إماطة «النقاب» عن المجتمع.. صدقة!
داليا هلال
القاعدة الفقهية الأساسية فى إجازة الأشياء وإباحتها هى أنه لاضرر ولا ضرار.. وقبل أن تكال إلى الاتهامات سابقة التجهيز بالعمالة والعلمانية وازدراء الدين والأمركة وغيرها فتجدر الإشارة إلى أن كاتبة هذه السطور محجبة لكننى أعارض وبشدة «الانتقاب»!!
فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى ظل السؤال الذى يؤرق ضمير دعاة التقدم فى «مصر» هو هل الحجاب فرض أم لا؟ ولايمكننا تجاهل ما أثاره هذا الجدل من لغط فى المجتمع وما استتبعه من قضايا فرعية سطحية مثل شكل الزى الإسلامى ـ وكأننا نتحدث عن أمة من تلاميذ الابتدائى ينبغى تمييزهم بزى رسمى موحد ـ وكذلك إطلاق اللحية وخلوة المرأة مع سائق التاكسى وغيرها من توافه الأمور التى تعد مناقشتها من موارد التهلكة مصداقاً لقوله (صلى الله عليه وسلم) «هلك المتنطعون»؛ ومع سقوط مثقفى هذه الأمة فى فخ التنطع.كان هناك أكثر من تيار يحاول ملء ـ أو بالأحرى استغلال ـ الفراغ الذى خلفه أولئك المنوط بهم النهوض بالمجتمع وحمايته من حالات الجهل والردة والتخلف؛ والمنتمون لهذا التيار ـ شأن سائر التنظيمات السرية الدخيلة على أى مجتمع ـ لايهمهم الانتشار الكيفى بقدر ما يهمهم الانتشار الكمى المبدئى بما يضمن لهم فرض أمر واقع يصعب وأحياناً يستحيل تغييره حتى إذا أفاق المجتمع من كبوته وانتبه لمخططهم؛ ولذا فإنه ليس من قبيل المصادفة ولا المفاجأة أن نستيقظ وقد سيطر النقاب على أكثر الجهات الخدمية احتكاكاً بالعامة؛ وأعنى بها المدارس والجامعات، ثم أخيراً قطاع التمريض.
التفاصيل
مجلة روزاليوسف
|