التقـــــــريـرالمبــــــــدئى عن حادث وفتنة قرية المراشدة مركز الوقف بمحافظة قنا

[abomeret]

التقـــــــريـرالمبــــــــدئى عن حادث وفتنة قرية المراشدة مركز الوقف بمحافظة قنا

تاريخ 24/1/2013

مقــــــــــــــــــــــــــــــدمة

قرية المراشدة تتبع مركز الوقف وتبعد حوالى 28 كيلومتر عن محافظتها قنا ويعتمد معظم أهلها على الزراعة والتى تفتت ملكيتها لكثرة الورثة ولكثرة النسل ، والذين لا مصدر رزق لديهم يعملون فى أعمال البناء وآخرين يفتحون محلات تجارية تكاد تغطى تكلفة معيشتهم حيث يعيش معظم أهل القرية فى مستوى معيشى بسيط ورزقهم محدود ، وبعض منهم من سافر للخليج لتحسين مصدر رزقه وبدلا من أن يرجع بالمال رجع بأفكار متشددة وغير متسامحة عكس ما كانت تعيشه القرية طوال عقود طويلة ، وعندما يجتمع شظف العيش مع الجهل والتعصب وكرهه الآخر ، فهو ينتج قنابل موقوتة تنفجر فى وجوهنا كل فترة فى سيناريو مكرر من أقصى شمال الدولة المصرية الى أقصى جنوبها ، وخصوصا منطقة نجع حمادى الموبوءة بأحداثها الدموية والتى تصنف كرقم 1 فى بند الطائفية المقيتة ، وكل تلك الأحداث تصب غضبها نحو الأقباط مما جعلهم يشعرون بأنهم أقلية مستضعفة مستهدفة ، مما أدى الى شعورهم بعقدة الاضطهاد التى أصابت الكثيرين منهم (حتى لو صدرت أعمال ليس لها صبغة الطائفية)وأصبح يعانوا منها بشكل كبير وجعلت أى شىء يصدر ضدهم هو فقط بسبب انتمائهم لدينهم ، وهى مخاوف حقيقية لأن الدولة تركت كل ذلك يستفحل وأحيانا كان بعلمها ، وحتى عند إنهاء النزاع كانت كل حلولها أمنية شرطية فقط ولم ترجع الى تغيير نظام التعليم والثقافة وأعلاء شأن القانون ، مما ألقى بحمل كبير لا طاقة للداخلية به وهو أيضا ما أوغر صدور الشعب ضد الداخلية نتيجة لتدخلها فى حل كل شىء، لأن الحلول الأمنية هى مجرد مسكنات وقتية ، ولكن الداء مستشرى ومستفحل فى الجسد والعلاج فى أيدى القانون وأيدى السياسيين وأيدى نظام دولة بكامله ، التى أصبح نظامها السياسى كل همه هو تثبيت أركان الحكم والاستيلاء على مفاصل الدولة ولا مانع من احداث دموية لإلهاء وشغل شعب بعيدا عن النظر للحكم

-2- تبدأ احدث قرية المراشدة يوم الخميس 17/1/2013الساعة السابعة مساء عندما حضر مصطفى محمود عبدالله (عامل محارة ومعروف بميوله المتشددة )الى كنيسة أبو فام الجندى وطلب مقابلة راعى الكنيسة فيليبس إسحاق لأمر هام ، والذى قابله ومعه أفراد من الكنيسة وقاله ينفع اللى حصل من نادر تاجر القماش الذى اعتدى على الطفلة جنسيا وعمرها 4-5 سنوات ، وصعق كاهن الكنيسة من سماع ذلك وقاله متأكد؟ .. ده لو حصل أنا ح اقطع لك رقبته وقاله انه سيذهب لمقابلة والد الطفلة لمعرفة ذلك ، وطلب منه إلا يصعد الموضوع حتى لا تحدث فتن ومشاكل بين المسيحيين والمسلمين ، وفعلا ذهب الكاهن فيلبس لوالد الطفلة على احمد محمد (وشهرته العارف)الذى قاله الموضوع خلص وما فيش حاجة وكذلك قالت أم البنت أنه لم يحدث شىء للبنت ، ووجد الكاهن فيلبس عشرات الشباب المتجمهر والمتحفز أمام البيت بالعصى والشوم مما جعله يقول لمصطفى مش أحنا قلنا بلاش نصعد الموضوع فرد عليه ده شرف بنت يا مقدس نسكت أزاى .. وإذا سكتنا فالشباب لن يسكت .

وفى الساعة العاشرة ليلا تجمهر عشرات الشباب الغاضب أمام كنيسة (أبوفام الجندى الأوسيمى )وقاموا بقذفها بالأحجاروتحطيم الصليب الموجود أعلى الكنيسة وكسروا زجاج سيارة راعى الكنيسة فيلبس إسحاق تماما وكذلك إحراق موتوسيكل ملك صبحى جاد سامى وتكسير كل زجاج نوافذ الكنيسة الخلفية مما اضطر حراس الكنيسة إلى إطلاق النيران فى الهواء لأبعاد المتجمهرين مما أضطرهم للابتعاد والاتجاه إلى محل المتهم نادر عطية ، وقاموا بحرق محله الخاص بتجارة الملابس تماما وتكسير منزله وهو بائع متجول .

واستمر الكر والفر حتى وصول الأمن المركزى الساعة الواحدة صباحا والذى سيطر على الموقف ، ولكن استمرت التهديدات حتى الصباح أن كثيرين من أهل القرية اتصلوا بى معربين عن رعبهم وخوفهم من الحشد بعد صلاة الجمعة وطالبوا بالتشديد الأمنى ، وفعلا حدثت كل مخاوفهم وأكثر منها ، فقد قام بعض دعاة الجوامع والزوايا ، منهم موظف فى التأمينات وأخر مدرس لغة عربية وأخر أزهرى ، بالدعوة والتحريض ضد أقباط القرية المسيحيين ، وألقوا خطب نارية كلها ازدراء وتكفيرا للأقباط والجهاد ضدهم ، وانفجرت الأوضاع وخرج المصلين الغاضبين فى مجموعات تهتف .. يسقط الصليب والله اكبر وحى على الجهاد يا مؤمنين ، وقامت المجموعات بحرق وتكسر ونهب كل ما امتدت يداهم إليه وحاول الأمن إبعادهم وألقى عليهم القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم ولكنهم قسموا أنفسهم مجموعات كل منهم فى اتجاه وتم الاعتداء على محلات ومنازل الأقباط وتكسيرها ونهبها لمجرد لانتماء المتهم لدينهم فقط لا غير، وتدخل شيخ البلد يدعى عبد العليم عبد الحافظ وأخرج سلاحه وهدد أى متجمهر من الاقتراب من محلات ومنازل الأقباط وكذلك تدخل عقلاء القرية من المسلمين وطالبوا بحماية منازل ومحلات جيرانهم الأقباط مما خفف من كم الخسائر التى كانت ممكن أن تمتد للأرواح البشرية ، ولكن كان هناك حشدا بعشرات السيارات من أهالى قرى أخرى مجاورة يتجمهر فى القرية مما صعب عملية أحكام الأمن ، حتى أن الشرطة عندما قبضت على ثلاثة عشرة فردا كان منهم سبعة من قرية أخرى ، حيث قام شخص يدعى (أ .أ ل س) يسكن بجوار الكنيسة بتحريض حريم القرية للنوم أمام سيارات المقبوض عليهم لمنعها من التحرك وهو نفس الشخص الذى قام بتحريض المتظاهرين ليلا لتكسير وحرق الكنيسة وسب الدين للأقباط وكذلك حرضهم بعد الصلاة ظهرا تالى يوم وهو محسوب التيارات المتشددة وتطورت الأمورعندما استطاعت سيارات الأمن المركزى اخذ المتهمين الثلاثة عشر الذين استطاعوا القبض عليهم متلبسين بالتحريض والتكسير ولم تنجو بعض سيارات الشرطة من التكسير.

-3- وعند مفترق الطرق هاجم المتجمهرين سيارة المقبوض عليها وافرغوا إطاراتها مما اضطر الشرطة للتعامل معهم وأبعادهم وتم تقديم المقبوض عليهم للنيابة ، ولكن المتسببين كانوا أكثر من 35 متهم معروفين بالاسم ومحصورين لدينا ، الى جاء النداء من بعض الجوامع بعدم المساس بالأقباط وحماية منازلهم ومحلاتهم .

وفى نفس توقيت الأحداث تم اخذ الطفلة الى مستشفى الوقف لتوقيع الكشف عليها وكان هناك طبيب مسيحى قال لا استطيع أن أوقع الكشف لأنه لن يكون هناك حيادية فيما اكتبه فتوجه للطبيبة آمنة أحمد عبد الصادق ، وقال لها وقعى الكشف على البنت وأى شىء سيكتب فى تقرير الكشف سأوقع عليه .

وأفاد الكشف الأولى على الطفلة والمعد بمعرفة الطبيبة آمنة أحمد ، وهى عضوه بحزب النور السلفي حول الواقعة ، والذي أثبت أنه بعد الكشف على الطفلة تبين عدم وجود أي إصابات بمنطقة الأجنة ، وغشاء البكارة ، وتأكيد التقرير لكذب واقعة التحرش بالفتاة واغتصابها من قبل المتهم أى أن البنت صاغ سليم طبقا لمنطوق الصعايدة .

وأقامت الأجهزة الأمنية جلسة عرفية يوم السبت داخل كنيسة الشهيد "أبو فام الجندي الأوسيمي", حيث عقدت الجلسة في جو يسوده التوتر والقلق؛ لمنع الفتنة بحضور كبار قيادات الكنيسة وكذلك بحضور اللواء صلاح مزيد مساعد الوزير لأمن قنا و20 قيادة من كبار العائلات المسلمة والمسيحية بالقرية وكذلك والد الطفلة ، واستنكر كبار العائلات الواقعة وأعمال الشغب والعنف التي وقعت بالقرية , حيث دعا كبار العائلات أهالي القرية إلى حماية المسيحيين وممتلكاتهم وعدم التعرض لهم وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة .

فيما قررت الجلسة العرفية برحيل التاجر المسيحي نادر عطية ( تهجيره )عن القرية في حال الإفراج عنه ، حتى وإن اقتنع أهل الطفلة بالاحتكام للقانون في معاقبة التاجر(حتى لو ثبتت براءته )وطالب الأهالى أيضًا الأجهزة الأمنية بالإفراج عن (7) أشخاص من أهالي القرية غير (6) من قرى أخرى كانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض عليهم واحتجازهم على خلفية الأحداث التي شهدتها القرية .

وتم تحويل الطفلة للطبيب الشرعى الدكتور وليد رجب بناء على تسلم طلب من النيابة العامة بقنا لفحصها وبيان ما إذا كان قد تم الاعتداء عليها جنسيا والكشف عن أثار سججات أو خدوش ، وقد صرح الطبيب الشرعى أنها لم تتعرض لأى اعتداء جنسى ، وانه سيتم الانتهاء من التقرير الطبى الخاص بحالة الطفلة وإرساله للنيابة المختصة بمباشرة التحقيقات الأربعاء 23/1/2013 .

وتم التجديد للمتهم نادر عطية بالحبس 15 يوما أخرى والتى رفضت الإفراج عنه خشية على حياته وتم ترحليه الى سجن قنا العمومى نظرا للتعليمات بعد احتجاز المتهمين فى أقسام الشرطة بعد مدة معينة .

وعلى الجانب الآخر تم الإفراج عن جميع المتهمين وإخلاء سبيلهم بدعوى تهدئة الجو ، ووقف العنف حيث هدد كثيرين من التيارات المتشددة وأهالى المحتجزين ، بأنه مالم يفرج عنهم لن يسكتوا على أقباط القرية بل هددوا بخطف بناتهم والاعتداء عليهن .

والجدير بالذكر أن المتهم متزوج وليس لديه أولاد ومنفصل عن زوجته بسبب عدم استطاعته إقامة علاقة جنسية ، وهو ما يلقى بظلال الشك على الموضوع بكامله ، وان تلك الاتهامات كيدية ، لرجل تعدى 69 سنة ، وأن هناك تحريضا تم لإثارة فتن طائفية وهو موضوع يجب أن أن تجرى فيه المباحث والأمن الوطنى تحرياتهم بكل دقة وهناك من أشعل ذلك من أحزاب معروفة بتشددها وهى من صعدت الأحداث .

-4- ولكن يجب أن نلقى نظرة على العلاقة بين المتهم نادر عطية وجاره أحمد محمد والد الطفلة فهم جيران منذ أكثر من ثمانين عاما منذ أبائهم وأجدادهم وهى علاقات كلها طيبة ، فمنزل نادر المبنى بالطين دكانه تحت منزله وأمامه يسكن جاره أحمد أبو الطفلة الذى يفتح محل خضراوات ويبيع فول مدمس ، حيث كل صباح يجلسون مع بعض أمام كنبه خشبية (دكه) يشربون الشاى الصعيدى ، تحت شعاع الشمس يتشمسون وتلعب الطفلة أمامهم وتلهو ، وأحيانا تجلس بينهم تلعب معهم وهو يعطيها الحلوى من جيبه حيت أن نادر عطية تاجر أقمشة وملابس جاهزة يتجول فى أيام معينة لبيع بضاعته فى كل القرى المحيطة ومعروف للجميع بأنه رجل مسالم ،(ومازالت الطفلة حتى اليوم تلهو أمام محل نادر)، وحينما مرض بشده جاره أبو الطفلة منذ شهر لم يقم جاره (م. م. ع ) الذى حرض على كل تلك الأحداث والمتسبب فيها والذى ادعى بحرصه على شرف البنت وبالرغم من أنه ليس على علاقة جيدة بأبو الطفلة بالسؤال فيه ولكنه جاره نادر عطية اخذة لعيادة الطبيب مصطفى بقرية المراشدة وكشف عليه ودفع له المتهم نادر كشفه وعلاجه ورجع معه لبيته وأطمئن عليه حتى شفى من مرضه ، وهو ما أثار استغراب الطبيب المعالج الذى سمع ما حدث واستهجن ما حدث لنادر عطية وقال هل هذا هو جزاء الإحسان ...!!!

ولكن من المهم فى ذلك التقرير هو تعويض المضارين الذين لا ذنب لحرق وتكسير ونهب محلاتهم ومنازلهم سوى أن المتهم هو من نفس ديانتهم ، وهى ما توصف بجرائم الكراهية والعنصرية التى تخضع لاتفاقية مناهضة التعذيب الدولية والتى لا تسقط جرائمها بالتقادم ، وهو سيناريو متكرر نسخة من الكربون من كل الأحداث الطائفية السابقة ، والذى عندما يحدث العكس لا يهتم بالمجنى عليه وتبقى الوقائع عادية تتداولها المحاكم لسنوات وهو يعتبر تقصير من الدولة ومن أعمال سيادتها حماية المواطنين حماية تامة.

أسماء المضارين وتقدير قيمة التلفيات التى يجب على الدولة والحكومة المصرية صرفها فورا ، أما الرعب والهلع والخوف الذى نال أقباط القرية الذين عاشوه طوال ليلتين فلن يقدر بمال أو تعويض .
1- نهب وتكسير محل بقالة بالكامل ملك ناصر خير عطية به بقالة وعصائر وسجائر ومنظفات بخلاف إتلاف المكان .. وتقدر خسائرة بـــثلاثون ألف جنيه .

2- نهب وتكسير محل ترزى عربى ملك جبرائيل وهيب وشريكه ثابت وهيب حيث تم تحطيم ماكينات الخياطة تماما والاستيلاء على كل معداته من مقصات وأمتار ومكواة وتحطيم ترابيزة التفصيل وكذلك الاستيلاء على أتواب أقمشة وعباءات صوفية مفصلة ، وكذلك أقمشة وعباءات خاصة بزبائن المحل وتحطيم أبوابه الخشبية .. وتقدر خسائرة بـــعشرون ألف جنيه .

3- نهب وتكسير محل ملابس جاهزة ملك مادلين رسمى وزوجها رومانى حلمى حنا وتم حرق معظم الملابس ونهب الباقى وإتلاف أدوات الماكياج والروائح وحرق وتكسير تليفزيون ملون وريسيفر بالإضافة الى تكسير وحرق كل الفاترين .. وتقدر خسائرة بـخمسة عشرة ألف جنيه .

4- حرق موتوسيكل (هوجان برامج) ملك صبحى جاد سامى ، ويقدر بخمسة الآف ومائتين جنيه .

5- تحطيم سيارة ربع نقل ملك روفائيل عزمى روفائيل حيث تكسير كل زجاج السيارة وسرقة كل محتوياتها .. وتقدر تكلفة أصلاحها بــستة الآف جنيه .

6-تحطيم سيارة ملاكى ملك الكاهن فيلبس إسحاق راعى كنيسة أبو فام حيث تم تكسير زجاجه .. وتم أصلاحه بتكلفة قدرها ثمانمائة جنيه .

7- تحطيم واجهه منزل ملك رفعت حليم عطالله حيث تم تكسير الواجهة الزجاجية بالالومتيال .. وتقدر تكلفة أصلاحه ألف وخمسمائة جنيه .

8- تحطيم باب محل أحذية ملك مينا جاب الله جوارجيوس .. وتقدر تكلف أصلاحه بثمانمائة جنيه

9- تحطيم باب صيدلية الدكتور عماد رفعت .. وتقدر تكلف أصلاحه بألف جنيه .

10- إحراق وتكسير محل ومنزل المتهم نادر عطية .. وتقدر خسائره المبدئية عشرة الآف جنيه .

11- الاستيلاء على أنبوة بوتاجاز من سيدة مشلولة تدعى أدينا عطية مسعود .. ثلاثمائة جنيه .

12- تكسير الصليب المضىء لكنيسة أبو فام الجندى وتحطيم كل الزجاج الخلفى لها .. وتقدر تكلفة الإصلاح بأكثر من عشرة الآف جنيه .

اجمالى التقدير طبقا للحصر المبدئى( 100.600 جنيه) مائة ألف وستمائة جنيه .

وهناك تخوف شديد من أهالى القرية الأقباط نظر للتهيج الذى يمارسه حزب معروف عنه تشدده تجاه الأقباط حيث يدلى ببيانات تهييج ومعلومات مغلوطة للصحفيين ضدهم ويمهدون أنه لو صدر تقرير الطب الشرعى يبرئ المتهم فأنهم سيرجعون ذلك لضغط الأقباط المسيحيين ومن ثم يمهدون للتصعيد حماية لحق البنت وأمها بالرغم من أن نفس الحزب ينفى علاقته بالتحريض والأحداث ، وبالرغم من انه يمهد لبيع بيت المتهم وإفراغ الأقباط من القرية تحت دعاوى دينية ، حيث ذكر مسئول كبير أن القصة كلها غرضها الاستيلاء على منزل المتهم نادر ولذلك تم التحريض على الأحداث ، وما يؤيد ذلك هو نفس ما اتخذته الجلسة العرفية بشأن المتهم نادر عطية بعدم رجوعه وتهجيره وفى المرحلة التالية بيع بيته ، وهذا الرجل المتهم كل نساء القرية والقرى المجاورة يعرفونه جيدا لتعاملهم معه فى الملابس والأقمشة الحريمى وطوال حياته لم يصدر منه أى شأن مخل بالآداب أوالتحرش بهن بالفعل أوحتى بالقول ويحظى بثقتهن ، وهو ما ينسف فكره الاغتصاب والتحرش من أساسها .

كذلك اشتكى المتضررين الأقباط من قناة المحور وخصوصا برنامج مقدمه عمرو الليثى التى اجتزأت كلام المتضررين بالرغم من وعدهم من نشر كلامهم كاملا والحقيقة التى حدثت ، بينما أظهرت بما يؤيد كلام المحرضين بشأن الاغتصاب بأنه حقيقى مما يضفى مشروعية على تلك الأعمال الطائفية .

ونحن ندين أيضا تصريح ميرفت التلاوى أمينة المجلس القومى للمرأة على بيانها شديد اللهجة الذى أدان اغتصاب الطفلة والذى تلته مقدمة برنامج ontv أمانى الخياط بطريقة شديدة اللهجة ، وكل ذلك قبل أن يصدر التقرير الطبى وبالرغم ما نشر حينذاك على عهدة طبيبة مستشفى الوقف بأنها الطفلة سليمة ولم تمس , فمن المعروف طبقا للقاعدة القانونية ، أن المتهم برىء الى أن تثبت إدانته ، فهل السيدتان أصبحتا طبيبتان شرعيتان وحكمت على المتهم بالاغتصاب ولم يتبق غير إعدامه ...!!!

كذلك ندين كل الصحف والمواقع الاليكترونية التى نشرت على صدر صفحاتها اغتصاب طفلة مسلمة من تاجر قبطى بالرغم من صدور تقرير طبى أولى ينفى ذلك ، وهو يعتبر صياغة طائفية مقيتة للخبر ويبرر الأحداث الطائفية التى وقعت ، ويضيف مشروعية عليها...!!! قد يعتقد البعض أن التقرير اعد بطريقة طائفية ، ولكننا صغنا جزء من الحقيقة ولم نسرد الكثير مما قيل على أيدى المضارين الأقباط والذى يقطر ألما ومرارة وحسرة عن مشاعر الكراهية الكبيرة الصادرة تجاههم ، وهل هم مواطنين مصنفين من الدرجة الثانية ليس لهم أى حقوق غير حقوق الذمية .

ولكن هل هناك أمل فى تغيير الفكر والثقافة نحو الآخر فى مصر فالتعصب ينتج تعصبا والكره ينتج كرها أيضا ، فهل هناك أمل أن يعيش الجميع تحت قانون واحد وعدالة واحدة وليس جلسات عرفية أضرت أكثر مما أفادت ودائما كانت ضد الطرف الضعيف ، أشك فى ذلك فالتاريخ وأحداثه الكثيرة مازالت ماثله أمامنا....!!!

رئيس مركز وطن بلا حدود للتنمية البشرية وحقوق الإنسان وشئون اللاجئين

صفوت سمعان يسى