|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
أنه صراع ديني بإمتياز
هذا مقال للاستاذ صبري فوزي جوهرة يشرح فيه البعد التاريخي و الديني لما يحدث في فلسطين و بالاخص الان غزة . الماضي منه و حاضره و ايضا المستقبلي و السبب يرجع للعقلية البدوية الانغلاقيه و النرجسية الدينية المتوارثة و التي لن يصلحها سوي رسالة مخلصنا الصالح و التي يقع علينا جزء ليس بقليل لنشرها و التبشير بتعاليمه و اسمه و رسالته حتي مجيئه الثاني تابعوا المقال أنه صراع ديني بإمتياز يدعى البعض أن الصراع العربي الإسرائيلي هو أساساًَ نزاع على ملكية أرض (real estate) وربما كان في هذا القول محاولة ساذجة, في نظر الفقير لله لنفي الرأي الآخر وهو إن الخلاف المصيري القائم بين الطرفين إنما هو ديني في المقام الأول, وهذا ما يعتقده العبد لله. فعند بدأت الحركة الصهيونية في منتصف القرن التاسع عشر اقترح على زعمائها إقامة دولتهم في الأرجنتين وكانت ومازالت أرضاًَ خصبة واعدة تتضاعف في إتساعها عن فلسطين عشرات الأمثال وقد حباها الله بواسع الخيرات, وكان سكانها الأصليون غلابة لا حول لهم في رفض القادمين الجدد ولا قوة ولكن أرباب الحركة الصهيونية رفضوا هذا العرض جملة وتفصيلاًَ واخرس الأمر وطوى إلى الأبد, ذلك ان يهوه كان قد وعد شعبه المختار بأرض كنعان (فلسطين) وهي التي حطوا فيها الرحال بعد الخروج من مصر. هذا ما تنص عليه التوراة, ومن واقع الحياة وثوابت التاريخ ان العبرانيين بأسباطهم الاثني عشر قد إستقروا في هذه البقعة من أرض الله الواسعة لقرون عديدة تلت الخروج من مصر حتى جاء الشتات في منتصف القرن الميلادي الأول بفعل إرادة الدولة الرومانية إلا قليل منهم بقوا في الأرض الموعودة, جاء عليهم الغزو الإسلامي وتعاقب على حكمهم طوب الأرض إلى ان أعلن قيام الدولة العبرية في 15 من مايو عام 1948 وعاد بعض من كان منهم في الشتات وأخرجوا السواد الأعظم من العرب المسلمين منهم والمسيحيين والذين كانوا بها منذ الغزو الإسلامي من الأراضي التي إستولوا عليها بقوة السلاح بعد أن رفض العرب فكرة التقسيم وأقاموا اقوى دولة في الشرق الأوسط. وعلى الجانب الآخر من النزاع المحتم, يقف العرب وقد كاد المسيحيون منهم أن يتلاشوا بسبب الهجرة المترتبة على توقعات إستمرار النزاع وعدم الإستقرار لسنين عديدة قادمة, وربما بالإضافة إلى الضغوط الإسلامية المتتابعة الناتجة عن النظرة الدينية للمأساة, وإنتهى الصراع بأن أصبح أساساًَ بين المسلمين واليهود فيما كان أرض فلسطين. والمسلمون كما يعلم الجميع لا يفرطون في أرض كانت للإسلام يوماًَ فهي في عقيدتهم تصبح وقفاًَ أبدياًَ على الإسلام بل إنهم قد أمروا بأن يقاتلوا خلق الله جميعاًَ إلى أن ينطقوا جميعاًَ بالشهادتين الشهيرتين, خلي بالكم "الشهادة الأولانية وحدها مش كفاية لأن اليهود كانوا ثاني من دعى إلى التوحيد بعد إخناتون فرعون الأسرة الثامنة عشر المجيدة" لذلك تحتم أن تشفع الشهادة القديمة, ولنقل إنها في مستوى الإعدادية, بالشهادة الجديدة وهي كما يقول مروجوا الإعلانات التجارية هنا في أمريكا"new and improved" واعطيت الإضافة الجديدة مقاماًَ يعلو على كافة شهادات العالم قاطبة بما فيها دكتوراهات العلوم من جامعة هارفارد أعظم جامعات العالم. المسلم مطالب بأن "يجاهد" حتى يتفوه كل بني آدم من الستة بلايين الذين يعمرون هذا الكوكب الشهادتين المذكورتين أعلاه بالذوق او بالعافية - والله كتر خيرهم عايزين كل واحد يبقى عنده شهادتين مش واحدة بس- ولا بأس إن كان أمياًَ جهولاًَ ميعرفش الألف من كوز الذرة, أهى شهادتين وبس, كيف إذن للمسلم المؤمن أن يتنازل عن او يشارك الكفرة أحفاد القردة والخنازير ديار كانت له بكاملها؟ الا يجرى البحث الآن عن طارق بن زياد جديد يعيد فتح الأندلس؟ دليل آخر على طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي الدينية هو أن العبد لله يرى أن لو كان الأتراك او الباكستانيون او الماليزيون (علشان خاطر بتاع الطزات بالتلاتة) هم الذين قد إقتطعوا ما أخذه اليهود من أرض فلسطين لإستقبلوا بأقواس النصر والهتافات المدوية والدعاء بحياة "وحدة الأمة الإسلامية". وليس كلامي هذا بمغاير لسوابق ثابتة ومعروفة في تاريخ العرب, ألم يرزحوا تحت تختروان الخليفة العثماني لمدة أربعة قرون وهم في غاية الحبور والسرور؟ ولما جائت بوادر الفرج وانهى الإنجليز تبعية مصر للعثمانلي المؤمن هاج مصطفى (باشا) كامل وماج - وحلف برأس البعدا- إنه لازم يرجع الخليفة الملعب ليضع حذائه السلطاني فوق رقاب المصريين تاني فسر بذلك بعض المؤمنين من بني الكنانة حتى إنهم أقاموا لدرش تمثالاًَ في وسط القاهرة؟ انهم يقدمون الدين على الوطن وطبعاًَ الجيوب المكتظة بالدولارات فوق الجميع. وبعد كدة بتقولوا صراع غير ديني؟ أمال الديني يبقى ايه؟ أما عن المخرج فلا أرى إليه سبيلاًَ, اليهود عندهم إينشتاين وأحنا عندنا لولو النجار, يمتلكون الأسلحة النووية ونحن عندنا نوى تمر مالوش آخر. لقد جعلوا من بلادهم جزء لا يتجزأ من العالم الأول ونحن ننزلق من الثالث إلى الخلف بالمارش آريير, هم لا يدعون حاخاماتهم يفتون في كل صغيرة وكبيرة فيما يعني سلامة الدولة وأمنها ونحن نبحث عن إيدنا اليمين علشان نأكل بها ورجلنا الشمال لندخل بها المرحاض أولاًَ. فبصرف النظر عن القلب الديني للصراع فإن للإسرائيليين ميزة التقدم الحضاري والسيطرة على غلواء المتشددين الدينيين منهم بينما يتهاوى العرب نحو "علمائهم" تهافت البعوض إلى نور محرق يصعقه. أن كان سبيل العرب إلى الحل هو الدبلوماسية فمن قواعدها المرونة والحصول على ما يمكن إقتناصه من الخصم ومعاودة المحاولة لإكتساب المزيد عندما تسنح الفرص ولا بد لها أن تأتي, أما إذا كان الخيار هو الحرب فلن يجلب العرب على أنفسهم سوى المزيد من الخراب والبهدلة وسخرية العالم وعدم تعاطفه. لن يتحقق للعرب التقدم الحضاري إلا إذا قاموا بإصلاح ديني شامل ولقد سبقت المسيحية واليهودية الإسلام في هذا المضمار بعدة قرون, وهو مش عيب ولكن المأساة تتجسم في أن المثقفين منهم, وهم قليلون, صامتون لا يتجاسرون على تبني التغيير إلى الأفضل, وبالطبع لا رغبة للمستفيدين من "العلماء" في أن يبدأوه. هذا بينما يحثون الجهلة والمخدوعين منهم وما أكثرهم إلى الدفع بأطفالهم إلى التهلكة بالإنتحار, وأن تقاعسوا, جلبوا الدمار والخراب إليهم في عقر دارهم, فيجلبون على ذواتهم دهشة العالم وخوفه من شذوذ أفكارهم وأعمالهم ولكن ماذا تقول لجماعة تعتقد إنها خير أمة أخرجت للناس وأن دينهم (بعبلة) هو دين الحق الوحيد المقبول عند الله؟ ولا حاجة, فمن المسلم به في علم النفس أن المريض الواعي بمرضه يحمل فرص أكبر للشفاء ممن يعتقد إنه نابليون ورأسه وألف سيف أن يتنازل بقبول ما هو أقل من ذلك حبتين زي إمبراطور النمسا مثلاًَ! ربنا يكون في عونهم وعون ضحاياهم الراضيين منهم وغير الراضيين.
__________________
واجب علي جميع المصريين المساهمه في بناء مصر لتكون دولة ديمقراطية . ليبراليه . منتجه . و لنتعاون جميعا حتي تتغلب رسالة الحب و النور و الحياة علي ثقافة الكراهية و الظلم و الموت
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
صراع الأقباط من أجل المساواة على مدى قرن | Pharo Of Egypt | المنتدى العام | 0 | 06-10-2004 10:19 AM |