|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
اله االأسلام واله المسيحية
الصراع الديني في مفهوم المسيحية هو صراع لاجل الانسان وكرامة الانسان , بينما الصراع في المفهوم الاسلامي هو صراع من أجل الله في سبيل الله والدفاع عن كرامته وتعاليته .
المفهوم الأسلامي للصراع الديني هو صراع آلهة تتقاتل ليحل بعضها مكان بعض , ويخضع أتباع القوي منها أتباع الضعيف , ويذلهم بحسب مقولة الأكثرية والأقلية , أو بحسب عقيدة الجهاد المقدس التي تقوم على الثار والانتقام ......انه صراع بين يكون هذا الإله او لا يكون . فمن الطبيعي اذا , ونحن في هذا الشرق , أن نشهد صراع آلهة ومتدينين , بوجود ايديولوجية’ تعمل على أن تتصارع الألهة , ويتصارع الناس لأجلهم , فيتحزبون ويتباغضون , ويحطمون أنفسهم حتى الإبادة,اننا في وضع من أعظم سخافات هذا الشرق الغارق بين الآلهة والأديان. وفي ظل هذه الصراعات , ببعض الوعي الذي بقي لنا , نجيز أن نسأل أنفسنا : من هو الله الذي نعبد ؟ومن هو الله الذي لا نعبد؟ ما كنا لنشقى بهذا السؤال لو لم تكن مسالة الله مسالة شخصية , يطرحها كل منا على نفسه , ويواجهها وحده , ويهتز كيانه لها , ويقلق بها ضميره , ويضطرب لها عقله . واختلاف النظرة لله , بين الأسلام والمسيحية , يجعلنا ندرك اننا أن هذا الأختلاف له أثر خطير على السلوك والأخلاق الأنسانية. فما هي الحدود الفاصلة بين هاتين النظرتين الى الله؟ 1-اله الأسلام هو اله مغلق على نفسه , لا يعتني الا بذاته , يعيش في عزلة آلهية مطبقة , لا يرغب في شيء , ولا تحركه عاطفة حب نحو آخر, انه ممتنع عن الآخرين لا يدركه أحد , ولا تمس قلبه صلاة او تضرع , ولا تهزه استغاثة مسكين ,نتهمه بانه خلق العالم , ذاك أن العالم موجود, ولأقتناعنا بأن العالم لا يمكن أن يكون بذاته. هذا الله لا يستطيع أن يتخلى عن ذاته ليدخل حياة الأنسان الذي يهمه أن يجعل من مسألة الله مسألة شخصية حميمة تمس عمق كيانه ومصيره , الله في الاسلام يبدو متعاليا جدا , قابعا وراء السماء السابعة , في عزلة ألهية مطبقة , لا يحتاج لمحبة أحد , ولا هو يشعر بمحبة أحد , أنه يتفرج على العالم , من فوق عرشه فيما العالم يتقاتل بسببه ومن أجله , أنه أله صعب , صلب, جامد , لا يتحرك , ولا يحن , لا تهزه صرخة ضعيف , ولا يلبي حاجة محتاج, خلق الألم وابتعد عنه , أوجد المرض والعذاب دون أن يناله منهما أذى , نصب لنا الصليب ولم يعلق عليه. 2-اله المسلمين هو اله المعجزات والخوارق, يتعدى على قوانين الكون ليثبت قوته , انه اله المعجزة الباهرة يفعلها لأظهار قدرته , وتأكيدا لسعة علمه وبطشه , لا يعمل بنعومة ولطافة وسرية , وبواسطة نعمة تنساب في نظام الكون كأنها من نظامه, ولا يترك الأنسان يكتشف اسرار الكائنات بما له من قدرة و وبما عنده من حرية . هذا الاله يجعل الأنسان حقيرا ليعلو هو , ويجعله ضعيفا ليظهر قوته , انه اله يخضع الأنسان , يغربه عن نفسه , يخليه من صفاته الجميلة ليضيفها اليه هو. 3- اله الأسلام هو "اله سيف" و "اله الجهاد المقدس" يتطلب منا العجائب , يريدنا أن نجاهد لأجله , ان نتقاتل في سبيله , وندافع عن كرامته , ولو على حساب كرامة الآخرين . 4-اله الأسلام اله يختار شعب دون شعب , ويميز أمة على أمة , ويهتم بأناس على حساب آخرين, انه اله احتكار. 5-اله الأسلام يطلب منا ان نبغض العالم لاجله , ويطلب منا أن نخاف عليه من ان لا يكون "أكبر", أنه يحتاج الينا لكي نرفعه , و"نكبره" ونحبه وغالبا على كره الآخرين, هذا الاله يبغض اكثر مما يحب , يغضب أكثر مما يسامح, انه ضيق الآفاق , وهو وقف على أناس معينين , انه على مستوى الذين حكروه, هؤلاء حصروا الله في تاريخهم , جعلوه موجودا لأجلهم, وحاصروه ليهتم بهم وحدهم , ويدافع عنهم وحدهم , ويحارب الى جانبهم ولأجلهم, وفي ظنهم أنهم يمثلون البشرية كلها , وحدهم يستحقون الله , ويستحقون الحقيقة والسعادة والمعرفة. 6-اله الأسلام هو اله يزرع الخصام بين الناس ليعلو هو , اله حرب , قليل الصبر, يضرب بسرعة, يقف بالمرصاد لكل عمل , يتعقب الأنسان ويراقبه , يلاحقه ثم يقضي عليه, أنه ناطور يتجسس علينا , همه المطالبة بحقه ان قصرنا عن تادية حقه. 7-اله الاسلام , هو اله مشترع ظالم, لانه سن الشرائع منذ الأزل, ونزلها على الأنسان فقضى بها على حريته , وضع قوانين ازلية جمدت التاريخ عن كل تطور ورقي , أنه أله لا يهمه تطور الأنسان , ولا يهمه أن يكشف الأنسان عما في هذا الكون من طرائف , انه اله ارسل شريعة وانسحب , انه اله قوانين صارمة , لا يستطيع الأنسان أن يعود اليه ليتخلص منها. محكوم على الأنسان مؤبدا أن يتمم واجبات ما كلفه الله به , ومحكوم عليه بالا يتطور , ومحكوم عليه بالا يسير الى الأمام, أنه يدور في فراغ, شريعة أزلية أبدية لا تتطور بتطور الأنسان , كيف يمكن للأنسان ان يتقبلها ؟!! وكيف يحفظ الأنسان معها كرامته وكيانه وحريته؟!! 9-اله الأسلام هو "اله الكتاب المنزل "اي هو اله جعل في قبضة العقل المحدود, هذا الأله نرى تحديده, وكمالاته, ووصفه , وعلاقاته , ومهماته , وصوره , وابعادها كلها في :الكتاب المنزل "انه اله أحتوى الكتاب غناه , فهو اله مأسور بين الكلمات والأساليب البشرية , اله جامد متحجر في تعابير اللغة المعجزة , لقد قضي على حريته ولم يعد اله حياة. هذه بعض الأعتبارات حول هوية اله الأسلام , أما كل ما يوصف به الأسلام الله من صفات الرحمة والحنان والغفران والقرب والرضى يعود الى أن هذه الصفات لا تتعدى كونها الفاظا استعملها الأسلام اسوة بالأنجيل , وخاصة في فترة القرآن المكي , حيث كان محمد لا يزال نصرانيا , يؤمن بما تؤمن به النصرانية , من حساب يوم الآخر و غيرها ولا حضور لها الا لحاجة الأنسان الى أن يكون ألله كذلك , وليست لأن هي ما عليه طبيعة الله , وهذه الألفاظ , والمعتقدات في شانها , جرى الأنقلاب عليها في المدينة , وحل اله السيف مكان اله المسيحيين الذي كان في مكة , فاصبح الله المتصف , بالبعد, والتعالية , هو الله المعروف , الى درجة أنكر الفلاسفة المسلمون كل علاقة بين الله والأنسان , فانكروا بالتالي معرفة الله بالجزئيات, وذلك حفاظا على تعاليته المطلقة , كما أنكروا ايضا "عناية الله " بمخلوقاته , لئلا يصيبه بسببها , شائنة ما . اما اله المسيحيين , فهو اله له بالتاريخ صلة , هو صانع التاريخ كله, اله قريب هنا , يتفاعل مع الأحداث , انه "الله معنا " , و"والله لأجلنا" , معنا ليس كمسيحيين , بل كبشر مهما أختلف دينهم ولونهم , انه لأجلنا , ليس كمسيحيين , بل لأجل كل البشر مهما أختلف دينهم ولونهم. اله المسيحيين هو اله "علاقة"أي نستطيع ان ندعوه , ونصلي له و ونسجد له, ونطرب ونغني فرحا به, ونرقص بزهز وفرح به ز لهذا الأله عيد واحتفال, والعيد يعني أن له معنا ذكريات وتاريخ وصلات حميمة , أن الله القابع خلف السموات السبع لا نستطيع ان نحتفل معه بشيء, يجعلنا معه وبه سعداء. موضوع العلاقة ليست من الأعراض الدخيلة على الله , كما هي ليست من الأعراض الدخيلة على الأنسان, فالانسان يكون انسانا مع آخرين, بصلته الشخصية مع من يحب ومع من يكره , انه انسان شركة , أنسان أجتماعي ذو علاقة. هكذتا هي العلاقة مع اله , هي من جوهره, بل هي كماله , لله مع الآخرين شركة وأنفتاح , أنه اله كلمة و روح , يقيم حوارا , ويقطع عهدا , ويظهر ويتجلى , انه اله محمبة وخير, والخير ذو علاقة بطبيعته , وعلى هذه العلاقة يقوم جوهر الله , وهي تعني :محبة , أي محبة الله في ذاته , والقول أن الله محبة , يعني أن المحبة هي الله . واذا كانت المحبة في جوهر الله فمعناها أن الله يحب فيخلق, يحب فيخلص, ويريد الوجود والسعادة للآخرين, ومحبة الله ليست عرضية , انها من جوهر الله , فهل من الصعوبة , بعد , أن يتنازل الله , ويتخلى عن ذاته , ويخرج عن نفسه , وينفتح على غيره , ويلحق بمن أحب؟ وهل يستصعب العقل , بعد هذه المحبة الآلهية , أن يعترف بأمكانية التزام الله لجميع قضايا الأنسان , ولجميع متاعبه, من الام , وعذابات , وصلب , وموت؟ الصورة الثانية لاله المسيحيين هي صورة الاله المصلوب , الله الذي تخلى عن ذاته ومات على الصليب موت العبد, والأناجيل كلها ليست الا رواية لهذا الاله المصلوب مع مقدمات مفصلة. الصليب في المسيحية يحدد عقيدتها , يقرر مراتبها , يسن نظامها , يوجه مسيرتها . في المسيحية الألحاد هو اول صليب حمله الله في خلقه العالم, وليس هذا الصليب الا اول عملية في تخلي الله عن ذاته , كان هذا التخلي في اعطاء الله الانسان أسمى ما يتصف به كيان الله , اي "الحرية". فبأعطاء الله الانسان الحرية , تخلى الله عن ذاته و اي انه أوجد بإزائه كائنا يستطيع أن يقول له :كلا , وبكلام مسيحي, نقول :ان الله حمل صليبه منذ خلق الأنسان , لقد الله , بإزائه , حرية تنال من حريته , خلق ذاتا بمواجهة ذاته, خلق إنسانا يقف بوجه الله حرا:رافضا او قابلا, أي أوجد الله الألحاد, فكان ذلك أول صليب حمله منذ البدء, انها اول عملية "تخلي الله عن ذاته" , ورفض الأنسان لله وتمرده عليه هو شاهد على اول موت لله . وما تجسد المسيح الا اعلانا آخر لهذا التخلي , والصليب ليس هو مصير المسيح لاجل مخالفته ناموس اليهود, كما هو ليس امرا محتما عليه, بل هو اراده , لانه به اظهر للأنسان المعنى النهائي والأكمل لله. فموت الله ليس ضعفا في الله , بل هي علامة قدرة , و هو اعلان لمحبة, في أسمى صور ة يمكن أن يفهم بها الأنسان طبيعة محبة الله. والمسيح في تجسده وموته هو التفسير الذاتي لله وترجمة لله , وهي أن الله محبة مجانية , لذلك لم يكن الموت واجبا على الله , ولو كان كذلك ليس في موته اي عمل محبة . وهل ألأنسان بحاجة الى غير هذا البعد الألهي في تخليه عن ذاته حتى آخر حدود, حتى يشعر أن موت الله على الصليب هو الصيغة النهائية لهذا العالم! |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|