الشيعه في مصر

[honeyweill]

مع العلمانية في خندق واحد
حينما سب الكاتب المدعو أسامة أنور عكاشة، الصحابي الجليل عمرو بن العاص خرج عليه المجتمع المصري كله ليوقفه عند حده ويطالب بمحاكمته. ولم ينضم إلى أسامة أنور عكاشة إلا العلمانيون.. لكني وجدت الدكتور النفيس في أحد مقالاته ينبري مؤيدًا أسامة أنور عكاشة.. ويا لها من لحظة حينما يقف غلاة العلمانية مع فلاسفة الفكر الشيعي في خندق واحده.

* لماذا انحزت إلى أسامة أنور عكاشة في سبه لعمرو بن العاص؟


** أسامة أنور عكاشة كاتب حر وتوصل لاستنتاج مثل الذي توصل له كثير من الكتاب مثل طه حسين والعقاد.. لقد كان هؤلاء يعلمون أنه رجل لا ديانة له وهو شخصيته ساقطة بكل المعاني.. وأول من قال بالإرجاء المحض.. وابن أبي الحديد أتى بأخبار موثقة عنه وقال إنه لا يمكن حملها على معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص إلا من باب وقوعهما في الإلحاد. والبيهقي في المحاسن والمساوئ تحدث بكلام كبير ضدهما. المقصود عمرو ابن العرص

الحل في نهج البلاغة ومدرسة آل البيت


رغم العداوة التاريخية بين العلمانيين والقوميين والشيوعيين وبين الحركة الإسلامية التي كانوا يصفونها بالرجعية والانغلاق إلا أن هذه التيارات أصبحت ترى في التيار الإسلامي خصمًا ليس سهلاً يحمل مشروعًا متميزًا ولديه من الكفاءات والمفكرين من لا يمكن التصغير من شأنهم. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فعلت أوروبا النصرانية وأميركا نفس الشيء وأكدت أن الخطر كل الخطر في الحركة الإسلامية المعاصرة ومشروعها الفكري.. لكن دكتور النفيس يرى فيما تحمله الحركة السنية من فكر أنه فكر معوق.. وأن الفكر الصحيح هو نهج البلاغة ومدرسة آل البيت... وتناسى أن كبار مفكري الشيعي مثل علي شريعتي وباقر الصدر قد التقوا مع أفكار مالك بن نبي وحسن البنا وكثير من أفكار سيد قطب.

* ما هي مطالب وأمنيات الشيعة المصريين؟


** لقد قرأت التاريخ طويلاً وتعمقت فيه واكتشفت أن العرب أمة خارج التاريخ والعرب هنا هم الأعراب الذين قال القرآن فيهم (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم). والقرآن حينما قال (لتعارفوا) معناه لتتحضروا .. لكن العرب حاربوا إسلام الحضارة طوال عمرهم من أجل إسلام البداوة. وأتمنى عليهم أن يتأملوا تجربة العالم الفكرية والفلسفية ثم يعودوا لدينهم ليس على طريقة خطباء المنابر... يجب عليهم أن يعودوا لنهج البلاغة وأن يتأملوا في هذا الكتاب الذي هو عبارة عن مجموعة رفيعة من المثل والأفكار... ولو عادت الأمة لمدرسة آل البيت لتغير حالها. إن الأمة حينما تحرر منها البعض وسافروا وكونوا جمعيات كانت النتيجة أنهم ضربوا أبراج نيويورك. إننا نريد أن نرتقي بأهداف حضارية.. وإسلام الحضارة موجود عند أهل البيت.


هل يليق القول بأن حسن البنا دجال؟


دكتور النفيس عصبي وحاد.. يوزع الاتهامات يمينًا ويسارًا فهو لا يكاد يرى المارد المسمى بالحركة الإسلامية التي هزت العالم الإسلامي والعالم أجمع وأوقفت العلمانية والماركسية ووضعتهما في مأزق وانهار أمامها الفكر القومي وتراجع الالحاد وارتفعت معها مستويات التدين. يرى النفيس أن هذا كله زيف.. ويعتدي بالقول على أحد كبار رواد العمل الإسلامي المعاصر وهو الشيخ حسن البنا ويصفه بأنه دجال... رغم أن كل الاتجاهات تجل الرجل وتحترمه- بصرف النظر عن خلافهم مع الإخوان من بعده-.

* ما هو رأيك في الصحوة الإسلامية المعاصرة وشعار الإسلام هو الحل؟

** شعار "الإسلام هو الحل" ليس له أية قيمة لأنه بلا محتوى وهو شعار رفعه الإخوان مثل شعار الخوارج "إن الحكم إلا لله" فما هي المعطيات لكي نقول الإسلام هو الحل؟, أما الصحوة الإسلامية فكلها قامت على غير أساس.. أو قامت على أساس مزيف. فالصحوة الإسلامية قالت بغياب الأمة الإسلامية مع أنها ما غابت أبدًا. إن الأمة انحرفت عن مسارها فهي لا تستنكر المذابح الجماعية والمقابر الجماعية كما يحدث في العراق. إن السلبيات التي قدمتها الصحوة الإسلامية أكثر من الإيجابيات الشكلية التي تتحدث عنها. لقد عملت الصحوة الإسلامية على تعميق الانقسام وتعميق الجهل... ويكفيهم أنهم حملوا التيار الوهابي للمجتمع. إن مجتمعاتنا أصبحت أكثر انقسامًا بعد ظهور هذه التيارات. ومصر في عام 1952 وقبله كانت دولة ديمقراطية... ولكن ذلك انتهى بفضل انجاز حسن البنا دجال القرن العشرين الذي طالب بحل كل الاحزاب الليبرالية. لقد تحالف مع الضباط وقضوا على الأحزاب... وحينما جاء السادات وبدأ انفتاح حقيقي قتلوه.

السنة في العراق يريدون تكرار خطيئة معاوية


يقف الدكتور النفيس في نفس الخندق الأميركي ويرى أن الأميركان حرروا العراق ولم يحتلوه وأن السنة لا يقاومون وإنما ينشرون الإرهاب في كل مكان ويريدون إعادة ما فعله معاوية مرة أخرى وتغليب منطق "تولية المتغلب بسيفه".إن المقاومة العراقية تكتسب شرعية يعترف بها العالم يومًا بعد يوم ضد الغطرسة الأميركية. لقد نسي النفيس أن السنة يقاومون الاحتلال وهم أحرص فئة على وحدة العراق من الشيعة الذين يريدون الاستقلال بالجنوب والالتحاق بإيران ومن الأكراد الذين يحلمون بدولة مستقلة.

* ما رأيك فيما يحدث في العراق؟ وهل الوجود الأميركي هناك احتلال أم تحرير؟


** ما أشبه الليلة بالبارحة.. إن السنة يحاولون الآن في العراق أن يفعلوا ما فعله معاوية سابقاً.. الآن تتكرر نفس الأعمال في العراق الجريح والحجة المعلنة هي الاحتلال والشعار المرفوع لا سياسة مع الاحتلال ولا انتخابات مع الاحتلال ولا لنتائج انتخابات تجري في ظل الاحتلال ومن باب أولى بعد انتهاء الاحتلال بينما تتواصل عمليات القتل الجماعي والخطف والنسف ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا والمطلوب هو الحيلولة دون إقامة أي نظام يتمتع بشرعية جماهيرية انتخابية فالقوم لا يؤمنون بما يسمى بالانتخابات ولا بشيء يسمى إرادة الجماهير ودعك من فتاوى الفضائيات ومن لا يصدقنا فليرجع إلى ما كتبه القرضاوي ومن سبقوه عن شرعية الغلبة والاستيلاء ولو كانوا يؤمنون بذلك ما رفعوا قميص عثمان في وجه إجماع الأمة على اختيار علي بن أبي طالب ولما رفعوا قميص الاحتلال في مواجهة الانتخابات والهدف الحقيقي الذي سيُلقى على مائدة التحكيم الذي يراد له أن يكون على طريقة دومة الجندل هو عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التاسع من أبريل تلك الأوضاع التي جاء بها الاحتلال البريطاني وبقيت سارية حتى ذلك اليوم إذ لم يحدث أن عقد النظام الطائفي الملكي أو الجمهوري الذي حكم العراق طيلة هذه الفترة أي انتخابات كما أن العرب والمسلمين لم يعرفوا طيلة تاريخهم شيئا يسمى بالانتخابات أو احترام رأي الناس أو حريتهم أو كرامتهم ونصيحتي للعراقيين أن يؤسسوا شرعية انتخابية قبل الدخول في معركة الانتخابات وأن لا يؤجلوا الانتخابات ولو يوما واحدا فالقوم لا يريدون انتخابات بل يريدون العودة إلى (شرعية) الغلبة والتغلب مستغلين نفاذ صبر الناس من كثرة ما لحق بهم من مصائب وويلات وعندها لن ينفع الندم.


راجع ترجمة أحمد راسم النفيس في قسم المتشيعون