مقالة جيدة .. ولكن لا أعلم لما أقحم الكاتب أسم الكنائس في مقالته!!====================================
يا لقالق الكنائس ماذا ستقولون!...
لو ظهر جيش (المهدي) والعراق بين قواطع الذئاب الغابِشة؟
لو عدنا بالزمن إلى ما قبل التاسع من أبريل 2003، وافترضنا ظهور جيش (المهدي) فماذا سيُفعل به؟ هل سيُجلس معه على طاولة المفاوضات، وتبعث ذئاب البعث الغابِشة إليه وسطاء من معممين وأفندية؟ هل توعده وإن رمى السلاح بالبراءة من قتل أحد مؤيديها؟ هل ستداري أرواح النجفيين، الذين لاناقة لهم ولاجمل بما يحدث، وتصبر كل الصبر تقديراً للمدينة وحضرتها العلوية؟ هل يذهب إليه برزان التكريتي، رئيس المخابرات أو الأمن القومي، للتفاوض ويتوسله بعدم إراقة الدماء؟ أم ستزلزل النجف حجرة حجرة، ولم يبق من الحضرة العلوية سوى الأعمدة؟ يحدث ذلك ولا أحد يدري، فلا فضائيات ولا مكاتب صحفية ولا يحزنون. فهل تمكنت الفضائيات من تصوير طوابير المقتولين والمدفونين في المقابر الجماعية، ومسح مدينة الدجيل مسحاً من على وجه الأرض، ووثقت مشاهد الرعب اليومية؟
أقدم هذه الأسئلة إلى لقالق الكنائس، مَنْ لا دين ولا ذمة لهم، الذين شهدوا حرق العتبات المقدسة في آذار 1991، وتسوية دائرها بالأرض وقالوا: سلاماً. الكل الآن حريص على الضريح العلوي والحائر الحسيني، وكأن حسين كامل لم يستبح كربلاء، وكأن البعث لم يحبس أنفاس النجف طوال خمسة وثلاثين سنةً، ولم يقتل علماءها، ولم يستبح منابر دروسهم. فالبعثيون العابثون لم يفسروا صمت واعتزال آية الله علي السيستاني إلا بسوء النية، والنشاط السري أو أقلها عدم الرضى. فرغم إعتكافه للعلم والدرّس، وصمته المطبق تعرض لمحاولة إغتيال (1996) عندما هاجمه وولده مسلحون قتلوا أحد حراسه من المتطوعين وجرحوا آخر، وجرت محاولة إغتيال الشيخ سالم الأسدي أمين مالية مرجعيته، وهو يوزع معاشات طلبة العلم، فأسفرت المحاولة عن إصابة الأسدي بكتفه وبطنه، وقتل مساعده السيد جابر الحلو. وقبلها أُختطف السيد أبو القاسم الخوئي أمام أعين أهل الملل والنحل كافة، ولم يلقلق أحد بكلمة، ولم يظهر ويحتج حينها جيش مهدي ولا مرتدو أكفان. لكن أيام ذهب أربعون مسلحاً من جيش المهدي إلى بيت خازن الحضرة العلوية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وقالوا له: إذا لم تسلمنا مفاتيح الحضرة سنقتلك أمام زوجتك!
http://www.elaph.com/ElaphWriter/2004/8/5094.htm