جريدة الفجر تكشف أسرار أختفاء رضا هلال

[الحمامة الحسنة]

.

جريدة الفجر تكشف أسرار أختفاء رضا هلال








محمد الباز
بعد 7 سنوات من الغياب الغامض والمريب نكشف:

رضا هلال مات مقتولاوتخلصوا من جثته في حوض من الجير الحي بمقابر البساتين
1
مصادر أمنية تؤكد أن هلال كان علي علاقة خاصة بزوجة مسئول كبير قبل أن تتزوج.. وأن المسئول الكبير رصد مكالمة تليفونية بينها وبينه بعد زواجه منها
2
حبيب العادلي يكلف رجاله بتأديب رضا هلال من خلال ضربه وإذلاله...لكن الضرب ..تسبب في وفاته لأنه كان مريضا بالقلب
3
وثيقة أمنية تكشفها جريدة كويتية تؤكد أن خطف رضا هلال كان تكليفا من حبيب العادلي لجهازه السري بوزارة الداخلية حمل رقم 118 بتاريخ 10 أغسطس 2003 أي قبل اختفاء رضا بيوم واحد
4
روايتان للتخلص من جثة هلال: الأولي إذابته في الجير الحي والتخلص من آثاره نهائياً.. والثانية دفنه تحت خرسانة مبني هيئة الاستثمار الجديد بمدينة نصر
رواية هيئة الاستثمار مشكوك فيها لأن أعمال الخرسانة بالمبني انتهت قبل اختفاء هلال بعام كامل.. لكن موظفين بالهيئة أكدوا أن هلال دفن تحت ملحقات المبني التي تم الانتهاء منها في 2003
في 11 أغسطس القادم يكون قد مر علي اختفاء الكاتب الصحفي بالأهرام رضا هلال سبع سنوات كاملة سبع سنوات لم تكل أسرته ولم تمل من البحث عنه. أشقاؤه خاطبوا كل الجهات المسئولة قدموا بلاغات إلي جهات التحقيق المختلفة ظهروا في العديد من البرامج التليفزيونية أجروا العديد من الحوارات الصحفية حضروا العديد من الندوات الحقوقية لكنهم في النهاية لم يعثروا له علي أثر.
لم تقتنع أسرة رضا هلال أن ابنها مات فهو محتجز في أحد السجون أو أنه موجود في جهة ما من مصلحتها أن يختفي إلي الأبد كانت الأسرة تتعامل علي أنه غائب ليس أكثر من ذلك جهزوا له غرفة في بيتهم بالسنبلاوين - محافظة الدقهلية - وضعوا فيها متعلقاته وكتبه التي تصل إلي 30 ألف كتاب وحتي الآن لم يستخرجوا إعلام وراثة فهو بالنسبة لهم حي وليس معقولا أن يرثوا أخاهم وهو لا يزال علي قيد الحياة.
كانت هناك حالة من التعمية المقصودة علي مصير رضا هلال ولأن الغموض كان كبيرا فقد كانت الشائعات هي الطريقة الوحيدة لتفسير ما جري له وكان أهم هذه الشائعات أن رضا تحدث في صالة تحرير الأهرام بما لا يليق عن جمال مبارك فقد وصفه بالشاذ ولم يكتف بذلك بل أكد أن لديه مستندات بالصوت والصورة تؤكد ما يقوله وعلي الفور نقل أحد المتعاملين مع أمن الدولة من الأهرام الواقعة ولأن هلال تجرأ في موضع لا تجوز معه الجرأة فقد دفع الثمن غاليا....اختطفوه وأخفوه دون أن يقول من أطلقوا الشائعة من هؤلاء الذين اختطفوه وأخفوه.
وإن ظلت وزارة الداخلية التي كانت يدها هي الأطول في مصر هي المتهم الأول والوحيد.. فقد توجهت كل الاتهامات إليها دون أن يملك من يتهمونها دليلا ولم يكن من وزارة الداخلية إلا أن أنكرت كل شيء .. وصرحت بأن رضا هلال لا يوجد بالفعل في أي من الأماكن التابعة لها سواء كانت سجوناً أو حجز أقسام شرطة أو مقرات أمن دولة.
بعد الثورة ولأن كل الملفات أصبحت مفتوحة.. أصبح البحث عن رضا هلال فريضة واجبة في نهاية مارس الماضي أشارت جريدة "الجريدة" الكويتية إلي أنها تملك وثيقة تكشف عن تنظيم سري أنشأه حبيب العادلي في وزارة الداخلية وأن هذه الوثيقة تحمل تاريخ 13 أغسطس 2003 أي بعد اختفاء هلال بيومين فقط.
وفي الوثيقة التي لم تكشف الجريدة الكويتية عن هويتها أن تنظيم حبيب العادلي السري اختطف رضا هلال وأن الكاتب الصحفي في لحظة اختطافه هدد من خطفوه بأن لديه مستندات خطيرة وأنه وضعها أمانة لدي شخص آخر سوف يسلمها للنائب العام في حالة اختفائه.
في الوثيقة أيضا أن رضا هلال تم اقتياده إلي مقر أمن الدولة في شارع جابر بن حيان بالجيزة ولم تكشف الوثيقة عن شيء آخر لا عن المستندات التي قال إنه يملكها ولا عن مصيره النهائي لكنها اهتمت بنص الوثيقة التي رفعت إلي حبيب العادلي وكتبها المشرف علي التنظيم السري وهو المقدم «ح.ص».
تقول الوثيقة:"بخصوص التكليف رقم 118 بتاريخ 10/8/2003 تم تنفيذ التالي: تم الاتصال بالمدعو رضا هلال هاتفيا الساعة الثالثة وعشرين دقيقة بعد الظهر وإبلاغه أن الضيف الذي ينتظره المدعو خالد الشريف صدمته سيارة بجوار محل سكنه الكائن في 34 شارع إسماعيل سري بالقصر العيني وبناء عليه نزل المدعو رضا هلال مسرعا وقبل أن يصل أول الشارع محل سكنه تم التصدي له بمعرفة رجال التنظيم وإفقاده الوعي ونقله إلي مقر التحفظ بجابر بن حيان بعد 15 دقيقة وتم تقييده وتغميمه وتكميمه لحين ورود تعليمات أخري.. كما نفيد سيادتكم بأن المذكور طلب قبل تكميمه توصيل رسالة لسيادتك مفادها أن هناك مستندات خطيرة تعلمها سيادتكم موجودة لدي شخص آخر وأن هذه الشخص مكلف بتسليم هذه المستندات إلي النائب العام في حال اختفائه".
أغلب الظن أن هذه الوثيقة من وثائق جهاز أمن الدولة التي تسربت عقب اقتحام مقراته من قبل الثوار لكنها تحمل بعضا مما يجعلنا نشكك في صحتها فإذا كان حقيقيا أن رضا هلال أوصي صديقا له بأن يسلم المستندات التي لديهم إلي النائب العام في حال اختفائه فأين هذا الصديق وأين هذه المستندات وإذا اعتبرنا أن الصديق تراجع عن الوفاء بوعده لصديقه خوفا من أن يلاقي مصيره فكان يمكن له أن يرسل المستندات إلي مكتب النائب العام وهو حسب علمنا ما لم يحدث ربما حتي الآن.
التشكيك في الوثيقة لا يعني أنه لا توجد علاقة بين ما جري لرضا هلال وحبيب العادلي وهو ما يصر عليه أشقاؤه فشقيقه أسامة يصر علي أن حبيب العادلي وجمال مبارك وراء اختفاء شقيقه كما أن شقيقه سيد تقدم إلي مكتب النائب العام ببلاغ رسمي ساندته فيه نقابة الصحفيين - عبر مستشارها القانوني سيد أبو زيد - التي ينتمي إليها رضا طالب فيه بالتحقيق مع حبيب العادلي بتهمة اختطاف رضا هلال.
شقيقه أسامة لا يزال يملك يقينا بأن رضا علي قيد الحياة وقد كشف خلال الأيام الماضية أنه عرف أن شقيقه موجود في سجن برج العرب بالإسكندرية فقد تلقي ثلاث مكالمات تليفونية أكد أصحابها أنهم فاعلو خير وأنهم رأوا شقيقه في سجن برج العرب وأنه كان يرتدي تريننج أبيض في أزرق.. وأنه موجود داخل عنبر انفرادي لكنهم رأوه بطريق الصدفة.
أسامة أشار إلي أن رجال حبيب العادلي كانوا يراقبون رضا وهو موجود في الأهرام وأنه عندما نزل إلي الشارع قامت سيارتان جيب باختطافه ولم يظهر حتي الآن وطالب أسامة بتفتيش برج سجن العرب لمعرفة ما إذا كان رضا موجودا فيه أم لا لكن هذا الأمل قطعه أحد المسئولين في وزارة الداخلية عندما صرح بأن رضا هلال ليس موجودا لا في سجن برج العرب ولا في أي من السجون التابعة لوزارة الداخلية.
لكن الآن ما هو الجديد في قضية رضا هلال؟
الجديد هو ما لدينا من مصادر أمنية كشفت ما يمكن أن نطلق عليه خريطة ضرب المعارضين في عصر الرئيس مبارك فقد تعرض مجموعة من المعارضين للضرب المبرح لمجرد أنهم عارضوا بيت الرئيس أو تجاوزوا حدودهم مع وزير الداخلية حبيب العادلي الذي يبدو أنه كان يسلط رجاله لتأديب المعارضين دون أن يعتقلهم أو يصنع منهم أبطالاً وقد تم الاعتداء علي كل من الكاتب الراحل جمال بدوي والكاتب الصحفي سليم عزوز والكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل.
وكان المخطط أن يتم ضرب رضا هلال وإذلاله وينتهي الموضوع لكن يبدو أن من قاموا بضرب رضا هلال لم يكونوا محترفين بما يكفي أو لأن رضا كان مريضا بالقلب فلم يتحمل الضرب المبرح فمات في أيديهم.
لكن ما الذي فعله رضا هلال حتي يتم ضربه؟
تقول المصادر الأمنية إن رضا كان يرتبط بعلاقة صداقة مع زوجة أحد المسئولين الكبار ورغم أن هذه العلاقة كانت قبل أن يتزوج المسئول الكبير من هذه السيدة فقد تزوجها تحديدا ومن واقع وثيقة الزواج في 26 يناير 1995 أي قبل واقعة رضا هلال بحوالي ثماني سنوات لكن المسئول الكبير الذي كان يضع تليفونات زوجته وأولاده تحت المراقبة ليعرف تحركاتهم ومن يتصل بهم رصد مكالمة بين زوجته وبين رضا هلال ويبدو أنه ذكرها بما كان بينهما.. وهو ما استفز المسئول الكبير الذي قرر أن ينتقم من رضا هلال.
وهنا يمكن أن يظهر دور حبيب العادلي الذي كان يضع خدماته تحت تصرف من يريدها من المسئولين الكبار حيث تم تكليف بعض رجاله باستدراج رضا هلال لضربه وتأديبه وهو ما حدث بالفعل فقد تم ضربه لكن الضرب المبرح أفضي به إلي الموت.
أصبحت جثة رضا هلال أزمة لابد من التخلص منها وهناك رواية تتبناها المصادر الأمنية تقول إنه تم التخلص من جثة رضا هلال من خلال إلقائها في أحد أحواض الجير الحي بمقابر البساتين ثم تم إلقاء الماء عليها للتخلص منها نهائيا.
أما الرواية الثانية فتقول إن جثة رضا هلال تم دفنها تحت خراسانة مبني هيئة الاستثمار الجديد بمدينة نصر لكن المعلومات المؤكدة تشير إلي أن أعمال الخرسانة انتهت في المبني تحديداً في أغسطس 2002 أي قبل اختفاء رضا هلال بعام كامل وهو ما يمكن أن ينسف هذه الرواية لكن يظل هناك ما يمكن أن يسندها خاصة أن بعض ملحقات المبني لم تنته حتي العام 2003.. وأن هناك من بين موظفي هيئة الاستثمار من يتداولون أن جثة رضا هلال تم دفنها بالفعل أسفل خراسانة الملحقات.
كل الطرق في قضية رضا هلال تؤدي إلي حبيب العادلي وحده وهو ما يجعلنا نتقدم بهذه الروايات كبلاغ إلي النائب العام المستشار عبد المجيد محمود إضافة إلي البلاغ الذي تقدمت به نقابة الصحفيين للتحقيق مع حبيب العادلي في قضية رضا هلال فقد يكون التحقيق في هذه الظروف الطريقة الوحيدة لكشف غموض ما جري لهذا الرجل الذي كلفته مكالمة عابرة حياته.