سرور يهاجم القوانين الدولية لحقوق الإنسان ويصفها بالاستعلاء
سرور يهاجم القوانين الدولية لحقوق الإنسان ويصفها بالاستعلاء والتخفي وراء الإيديولوجية السياسية الليبرالية والديانة المسيحية
كتب صلاح الدين أحمد وسامي بلتاجي (المصريون): : بتاريخ 21 - 12 - 2008
انتقد الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ما وصفه بنظام القيم الذي تعكسه المبادئ القانونية للوثائق الدولية لحقوق الإنسان، وقال خلال محاضرته حول ثقافة حقوق الإنسان في مكتبة الإسكندرية إن هذا النظام لا يستمد جذوره من ثقافة معظم الأمم غير الغربية، ويعتمد على تفسير خاطئ لحقوق الإنسان، ويرتبط بثقافات غربية تتصف بالاستعلاء، وتتخفى وراء الإيديولوجية السياسية الليبرالية والديانة المسيحية لكي تضفي الصفة العالمية على معتقداتها.
وأشار سرور إلى أن الممارسة الدولية لموضوعات حقوق الإنسان يلخصها مفهوم قائم على صراع الحضارات أو الثقافات وعلى التناقض، وأبرز دليل على ذلك ما يطلق عليه بظاهرة "ازدراء الأديان" التي تمارسها بعض الدوائر الغربية تحت ستار حرية التعبير مثل فيلم "فتنة" الذي وضعه نائب برلماني هولندي متطرف في عدائه للإسلام، ومن قبله الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلَّى الله عليه وآله وسلم، وفي الوقت نفسه تعتبر بعض التشريعات الأوروبية أن السخرية من الشخصيات اليهودية بمثابة تحريض على الكراهية الدينية، وعداء للسامية يستحق العقاب!.
وشدد على أن الانطباع بأن حقوق الإنسان مفهوم غربي هو انطباع خاطئ علينا أن نبدده إذ أنها إرث مشترك للإنسانية انطلق من ثقافة الأمم، والحضارات والثقافات عبر التاريخ، بما أن جوهر حقوق الإنسان هو الحرية والمساواة والعدل والكرامة والتضامن.
وأضاف أن العقيدة الإسلامية عرفت مبادئ حقوق الإنسان قبل أن تأتي المواثيق الدولية بإعلانها، وإن مفهوم الحقوق في الإسلام أصيل وبالغ القداسة إلى حد أن حقوق العبد مقدمة على حقوق الرحمن في التوبة عن الذنب.
وقال سرور "اتجهت بعض المنظمات الإقليمية لإقرار وثائق تعبر عن إيمان ثقافة هذا الإقليم بحقوق الإنسان"، وأشار إلى أن جامعة الدول العربية كوحدة من هذه المنظمات أصدرت ميثاقا عربيا لحقوق الإنسان سنة 1997 جددته بميثاق آخر اعتمدته القمة العربية في مايو 2004 وأصبح نافذ المفعول.
وركز سرور على أن المبادئ القانونية التي ضمنتها الوثاق الدولية المختلفة المتعلقة بحقوق الإنسان تترجم إلى حد كبير أفكارا عن الفرد، والمجتمع والدولة، وتستمد مصدرها من الثقافة الغربية مهما كانت هذه الوثائق الدولية قد تم التصديق عليها من دول لها ثقافات مختلفة. وأضاف أن واقع الممارسة الدولية بحسب رؤية سرور قائم على التناقض بين عالمية حقوق الإنسان من جهة والخصوصيات الثقافية، والدينية للشعوب من جهة أخرى.
|