|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
عتابان من مسلم لأقباطنا .. شركاء الوطن!
عتابان من مسلم لأقباطنا .. شركاء الوطن
سنوات طويلة وأنا أحمل عن طواعية وقناعة ومحبة هموم أقباط بلدي، وكتبت الكثير، وتغيرت بفضل إيماني ويقيني بتلك القناعات مفاهيم مسلمين كثيرين لم يكونوا على وعي تام بحقوق أحبابنا شركاء الوطن. وعندما يمر سهم الفارة في جهازي على مواقع عدة وأضغط على منتدى الأقباط أشعر مسبقا بأنه من المفترض أن يكون هذا أيضا موقعي الذي أشارك أصحابه قضاياهم ومشاكلهم وأحزانهم وآلامهم وأفراحهم، فيحدث أن تصطدم عيناي بمقالات وعناوين وأوصاف لو لم تكن في قلبي مساحة لا نهائية من المحبة لشركاء الوطن لتركت الغضب يتسلل خفية أو جهرا وينعكس بعد ذلك على قلمي وعقلي وقلبي وسلوكي. أنا أفهم تماما عنف بركان الغضب الذي أطاح بهدوء وسكينة وسلام أشاعتها في النفس المؤمنة تعاليم المسيح، عليه السلام، فحقوق شركاء الوطن تتناقص، ومواطنتهم الكاملة تتآكل، وشهداؤهم في كل مكان، خاصة في الكشح، تلغي الرحمةَ عليهم سلوكياتُ التمييز التي وسّعت نطاقها جماعات التطرف الديني الاسلامي، ولكن أحبابنا .. أقباط المهجر لم يتمكنوا من أن يكونوا محامين مهرة لقضايا عادلة. في منتداكم الموقر أبحث كمسلم عن قوة التسامح في تعاليم السيد المسيح فأعثر على كراهية بدلا من الغضب المشروع، وتؤذيني كثيرا مقالات مليئة بالتهكم والسخرية عن نبي الاسلام، صلوات الله وسلامه عليه، ومن القرآن الكريم، كتابنا المقدس الذي نؤمن أنه تنزيل العزيز الحكيم، ونقرأ منه في صلواتنا وأدعيتنا، هذا فضلا عن عشرات من الايذاءات الأخرى ( هل المسلمون ملاعين .. ولع المسلمين بالبول .. التعاليم الهتلرية - أشعار هابطة تقلد آيات قرآنية .. اتهامات كثيرة غير صحيحة بالمرة ... ) وماذا بعد؟ هل ترفع كمية الكراهية من شأن أقباطنا، أو تقلل من شأن المسلمين ودينهم؟ لماذا لا نقف معا ضد التعصب والتطرف والتمييز الذي نخر كالسوس في عدد هائل من المسلمين في أرض الكنانة، وندفع بالتي هي أحسن، ونشرح آلاف المرات حقوق المواطنة الكاملة، ونرد بقوة الحب والتسامح؟ هل المسلمون ملاعين؟ شغلني العنوان عدة أيام واستدعى لذهني ذكريات كثيرة في طفولتي وشبابي وحتى هذه اللحظة، وتذكرت والدي، رحمة الله، منذ أكثر من أربعين عاما عندما كان يطلب من شقيقتي الكبرى، وهي مصممة أزياء، أن تبدع في تصميم فساتين أطفال أصدقائه من الأقباط في أعيادهم ( كانت هدايا مجانية) لأنه كان يرى شركاء الوطن في منظور متمدن ومحب ومؤمن بأن لا فرق اطلاقا بين أصحاب العقيدتين في أم الدنيا. وتذكرت صديقي الطبيب الجراح الشهير، والذي كان والده رحمه الله إمام مسجد في الاسكندرية، وكنا نتناقش عن أهمية النضال من أجل تعميم مفهوم المواطنة، فلما قمت بزيارتي الأخيرة وجدته يسرق من وقته الثمين جدا ليترأس هيئة الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط. وكما تعلمت من والدي، علّمت أولادي، ومنذ شهرين قال شاب مصري مسلم لابنتي وهو يعد شهادة ماجستير في لندن في نفس الجامعة ونفس التخصص ( الترجمة ): إن والدك مخطيء تماما في أفكاره عن الأٌقباط، فما كان من ابنتي، المسلمة النرويجية، إلا أن لقنته درسا عظيما في التسامح وفي أهمية محبة الأقباط. أقرأ في منتداكم الموقر ما يؤذيني، لكنني لن أرفع يدي عن همومكم، وسأظل ما حييت أدافع عن المواطنة الكاملة لأحبابنا رغم تدافع مقالات مليئة بكراهية غير معهودة. يحضرني الآن مشهد موكب هاديء يطل منه وجه سمح بشوش جميل لقداسة البابا كيرلس، رحمه الله، وهو يمر أمامي وأنا صغير أقف أمام سينما أمير بالاسكندرية. وتحضرني حكايات صديقي سامي عن والده، رحمه الله، عبد الملك خليل مدير بنك الاسكندرية الذي حوّل مقر العمل إلى مكان مثالي ونموذجي للأخلاق الحميدة. المرة الأولى التي سافرت فيها إلى أوروبا كانت في صيف 1972 وكل ما أملكه هو رسالة صغيرة من عادل جورج شقيق سعيد جورج صديقي العزيز، وكانت موجهة إلى لبناني مسيحي يدعى جيمس كاسوف يطلب فيها أن يساعدني في ايجاد عمل خلال فترة الصيف. قضيت الليلة الأولى في منزله، وفي الصباح أحضر لي طعام الافطار ثم ترك المنزل لنصف ساعة، وعاد مسرعا ليتأسف لي، ويستبدل بلحم الخنزير طبقا آخر. عندما كانت ابنتي في السادسة عشرة من عمرها قمنابزيارة لمصر، واصطحبتها معي لزيارة المخرج المبدع داود عبد السيد فقد أردت أن أعلمها المزيد من التسامح وأيضا الفخر والاعتزاز بابداعات أقباط بلدي، وكان استقباله ودودا ودافئا. قال لي صديق مسيحي: إنني غير مستعد اطلاقا للاستغناء عن ثقافتي العربية والاسلامية وعن كبار الكتاب الذي تأثرت بهم، فهؤلاء جزء من نسيجي حتى لو كانوا يعتنقون دينا آخر. وعرفت الكثرين يصومون معنا في شهر رمضان، ومنهم من يحفظ بعض آيات القرآن الكريم ويحب أصوات مقرئين ولم تتأثر مسيحيته بمحبة الآخر، من منا لم يقرأ لنظمي لوقا؟ سيرد علي الآن من يقول بأن المتطرفين المسلمين هم الذين ملئوا قلوبهم من الكراهية فرددنا عليهم بالمثل! وأطرح السؤال مرة أخرى، وماذا بعد؟ هل يستطيع آلاف ممن يمسكون القلم ويكتبون في كل المواقع المسيحية والمناهضة للمسلمين والاسلام أن يزيلوا آخر الأديان السماوية؟ وهل يستطيع آلاف من المتطرفين المسلمين الذي اقتحموا الشبكة العنكبوتية أن ينالوا من المسيحية ويقنعوا مسيحيي العالم لاعتناق الاسلام؟ معركة خاسرة من الطرفين تضحك فيها الشياطين وتبكي الملائكة، وينهزم كل من ظن أنه قادر على الغاء الآخر أو احتقاره أو ازدرائه أو النيل من عقيدته! كم وددت أن يغير الاخوة في منتدى الأقباط من منهجهم، وتُلغى مقالات السخرية والتهكم، ونتدافع بالمنطق والحسنى وتعاليم الخير وبركان المحبة، ونبحث عن أشياء مشتركة وفي مقدمتها نزع حقوق الأقباط من بين براثن السلطة الظالمة لتصبح واجبات ملزمة وسلوكيات حياتية. أليست تلك هي المعركة الشريفة التي يخوضها قداسة البابا شنودة الثالث بصمت وصبر وأناة وصلاة؟ الدفاع عن قضية عادلة يحتاج لريشة فنان يكتب بعد أن يغمسها في سحر الذكاء الاجتماعي، وبهذه الطريقة التي ينتهجها منتداكم الموقر سنظل مكاننا لا نراوحه ولا نتزحزح عنه قيد أنمله، بل ربما تزداد خسائرنا. فليجرب الاخوة في المنتدى طريقا آخر، ونحاول أن نستبدل بالكراهية نفس الكمية من المحبة، وأنا واثق أن المحصلة النهائية ستكون في صالحنا.. الأقباط وأصدقائهم من المسلمين. العتاب الثاني عن العصيان المدني في 2 مايو 2005 كنت أحلم بقدر زخم الحب الذي أحمله لشركاء الوطن أن يقف مع دعوتي كل أقباط المهجر، وأن نفوت الفرصة على القوى المتطرفة في الامساك بالحكم، وأن نزيح كابوسا جثم على صدر مصرنا أربعة وعشرين عاما وهو الذي رفض رفضا قاطعا مطالب وحقوق الأقباط. كنت أحلم بأن يستبدل الأقباط لبعض الوقت همومهم بهموم مشتركة، ونبحث عن وطن الحرية والاستقلال والكرامة،وأن نسحب البساط من تحت أقدام أي قوة تدعي أنها صاحبة النصر على الاستبداد.. وحزنت نفسي حزنا شديدا، كما يقول المسيح عليه السلام، فالردود كلها تقريبا كانت مزيجا من السخرية والرفض والخوف والشك. فهل يعيد أقباطنا قراءة البيانين فلعل الله ينزل السكينة والهدوء والشجاعة على القلوب فنكتشف جميعا أن العصيان المدني وازالة نظام حكم الرئيس حسني مبارك هي بداية عودة الشراكة الوطنية لمصريين لا يتجزأ نسيجهم الواحد! وسلام الله عليكم. محمد عبد المجيد رئيس تحرير مجلة طائر الشمال عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين http://www.tearalshmal1984.com Taeralshmal@gawab.com Taeralshmal@hotmail.com Fax: 0047+ 22492563 Oslo Norway |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|