ما سمعتش فى الأجيال السابقة كلمة : بأحب مصر أو حب مصر ، لكن سمعنا عن ناس عملوا فى نفسهم عاهات علشان مايدخلوش الجيش ، ممكن سمعنا عن ناس تحب الفلوس أو تحب الأطيان أو حب أبوى أو أموى أو أخوى أو إنسان يحب أحد القديسين أو أحد الملائكة ، والأجيال القديمة ماكانش لهم إرتباطات مع الحكومة سوى دفع الضرائب .. يعنى ماكانش فيه تعليم حكومى أو توظيف حكومى ( فى وظائف وهمية ) ولا فلوس حكومية ، ولا أى خدمات حكومية ، فالناس كانوا عايشين كما خلقهم الله .. النيل موجود والأرض موجودة وينتجوا أكلهم بنفسهم ولا يصلهم شىء من الحكومة ، ومن الطبيعى إن الإنسان اللى بيشتغل من 5 الصبح إلى 5 المغرب فى بلد لا تعطيه أى أهمية ولا أى سلطة ولا أى خدمة إنه ينصرف لشئونه الخاصة فقط ، وبالتالى كان من الغريب عليهم إنهم يسيبوا أرضهم واشغالهم وبيوتهم علشان ينخرطوا فى حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل من أجل حكومات لا تعطيهم أى قيمة أو أهمية
لكن لما تغيرت الأحوال وأصبح ملايين من الناس يعملون فى وظائف وهمية ويأخذون أموالاً وخدمات من الحكومة ( مقابل لاشىء ) .. إنهم يقولوا : بنحب مصر ونموت علشان مصر ، فمن الطبيعى أن يحبوا مصر وهى تعطيهم كل شىء ولايعطونها أى شىء ، ومن الطبيعى أن يتفرغوا للحروب بعد أن إنصرفوا عن العمل والإنتاج ، ومن الطبيعى أن تتملكهم روح الغزاة بعد أن تثقفوا بثقافتهم وعملوا أعمالهم وقبضوا المال بدون عمل وتفرغوا للأناشيد والشعارات الفارغة ، ومن الطبيعى أن يهبط الإقتصاد هبوطاً متوالياً بعد أن إمتلأ الناس بثقافة الغزاة التى تحترم السيف والقلم وتحتقر المنجل والمطرقة ، وتحب أخذ المال وترفض العمل المنتج والمجهد
القصد : الناس زمان كانوا يشتغلوا ومايتكلموش ، وحالياً بقوا يتكلموا ومايشتغلوش
ومصر تحيا بأعمال الإيمان وليس ببطالة البهتان
|