المصريون ليسوا عربا !

[ABOELGMOO3]

http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/i...552/0902.html.
إبتدينا نفهم يــــــــارب إفتح عقولنا وبصيرتنا أكتر

أحداث

الفارق الأساسي بيننا وبينهم الأستقرار والإرتحال :
المصريون ليسوا عربا !
محمد البدري
اثيرت في الفترة الماضية قضية الهوية المصرية، انطلاقا من سؤال رئيسي هل نحن عرب؟ انقسم الباحثون والمؤرخون إلي فريقين.
تعرض 'لأخبار الأدب' هنا لواحد من هذه الآراء لأثراء النقاش.
يثار حاليا علي ساحة التاريخ مسألة بناء الاهرام ومن الذي بناها..؟!! ويبدو أن من يتساءل قد فرغ من قضاياه المنغمس فيها منذ عام 48 أو علي الأقل فقد ضمن أن أهدافه أصبحت مؤكدة ولايوجد لديه أي معوقات مع باقي جيرانه الذين لم يفض معهم اشتباكه الحادث منذ .1967 أما في الغرب الأمريكي. فقد تولت بعض المؤسسات الاجابة علي السؤال وقامت من خلال وسائل الاعلام بالتطوع بنشر وجهة نظرها السابقة التجهيز ومحاولة اقناع من لايعرف من التاريخ سوي احداث لحظة البداية الاسطورية مع آدم وزوجته ثم القفز إلي اللحظة الراهنة حيث الوعي الآني باللحظة الحالية..
وتعددت الاجابات عن السؤال.. وهو أمر مقصود سيكولوجيا، للإيهام بان ما قد تعارف عليه البشر تاريخيا هو موضع شك وبلبلة بين الجميع. وكانت احدي الاجابات تؤكد أن بناتها قد هبطوا من السماء. واستدل هذا الفريق بشكل وتوزيع المجموعة النجومية أوريون بعد العبث بشكل وتوزيع النجوم في السماء ليتفق شكلها مع مساقط الأهرامات أفقيا والتي لاتقع رؤوسها علي استقامة واحدة. وهي نفس الحجة التي يرددها أحد الصحفيين من ذوي الأعمدة الثابتة في اشهر صحيفة قومية، ولايعرف من صاحب المصلحة أو من الذي حصل علي توكيل تجاري لتسويق منتجات اوريون في زمن التوكيلات التجارية التي لاتحتاج لجهد من أي نوع لتسويق البضاعة، بل يكفي وجود فراغ ما لملئه بأي سلعة تجارية أو فكرية دون الاهتمام بالجودة والكفاءة والمصداقية أيضا. كذلك المعرفة العلمية وبكيفية صناعتها..
وهناك إجابة ثانية عن قارة اطلانتس التي لا أثر لها أيضا كما لو أن الكلام عن المجهول وعن عالم الغيب وهو ما لايمكن اثباته أهم واجدي عما ما هو معلوم وبين أيدينا. وتتردد بخبث واضح وبروح تآمرية من الثقافات السائدة في الشرق وسط حاليا اجابة ثالثة هي أساس موضوع المقال. كان مناحم بيجين أول من أعلنها أمام الرئيس السادات، ولم يستطع الرئيس المؤمن الرد عليه، بل وشاركه هذا الموقف السلبي القوميون والعروبين وجميع المؤمنين بالديانات السماوية الثلاث علي اختلاف مشارلهم بينما يرفع الجميع نفاقا ورياء شعار الدفاع عن الحقوق المشروعة للآخرين..
ويكمن العجز عن الرد في القول بقولنا نحن المصريين بأننا عرب مع أن تواجدنا كعرب في وادي النيل لا يمكن إثباته لغويا. ثقافيا.. الخ قبل غزو عمروبن العاص بجيشه مصر في منتصف القرن السابع الميلادي. ومن هنا جاءت لأي من الآخرين في المنطقة مبرر التقدم والمطالبة بهذا التراث الفرعوني الضخم، خاصة اذا ما كانت هناك شبهة تاريخية يرتكز عليها للسطو علي هذا التراث..
* * *

والشبهة التاريخية اعتمدت علي موقف الضيافة من اجل فولها وعدسها وبصلها والتي نزل بسببها بنو اسرائيل (كقبيلة مرتحلة) في ضيافة المصريين، وفي مرة أخري عندما جاءوا لشراء قمح في أعوام قحط وعندها التقوا بأخيهم يوسف المفقود طبقا للقصة الدرامية وكما جاءت في جميع كتبهم فتواجدهم في مصر بناء علي ما جاء في تلك الكتب أوحت إليهم بفكرة انهم بناة الاهرام.. هنا تنطبق وجهتا النظر الدينية بشعبها الثلاث (يهودية مسيحية اسلام) علي اختلاف منابعها مع وجهة النظر الصهيونية. الأمر الذي اعجز الجميع عن الرد علي الادعاء وازداد الأمر سوءا بسبب اختلاط الأوراق والتواريخ والجهل باللغات القديمة ثم السب والتجريم لفرعون وقومه وعدم احترام منجزاتهم للحضارة التي تفوق بكثير انجازات الآخرين اذا ما أمكن العثور عليها.. ولنقف برهة عند هذه النقطة الأخيرة، حيث لايعاني الباحث الاركيولوجي جهدا كثيرا في بحثه عندما يكون الأمر متعلقا بالحضارات المستقرة جغرافيا، أما بالنسبة للأقوام الرحل، كذا سكان الصحراء الدائمو الترحال بالضرورة، فلا يبقي من تراثهم سوي بقايا وجود معيشي مؤقت ارتبط بوجود مصدر معيشي مؤقت أيضا ككلاج أو مطر عابر أو بئر ماء، علي كل جماعة مرتحلة أن تأخذ دورها في السقاية. أليس هذا هو الأمر في قصة موسي مع بنات شعيب حول بئر مدين في القصة الدينية. كذلك قصة هاجر وابنها المستبعد الذي لم يكن له أن يستقر إلا بانبثاق الماء، ولايبقي من اثر هذه الأقوام شيء يذكر بسبب قلة ما يملكوه في بيئة كل ما فيها شحيح ونادر، أما اذا بقي شيء لايمكن حمله والترحال به فهو بالأساس لانفع فيه والا لما تركه..
وحيث ان الاستقرار هو الأمل ومنتهي الأماني لكل مرتحل، لذا نجد أن التراث العربي يتباكي دوما علي الاطلال حيث الذكريات ولحظات الخلود للراحة والعشق والاستقرار، أما اذا أراد أن يدون تاريخه، فان الصحراء الفقيرة المفردات لاتمنحه ما يمكنه أن يدون عليه لحظات سعادته وكربه ناهيك عن عبء حمل كل تلك المدونات في ترحاله الدائم، لذا كان الشعر الموزون والمقفي والمحمول في رأس البدوي هو كتاب تاريخه، يردده بمتعة وصبابة مع ايقاع النوق في سراته، أليس هذا هو كل ما تبقي من التراث البدوي الدائم الترحال، وذاك هو أهم فارق بين المصريين والعرب أي بين الاستقرار والترحال والتداعيات الثقافية والمعرفية الشديدة التباين لكل منهما.
ومن عيوب هذا التدوين الشفاهي للتراث والتاريخ انه معرض وفي كل لحظة للتعديل والحذف والاضافة كذلك التداخل اللغوي من الثقافات الأخري في رحلات الشتاء والصيف، وعلي العقل الحامل لهذا التراث أن يقوم بعمليات توفيق وتلفيق لكل ما يأتيه من الواقع الخارجي ومن ثم فان مصداقية هذا التراث تصبح مصدر شك وشبهة دائمة، لهذه الاسباب فإننا نجد أن الثقة في مصداقية هذا التراث تصبح شبه منعدمة وان علي الباحث عن الحقيقة أن يعيد ترتيب كل ما يصلنا من هؤلاء السلف بمنهجية تستبعد الايمان الغيبي بما وصلنا منهم ولكن بالالتزام بمناهج علمية صارمة كما فعل د. طه حسين في النصف الأول من هذا القرن في العملين الكبيرين 'في الشعر الجاهلي'، 'الفتنة الكبري'.. عندما اكتشف د. طه حسين أن خير أمة أخرجت للناس قامت بعملية انتحال شعر وفبركة تاريخ لها.

* * *


يتبع