بالنصيحة والصلاة.. كنيسة إنجلترا تواجه شبح الكساد

[skipy]

بالنصيحة والصلاة.. كنيسة إنجلترا تواجه شبح الكساد

افتكار البنداري



الكنيسة تحاول مساعدة المتضررين من الأزمة المالية
مع إعلان غرف التجارة البريطانية أن البلاد دخلت بالفعل في مرحلة ركود اقتصادي ربما تدوم طويلا، نشطت كنيسة إنجلترا في التواصل مع أتباعها لإرشادهم عن كيفية التعامل الصحيح مع الأزمة، وهو ما أفلح في تزايد أعداد المقبلين على أداء الصلاة، مبتهلين إلى الرب أن ينقذهم من السقوط في مهاوي الفقر والبطالة.

وذكرت صحيفة "كريستيان بوست" الأمريكية هذا الأسبوع أن كنيسة إنجلترا (كانتربري) لاحظت تزايد أعداد متصفحي موقعها على الإنترنت، وخاصة صفحة "صلوات اليوم" التي تنشر فيها صلوات خاصة بالأزمة المالية العالمية التي نالت بريطانيا.
وتهدف الصفحة إلى الدعاء إلى الرب أن "يكون معينا وسندا" في تخليص العالم من هذه الأزمة، وكذلك مساعدة المتأثرين بالأزمة على تجاوز محناتهم المالية.

واستجاب لهذه الصلوات حتى الآن ثمانية آلاف شخص، وبشكل عام زادت نسبة متصفحي الموقع بنسبة 28%، وكان لافتا أن عدد من فضلوا طلب المساعدة من الرب فاق عدد من لجئوا إلى أقسام الاستشارة والنصائح في الموقع.

وتقول إحدى الصلوات: "إلهي.. امنحنا بإرادتك الأمل لنحيا المستقبل، نحن واثقون في محبتك، وندعوك أن تلهمنا هدايتك لتساعدنا على إدارة ميزانية أسرنا، ساعدنا لكي نتعلم كيف نحمي أنفسنا من الديون، ولا نتركها وراءنا معلقة".

وبجانب الصلوات، يقدم موقع الكنيسة إرشادات خاصة مستندة على مقتطفات من الإنجيل لمساعدة المنكوبين على التكيف مع وضعهم الاقتصادي الجديد، والتعامل الآمن مع الديون والصدمات التي يتعرضون لها مع تقلب الأحوال في أسواق المال (البورصات) غير المستقرة.

وكانت بورصة لندن سجلت انخفاضات حادة؛ مما تسبب في خسائر كبيرة الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي، وكذلك معظم بورصات أوروبا والعالم، قبل أن تبدأ في التعويض قليلا اليوم الإثنين.

"لصوص بنوك"

ويلفت مراقبون إلى أن الكنائس على غير المعتاد بدأت تشتبك مع القضايا المطروحة في مجتمعاتها، حتى لو لم تكن هذه القضايا ذات طابع ديني.

وفي الشهر الماضي، انتقد كبير أساقفة كانتربري روان وليامز، وكبير أساقفة يورك جون سينتامو، ممارسات البنوك والمضاربين في البورصات التي راكمت الديون على المستثمرين في البورصة من أفراد ومؤسسات؛ مما أدى إلى أزمة الائتمان الحالية.

وكتب وليامز في صحيفة "إسبكتيتور" البريطانية: إن "أزمة الائتمان تكشف عدم واقعية النظام المالي الدولي بعد أن أثبت خطورته على الاستقرار الاجتماعي".

وشدد على أنه "لم يعد يجدي التظاهر إلى ما لا نهاية بأن النظام المالي يمكنه الاستمرار على وضعه الراهن بعد أن جلب الخراب على العالم".

وانتقد وليامز "الطريقة التي اشترى وباع بها المضاربون الديون؛ ليجنوا أرباحا طائلة منها دون تحقيق فائدة ملموسة لأحد".

أما جون سينتامو فوصف تجار الأسهم المستفيدين من انهيارات البورصات، والذين تسببوا في إفلاس عدد من الشركات والبنوك الكبرى، بأنهم "مجرد لصوص بنوك وناهبو ودائع".

دور فعّال

ولدعم دور الكنائس في إدارة الأزمة المالية التي تعصف بالعالم، تقدم كنيسة إنجلترا على موقعها نصائح إلى بقية الكنائس؛ حتى يكون لها دور فعَّال في توجيه أتباعها لكيفية تعاملهم مع أزمة الائتمان التي تفجرت أولا في الولايات المتحدة، قبل أن تظهر في أوروبا ومعظم أنحاء العالم.

وقال جون بريستون، خادم كنيسة إنجلترا، الذي كتب النصائح الخاصة بالتعامل مع الديون إنه في غاية السعادة لأن نصائحه وجدت قبولا كبيرا من الناس.

وأضاف أنه يعلم أن "الناس لا يريدون التدين عبر الإنترنت، ولكن هدفي أنهم خلال بحثهم عن المعلومات والنصائح على الشبكة الإلكترونية ربما يصادفون هذه الصلوات، فتأخذ بأيديهم إلى الإيمان".

وفي أحد تقاريره، توقع صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي أن ترتفع نسبة البطالة في بريطانيا من 5.4% إلى 6% جراء الأزمة المالية التي حذر من أنها تضع العالم على حافة الكساد، في أخطر صدمة اقتصادية يواجهها منذ أزمة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.

.