|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
بلاد الواق الواق - بقلم|محمد سلماوى
بلاد الواق الواق
بقلم|محمد سلماوى ٥/ ٨/ ٢٠١١ قرأت تصريحاً غريباً للصديق الدكتور محمد سليم العوا، المجاهد الكبير فى سبيل منصب رئيس الجمهورية، رغم تصريحه التليفزيونى الشهير الذى نفى فيه نيته الترشح قائلاً إن لديه ١٢ موظفاً فى مكتبه لا يقدر على إدارة أمورهم، فكيف له - على حد قوله - أن يدير دولة بأكملها، وهو المرشح الذى لم تكن قد مضت أيام معدودة على إعلانه المفاجئ بأنه سيترشح للرئاسة حتى أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة ما يشبه استطلاعات الرأى التى تصدرها المراكز المتخصصة ليضعه فى أعلى مواقع هذا الاستفتاء الأضحوكة الذى لم يلتزم بأى من القواعد العلمية المعمول بها فى مثل هذه الاستطلاعات فلم يأخذه أحد مأخذ الجد. ومنذ ذلك الحين والدكتور العوا يغازل جميع القوى السياسية، بما فى ذلك المجلس العسكرى، بل يبدو فى بعض الأحيان أنه يتحدث باسمه فيقول - مثلما قال بالفعل - إن المجلس قد رفض كذا، أو أنه سيقبل كذا. كما يغازل الدكتور العوا، المجاهد الكبير فى سبيل الفوز بمنصب رئيس الجمهورية، الاتجاهات الدينية، متصوراً أنه بالهجوم على المسيحيين سيخطب ود الإسلاميين، حيث أعلن فى أحد البرامج التليفزيونية أن الأقباط يقومون بتخزين السلاح فى الكنيسة (!) وإن ذلك لا يمكن أن يكون له معنى آخر غير الاستعداد لاستخدامه ضد المسلمين (!!) وهو ما يناقض تماماً أقواله قبل أن يبدأ جهاده الأكبر فى سبيل الرئاسة، كما أشارت الزميلة الشاعرة فاطمة ناعوت فى مقال أخير لها قالت فيه إنها كتبت فى مايو الماضى تحيى الدكتور العوا على ما صرح به آنذاك فى برنامج تليفزيونى آخر من أن «أحداً لم يقل أبداً إن بالكنائس أسلحة!» وأنه أضاف: «ما هذا السخف!»، كما أوردت فاطمة ناعوت فى مقالها أن الدكتور العوا أكد لقناة «BBC» العربية حين سئل عن انتخابات الرئاسة المقبلة أنه «طبعاً سأرشح عمرو موسى» (!!). ثم جاءت تلك الجمعة الكئيبة التى تمكن فيها السلفيون من السطو بالخديعة على الموقع الطاهر الذى انطلقت منه ثورة الشباب المستنير الذى رفع شعار الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، أى ميدان التحرير، وبدلاً من دعوة من سطوا على الثورة لاحترام المبادئ الديمقراطية التى تلزمهم باختيارات الشعب الذى وقف مع الثورة وقفة رجل واحد، وجد مرشح الجهاد الأكبر فى سبيل المنصب الرئاسى أنها فرصة ذهبية كى يغازل السلفيين الذين وصفوا ثوار الميدان بـ«الجرابيع» وغيروا كل شعارات الثورة فخرجوا يهتفون «الشعب يريد الشريعة الإسلامية» وبدلوا هتاف «مدنية مدنية» إلى «إسلامية إسلامية»، وكأن الثورة ما قامت إلا من أجل إقامة الدولة الدينية التى لم تعرفها مصر فى تاريخها، والتى أرسل لى أحد الأصدقاء رسالة تقول: «نعم نريدها دولة دينية لتصبح مزدهرة كأفغانستان، متحدة كالسودان، شبعانة كالصومال، ديمقراطية كإيران» (!!). لقد تصدى المجاهد الأكبر فى سبيل مقعد الرئاسة للدفاع عن السلفيين الذين يقال إن أعدادهم تزيد على الإخوان المسلمين، فقال إنهم أبناؤنا وإخواننا وإنهم «لم يأتوا من بلاد الواق الواق» (!!). وقد عجبت حقاً من أن الدكتور العوا لا يعرف أن هؤلاء الذين يقطعون الآذان ويقذفون ماء النار على غير المنتقبات لابد أن يكونوا قد جاءوا من بلاد الواق الواق وليس من دولة الحضارة التى هذبت إنسانيتها النفوس وارتقت مدنيتها بالعقول. ألم ينظر مرشح الجهاد الأكبر فى سبيل الرئاسة إلى لباسهم الذى لا يمت بصلة لأى زى مصرى؟ ألم يسأل نفسه من أين جاءت تلك الجلاليب البيضاء القصيرة التى تبدو وكأنها «كَشِّت» فى الغسيل؟ ألم ينظر إلى الأعلام التى كانت فى أيديهم التى لم تكن أعلام مصر؟ ألم ينظر كيف عبثوا بعلم البلاد الذى كرمه دم الشهداء فصار مقدساً فى قلوب الناس وارتفع لأول مرة يرفرف من كل شرفات المنازل حيث رفعوا من عليه صقر قريش ووضعوا بدلاً منه شعارهم الدينى؟! إن لم يكن هؤلاء قد أتوا من بلاد الواق الواق فإنهم على الأقل يريدون أن يأخذوا البلاد إلى هناك، لكن مصر لن تتحول يا دكتور إلى الواق الواق مهما اشتد جهادك الأكبر فى سبيل الرئاسة أو جهاد من تسعى للحصول على تأييدهم ويسعون للديكتاتورية الدينية.
__________________
(من يُقبل اليَّ لا أُخرجه خارجاً )( يو6: 37) (حينئذ يسلمونكم إلى ضيق و يقتلوكم و تكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي) ( مت 24:10 ) مسيحيو الشرق لأجل المسيح http://mechristian.wordpress.com/ http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/ |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|