|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
تجليات السيدة التي تعيش في مصر
تجليات السيدة التي تعيش في مصر
بقلم وليم ويصا ٢١/١/٢٠٠٨ أثار الحديث الذي أجراه معي الأستاذ شارل فؤاد المصري، ونشرته «المصري اليوم» في عددها الصادر بتاريخ ٥ يناير، عددا من ردود الأفعال في «المصري اليوم» وفي أجهزة إعلامية أخري. ولما كانت «المصري اليوم» هي من الواحات القليلة في الإعلام داخل مصر التي تتعامل مع الملف القبطي بصدق وجدية، وتفسح صفحاتها للرأي والرأي الأخر، أسمح لنفسي بالرد فقط علي ردود الأفعال التي وردت فيها. ففي مقال بعنوان «بداية صحوة وطنية» نشر بتاريخ ١٠ يناير للأستاذة فريدة الشوباشي، أطلقت فيه عددا من الاتهامات المعتادة والمملة عن الطائفية وتحدثت فيه عن «الأصوات الساعية إلي شق المصريين عن عمد أو جهل» أو الذين «يرفعون شعارات دينية ترمي إلي تأكيد إخلاصهم للدين أو الطائفة». لقد قلت في هذا الحديث إن الملف القبطي هو التحدي الأول الذي يواجه الرئيس مبارك، وأشرت إلي تقاعس الأجهزة السياسية والتنفيذية والتشريعية والأمنية عن القيام بدورها في مواجهة هذا الملف. بل وقلت إننا ندافع عن أشقائنا في الوطن دون تمييز ديني أو غير ديني. ولست أدري أين وجدت في حديثي ما يشق المصريين عن عمد أو جهل، أو شعارات دينية. وتقول لو أن الأستاذ وليم ويصا كان يعيش في مصر لاكتشف أن التوتر له أسباب أخري غير الدين، وأنا أتفق معها في أن هناك أسبابا أخري للتوتر غير الدين، منها الصمت المدوي إزاء هذه الاعتداءات، التي أصبحت تقع بوتيرة متسارعة الآن وتكاد تحرقنا جميعا، وتسميها، هي مثل الكثيرين وعلي غير الواقع، بـ«الفتنة». ولعل العنوان الذي اختارته وهو «بداية صحوة وطنية» وهي تشيد بقيام برنامج «البيت بيتك» بالحديث لأول مرة عن مشاكل الأقباط بصراحة، يعني أن الكثيرين، وفي مقدمتهم أجهزة الإعلام الحكومية، تعيش في سبات عميق. وقد خصصت السيدة التي تعيش في مصر نصف مقالها للإشادة، ومعها الحق، بهذا البرنامج الذي تحدث فيه الدكتور مصطفي الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، عن ضرورة عدم التمييز بين المسيحيين والمسلمين في الوظائف وأحقية العائدين للمسيحية في تغيير أوراقهم الرسمية وبسرعة إقرار قانون دور العبادة الموحد وخطف البنات المسيحيات. ولعل قلبها كاد أن يتوقف من هول المفاجأة، عندما رأت برنامجا في التليفزيون الحكومي يتناول، وللمرة الأولي، هذه الأمور بصراحة. والأمر الذي يثير العجب أنها رأت في حديث الدكتور مصطفي الفقي «بداية صحوة وطنية»، ولكنها استكثرت أن أتحدث أنا بصراحة شديدة عن هذه الأمور نفسها في «المصري اليوم» واعتبرت ذلك من «تجليات الاحتقان الطائفي ومحاولة لشق المصريين، وتأكيد الانتماء للدين والطائفة.. أين هو المنطق في هذه الأقوال؟». ومع ذلك لن أسقط في هوة هذه التناقضات التي توزع فيها الاتهامات تارة والمديح تارة أخري حول الأقوال نفسها مع اختلاف الأشخاص، ولن أتهمها هنا بالطائفية أو بالتفرقة، ولكنها العنتريات التي عفا عليها الزمن. إنني أتحدث عن هذه الأمور منذ سنوات طويلة وأمضيت أربع سنوات في إعداد كتابي «الكشح الحقيقة الغائبة» عنها وعن كثيرين غيرها. هل تدري السيدة التي تعيش في مصر بما حدث في قرية كفر سلامة إبراهيم مركز مينا البصل، عندما تم تهجير ثلاث عائلات مسيحية ومصادرة ممتلكاتها «دية» بعد جريمة قتل ارتكبها مسيحي، كان من الواجب أن يحاكم علي جريمته وفقا للقانون المصري وليس وفقا للممارسات البدوية التي تنتهك أبجديات المواطنة التي تتحدث عنها. وأحيلها، إن كانت لا تدري، إلي تقرير المحامي الكبير نجاد البرعي والذي كانت «المصري اليوم» سباقة في نشره في حينه. ولو كانت السيدة التي تعيش في مصر قد ذهبت إلي إسنا أو بمها أو العديسات أو بني والمس أو الكشح، أو حتي إلي ملوي قبل أيام من نشر مقالها، لرأت كيف تعرض دير «أبو فانه» من القرن الرابع، لاعتداء أطلق فيه مجرمون الرصاص علي رهبان الدير ودمروا عددا من القلالي التي يعيشون فيها في الصحراء. ولعلها لا تدري أيضا أن قرارا صدر في ١٥ يناير بعد أيام من الاعتداء ببناء سور الدير بعد طول مطالبة. لو كانت قد ذهبت إلي هذه الأماكن، كما فعلت أنا الذي أعيش خارج مصر، لكانت قد سارعت علي وجه التأكيد انطلاقا من حسها الوطني وحرصها علي الصحوة والمواطنة، وعلي وعلي.. إلخ، لسارعت إلي إدانتها. ولكن العذر، كل العذر لها، لأنها، مثل الكثيرين، لا تدري وهي علي مرمي حجر من هذه الاعتداءات. لأنها لو كانت تعلم والتزمت فضيلة الصمت، مثل الكثيرين، فإنها تتحمل قدرا من مسؤولية هذا الصمت المدوي الذي يتجلي في الاتهامات المضللة التي أوصلتنا إلي ما نحن فيه، ولكانت قد أسهمت في توعية الرأي العام بهذه الاعتداءات وفي توعية الأجهزة السياسية والتنفيذية والتشريعية بخطورتها حتي تكون علي مستوي هذا الخطر وتقوم بدورها. وفي يقيني لو أن الكتاب والمثقفين والمستنيرين قد هبوا، منذ وقت طويل، ضد هذه الممارسات البغيضة التي لا علاقة لها بالوجدان المصري الأصيل، لهبت الغالبية الساحقة من أبناء هذا الوطن، أيا كانت ديانتهم وعقيدتهم، للدفاع عن أشقائهم وما تكررت هذه الاعتداءات، ولكن الصم أصاب آذان المتشدقين والمحدثين بمصطلح المواطنة حديث الاستعمال. وأوصلتنا تجليات هذا الصمت المدوي إلي ما نحن عليه الآن. http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=90718 |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
سقوط مبارك المهين فى طين "فلس طين" و آخرة الزمر طيط يا ابو الغيط | وطنى مخلص | المنتدى العام | 121 | 06-01-2010 12:57 PM |
عبير صبري تأخذ دورها في طابور خلع الحجاب | makakola | المنتدى العام | 41 | 19-04-2008 09:11 AM |
دراسة تفجر مفاجأة: السيدة زينب لم تدفن فى مصر | BOGY | المنتدى العام | 10 | 23-01-2008 04:20 PM |