هل تتأفغن مصر لتصبح مصرستان طالبان ؟!

[الحمامة الحسنة]

هل تتأفغن مصر لتصبح مصرستان طالبان ؟!









بقلم الحمامة الحسنة
الأقباط دوت كوم
30 مايو2011

ماتشهده مصر حاليا على أرض الواقع ينبئ بكارثة لا يعلم مداها سوى الله
فإلي أين تتجه مصر الآن ؟
هل تتجه لحرية المواطن المصري وحفظ كرامته بما يساير الحضارة الإنسانية في العالم ؟
أم تتجه لكابوس مخيف وبشع لنجد أنفسنا نعيش في "تورا بورا" بأفغانستان؟
حالة الفوضى المنظمة التي نعيشها اليوم وكأننا نعيش في سيرك للبهلونات من التيارات الدينية لما يسمى بالإسلام السياسي
كلٌ يقدم عروضه البهلونية السخيفة بأسلوب "جلا جلا " للتحايل وخداع الشعب المصري البسيط
هاهو الإرهابي عبود الزمر بعد أن أطلق سراحه عن جرائمه التي لاتُغتفر ليتحول فجأة إلى حمل وديع
تتهافت عليه الفضائيات لتصنع منه بطلاً قومياً ويعلن منذ اللحظة الأولي لخروجه ترشحه لرئاسة مصر
ويذهب إلى الأقصر مكان جريمته الشنعاء ليلوح بيده الملوثة بجرائمه ويتبرأ من جرائمه
ويعلن الأمان للسائحين وأن الأقباط شركاء في الوطن وفي الإنسانية نافياً إقامة الحدود
وأن الجماعة نبذت العنف منذ عام 1997 وإنها أدانت حادثة الأقصر التي قامت بها
في 17 نوفمبر 1997 بقتل 57 سائح بالدير البحري بالأقصر
تلك الجريمة التي عرفت لاحقا بإسم مذبحة الأقصر أو مذبحة الدير البحري
بالله عليكم ياسادة كيف نبذت الجماعة الإسلامية العنف منذ عام 1997 وهو نفس العام الذي قتلت فيه أبرياء من السياح بالأقصر؟!
أم كانت تنوي التوبة بعد القيام بجريمتها بيدها اليسرى ،
ورافعة يدها اليمني تلوح بالتوبة مرددة ( توبة، بس دي آخر نوبة)
قرأنا بعد قيام الثورة أن سلطات الأمن المصرية رفعت أسماء الآلاف من أعضاء الجماعات الإسلامية والجهادية الخطرين على أمن مصر
والقادمين من كلاً من "أفغانستان" وباكستان و"الشيشان" و"البوسنة" و"الصومال" و"إيران"
والمرصود أسمائهم فى قائمة ترقب الوصول عند دخولهم البلاد
، ما أدَّى إلى عودة حوالي 3000 مجرم من قيادات وكوادر جماعتي الجهاد والجماعة الإسلامية
دخلوا مصر في الفترة الأخيرة وعلى رأس من رفع أسمائهم من قائمة ترقب الوصول،محمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس السادات
وفتحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية أبواب السجون على مصراعيها لتُطلق باقي المجرمين وعلى رأسهم عبود وطارق الزمر

أكيد طبعاً بعد أن تأكد للمجلس العسكري ولوزارة الداخلية أنهم تحولوا لحملان وديعة وحمامة سلام حاملين أغصان الزيتون
وهنا نسأل السلطات الأمنية في مصر لماذا هذا الحراك والحشد الضخم الغير مبرر
لهؤلاء المجرمين والمتطرفين وسافكي الدماء في هذا الوقت بالذات؟
هل هو نوع من الفوضى المتعمدة ضمن سياسة الفوضى الخلاقة التي تسود مصر حاليا بلا حسيب ولا رقيب؟

أم هو نوع من إستخدامهم كفزاعات لترهيب الشعب وإخضاعه حتى يقول الشعب جنة الإخوان ولا نار الجماعة الإسلامية والسلفية؟
ليقبل الشعب أن يسيطر الإخوان على أكثر من 200 مقعداً من مقاعد مجلس الشعب القادم؟

وتكون الصفقة المتبادلة مع الإخوان هي البرلمان مقابل الرئاسة
يعني يختار المجلس العسكري الرئيس القادم مقابل أن يترك البرلمان لسيطرة الإخوان ويبقي زيتنا في دقيقنا، كما يقول المثل
منذ خمسة سنوات وتحديداً في شهر أغسطس من عام 2006 بثت قناة الجزيرة
شريط للرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري
مؤسس جماعة الجهاد الإسلامي في مصر
يعلن فيه أن عدداً من قيادات الجماعة الإسلامية في مصر قرروا الانضمام لتنظيم القاعدة وإن :
"الجماعة الإسلامية تبشر الأمة الإسلامية بتوحد طائفة كبرى منها
على رأسها محمد شوقي الإسلامبولي مع قاعدة الجهاد صفاً واحداً في مواجهة أعتى حملة صليبية"
ومعروف أن أيمن الظواهري هو العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001على الولايات المتحدة،
والآن بعد نفوق الرجل الأول السعودي الأصل أسامة إبن لادن أصبح بديهياً الظواهري الرجل الأول للتنظيم الإرهابي
وهذا معناه أن هذا التنظيم القاعدى سيتم " تمصيره" لأن رئيسه وقياداته وكوادره من المصريين
وياله من شرف عظيم أن تصبح مصر بلد تصدير المجرمين لإرهاب العالم فهم يقودون أكبر تنظيم إرهابي في العالم
وياله من فخرٍ أن يصبح المصريون المتأسلمون عقل القاعدة الإجرامي
بعد أن كانت المملكة السعودية هي من ترعى الإرهاب في العالم
المملكة السعودية الآن بعد موت فخر شبابها إبن لادن عليها أن تكمل مسيرة الجهاد الإرهابي لتتجه وترعاه في مصر ،المعقل الجديد لتنظيم القاعدة بقيادة المصري الظواهري - بلا فخر

وعليها أن تمون كذلك باقي التيارات الدينية كالتيار السلفي الوهابي لأنها المصدِّرة لهذا التيار المتطرف لمصر
وهذا ماتم منذ عدة أيام حين سمعنا على قناة مصر الإخبارية
صفقة بيع مصر للسعودية ببضعة مليارات منحة الـ "أربعة مليار دولار"
ياترى ما هو المقابل الذي ستفرضه السلطات السعودية وعاهلها ومايجب على مصر تقدمه للسعودية مقابل هذه الصفقة ؟

ولماذا هذه المنحة الآن من قِبل السعودية ، هل حباً في مصر وشعبها ؟
أم ليقوم الشعب المصري برفع العلم السعودي على الأراضي المصرية ثانية
بعد أن رفعوه في مظاهرة قنا ضد محافظ قنا القبطي "المجمَّد " ؟
أم هو تواطؤ سياسي بين مصر والسعودية ليزيد إضطهاد أقباط مصر لتظل مصر في دوامة الصراع المفتعل
لتنجو السعودية وعاهلها من الثورات في بلدهم ليقولون لشعبهم:
" شوفوا مصر كيف أصبحت بعد الثورة "
ليرضخ الشعب السعودي المقهور تحت سيوف عاهلها وعصابته من الهيئة لقهر سنوات أطول؟

مازال يرى الجميع أن الثورة أطاحت بمبارك ولكن لازال نظامه الفاسد قائماً
متمثلاً في مؤسسات الدولة العسكرية والشرطية ورئاسة الوزراء
رأي الجميع كيف هربت جميع التيارات الدينية من جمعة الغضب الثانية27 مايو
ودخلوا جحورهم لأن مطالب الشعب لم تأتي على أهوائهم وأهدافهم الخبيثة
إنطلق الشعب في جمعة الغضب الثانية تحت شعار:( راجع التحرير علشان مفيش تغيير)
ورأينا كيف نجحت هذه الثورة الثانية بشعبها المصري الأصيل بكافة أطيافه
خرج الشعب من 14 محافظة بدون مشاركة أي تيار سياسي إسلامي
ورفع الجميع شعار ، لا للإخوان.. ولا للسلفية.. ولا للجماعات الإسلامية
ونادي الجميع شعارات منددة بما تفعله السعودية مصدرة التيارات الإرهابية المتطرفة لمصر قائلين:
( ياسعودية مالك مالك.. خلِّي فلوسك كفِّي عيالك)
نجحت مليونية الثورة الثانية ونسفت أوهام ونبرة التعالي لكل بهلونات السيرك الديني
فهل سيسمع المجلس العسكري لآراء ومطالب الشعب الأصيل الذي خرج ليلحق ما تبقي من الثورة
طلباً لتغيير حقيقي وملموس في حياتهم
وتحقيق مانادت به الثورة منذ أول يوم لها ومطلبها الأساسي بضرورة قيام دولة مدنية علمانية تواكب الحضارة الإنسانية؟