنا يستر علينا وعليكم"

ويقول الشيخ حسان في احد شرائطه " تعالوا نتعرف علي العقيده الفاسده وهذا الدين المبدل والمغير"

والي غير ذلك من كتب الشيخ ابو اسلام احمد عبد الله التي اغرقت بها الاسواق المصريه بل وصل الامر الي حد عرض هذه الكتب في معرض القاهره للكتاب بموافقة الهيئه المصريه للكتاب

وبعد هذا العرض لبعض الامثله فان المعطيات علي ارض الواقع تشير الي احد الاتجاهات التاليه:

الاتجاه الاول : هو اتجاه مصر وبقوه لتكون دوله دينيه علي غرار الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه

الاتجاه الثاني : انفلات الزمام والسيطره وانتقالها من السلطه المدنيه في مصر الي المؤسسه الدينيه وعجز الدوله في السيطره علي توجهات رجال الدين

الاتجاه الثالث : التعامل بعدة اوجه سواء مع الداخل المصري أو المجتمع الدولي أو مجموعة الدول الاسلاميه حسب المصالح

ولا انسي في تساؤلاتي هذه ان اذكر ما تعرض له عضوي منظمة مسيحيي الشرق الاوسط في مصر المتهمين باتهام ملفق لا اساس له من الصحه ومعرف لدي الجهات الامنيه التي وجهت ولفقت لهم هذه الاتهامات ان التهمه الحقيقيه الموجهه لاعضاء منظمة مسيحيي الشرق الاوسط هي انهم يطالبون بالعدل والمساواه ويرفضون استهزاء رجال الدين الاسلامي من الديانه المسيحيه لان ذلك لايخدم مصالح الوطن لكن من الواضح ان الدوله لا ترغب في اقامة العدل والمساواه بين المسلمين والاقباط في مصر ولا ترغب في التشديد علي الدعاه الاسلاميين في منعهم من التعرض والاستهزاء بالعقيده المسيحيه وهذين الشخصين تحديدا يدعون في جميع مداخلاتهم الي احترام عقائد الاخرين بشهادة المسلمين قبل الاقباط

سيدي فخامة الرئيس مبارك:

لقد ضاق مسيحيي مصر ذرعا من استهزاء رجال الدعوه الاسلاميه بمقدساتهم وعقائدهم واعتبارها عقائد فسق وفجور واناجيل محرفه وكتب جنس وخلافه من الاباطيل التي يقومون بنشرها امام مرئي ومسمع جميع الاجهزه المصريه التي تغمض اعينها عنهم ليتحركون بكل حريه دون اي حساب وقد تقدمنا بالكثير من البلاغات لسيادة النائب العام نطالبه في تطبيق الماده 98من قانون العقوبات التي تنص علي " يعاقب بالحبس مده لاتقل عن ستة اشهر ولا تجاوز الخمس سنوات او بغرامه لاتقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز الالف جنيه كل من استغل الدين في الترويج او التحبيذ بالقول او الكتابه او اي وسيلة اخري لافكار متطرفه بقصد اثارة الفتنه او تحقير او ازدراء احد الاديان السماويه او الطوائف المنتميه اليها أو الاضرار بالوحده الوطنيه او السلام الاجتماعي"

سيدي الرئيس :
بالرغم من قصور هذه الماده في انها غير رادعه ومطاطه وتجيز للقاضي بان يحكم علي متهم باقصي عقوبه بالحبس خمس سنوات وله ان يقضي علي متهم اخر بنفس الجرم بغرامه خمسمائة جنيه ونحن مسبقا في حالة الالتزام بتطبيق هذه الماده من هو الذي سوف تغلظ عليه العقوبه بخمس سنوات ومن الذي سوف يحكم عليه بغرامه خمسمائة جنيه

وبالرغم من هذا لم نري ان قدم احد هؤلاء الدعاه وحكم عليه حتي بالغرامه المنصوص عليها في هذه الماده القانونيه وكان مصير جميع البلاغات المقدمه من الاقباط لسيادة النائب العام هو سلة المهملات

سيدي الرئيس

بناء علي ما تقدم هل لك ان تعلنها صراحة ان المسيحيه عقيده محرفه وانجيلها كتاب جنس ؟ حتي نعرف اين موقعنا في مصر وما موقف الدوله الرسمي منا؟

سيدي الرئيس
شبعنا من التصريحات السياسيه التي تتنافي مع الواقع عندما تعلنون ان الديانه المسيحيه ديانه سماويه تعترف بها الدوله وعلي ارض الواقع نري دعاة الدوله الاسلاميين يلقون المسيحيه باقذع العبارات

سيدي الرئيس
نحن اقباط مصر جميعا نكن لفخامتكم كل حب واحترام وتقدير ونعلم جميعا حرصكم علي الوحده الوطنيه لكن هل ترون فخامتكم في تلك الامثله التي بينتها لسيادتكم ان اجهزة الدوله المعنيه بهذا الخصوص لديها نفس الحرص الذي سيادتكم؟ هل مثل هذه الكتب وشرائط الكاسيت وما يصرح به هؤلاء الدعاه علي القنوات الفضائيه من شانه دعم الوحده الوطنيه والسلام الاجتماعي؟

سيدي الرئيس

ان الخطوره لاتكمن فقط في علاقة المسلمين والاقباط في الداخل المصري بل سوف تنعكس بالسلب بهدم كل محاولات الدوله الحثيثه في نشر ثقافة قبول الاخر مما يؤدي الي نشر بذور الكراهيه بين البسطاء من المسلمين لكل من يدين بالديانه المسيحيه في العالم باثره وسيكون مؤداه تكفير السطه المصريه ذاتها التي تقيم علاقات متوازنه مع جميع دول العالم التي في غالبيتها ذات اكثريه مسيحيه وهذا الامر هو الذي يخططون له من اجل الوصول الي نشر فكر تكفير الحكام للوصول الي كرسي الحكم في مصر

سيدي الرئيس
لايمكننا ان ننكر السيطره الفعليه التي يقوم بها رجال الدين وكيف سيطروا علي عقول ووجدان البسطاء من المسلمين وكيف اصبحت لهم الكلمه العليا في البلاد وكيف اصبحوا دوله داخل الدوله الم يحن الوقت بوقفه حازمه تعيد البلاد الي نظام حكم مدني خالص وان يعود رجال الدين الي مساجدهم يدعون الي الخير والحب والتسامح والسلام بدلا من حملاتهم المسعوره ودخولنا في مهاترات كل منا يتولي بتكفير الاخر لانرغب في ان نصل في يوم من الايام يقف فيه المسلم يكفر المسيحيي وايضا يقف فيه المسيحيي ليكفر المسلم عندها ستكون نهاية مصر