شارك رئيس أساقفة كركوك للكلدان المطران لويس ساكو في مؤتمر نظمته هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة في ألمانيا بهدف تسليط الضوء على أوضاع الأقليات المسيحية في الدول الإسلامية. شارك في اللقاء أيضا العديد من الأساقفة القادمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي من مصر إلى باكستان، من العراق إلى نيجيريا. المطران ساكو أعرب عن قلقه الكبير إزاء التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية.
اعتبر المطران ساكو أن ما يحدث اليوم في العالم العربي لا يبعث على التفاؤل إطلاقا، معربا عن خشيته إزاء تنامي التيارات الإسلامية الراديكالية في المنطقة، خصوصا وأن نسبة كبيرة من المسلمين تريد قيام أنظمة ودول إسلامية.
أما فيما يتعلق بالوضع في العراق قال رئيس أساقفة كركوك: بعد مضي ثماني سنوات على الغزو الأمريكي للعراق ما نزال نعاني من غياب الأمن والسلام والديمقراطية، مشيرا إلى أن قيام نظام ديمقراطي يتطلب فترة طويلة ويتم الإعداد له على الصعيد التربوي ومن خلال الفصل بين الدين والسياسة. وأضاف: العراق ما يزال بعيدا كل البعد عن الديمقراطية، إذ ما يزال يشكل ساحة صراع للفئات المتناحرة فيما بينها، إزاء تنامي التطرف الديني والطائفية والهجمات وأعمال العنف والخطف والتهجير.
وأكد المطران ساكو إن المسيحيين في العراق يتعرضون للتمييز اجتماعيا ودينيا. وقال: أكثر من نصف المسيحيين غادروا البلاد حتى اليوم. نزيف الهجرة لا يعرف وقفة! وإذا استمرت مسيرة أسلمة المجتمع العراقي ستخلو البلاد قريبا من مسيحييها. كان عدد المسيحيين يُقدر بمليون شخص في الماضي، واليوم وصل إلى أربعمائة ألف نسمة.
أضاف ساكو يقول: لا بد أن يكون المسيحيون مواطنين بكل معنى الكلمة كي تعرف البلاد الديمقراطية، داعيا القادة الدينيين المسلمين إلى الالتزام في تعزيز الحوار من أجل بناء مجتمع متعدد الثقافات والأديان، واحتواء الصراعات والتوترات الدينية وإرساء أسس التعايش الأخوي في المجتمع.