زغلول النجار: من قال إن زلزال تسونامى ظاهرة طبيعية فهو كافر!!

[yaweeka]

زلزال تسونامى الذى راح ضحيته أكثر من مليون إنسان ودمر المئات من المدن والقرى وشرد الملايين من سكان شرق آسيا أثار الكثير من الجدل فكارثة الزلزال التى لم تفرق بين المسلمين والمسيحيين والهندوس والبوذيين بل واللا دينيين فسرها البعض على أنها عقاب من الله تعالى بسبب تفشى الفاحشة فى هذه المنطقة التى يموج سكانها فى الدعارة والشذوذ وبيع الأطفال وهو يذكرهم بعقاب الله تعالى لقوم عاد وثمود ولوط وفرعون، والبعض قال إنها مجرد ظاهرة كونية طبيعية ولا يجب أن نفسرها على أنها عقاب من الله تعالى لأنه سيشكك الناس فى عدل الله تعالى والعياذ بالله فما تفعله أمريكا وإسرائيل فى العراق وفلسطين هو أفظع مما هو موجود فى شرق آسيا فإذا كان زلزال شرق آسيا عقابا من الله لهم فأين عدل الله تعالى فى عقاب أمريكا وإسرائيل؟!.
ولذلك كان لنا أن نركن لرأى العلم الممتزج بالرؤية الدينية فكان حوارنا مع فضيلة الدكتور العلامة زغلول النجار عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمى الذى فاجأنى بآراء مثيرة وتدعو للأسئلة قبل الدهشة منها أنه يكفر كل من يفسر فى زلزال تسونامى على أنه ظاهرة كونية طبيعية ويؤكد أن الزلزال هذا عقاب من الله تعالى..
- عقب حدوث زلزال آسيا المدمر فسر العديد من رجال الدين الكارثة على أنها إظهار لقدرة الله تعالى وعقاب لسكان هذه المنطقة على خطاياهم فما هو تعليقك على هذا التفسير؟
-- يصف الله تعالى ذاته فى قوله وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتاب مبين، فالله تعالى الذى يعلم ورقة الشجر التى تسقط أو الحبة الموجودة فى ظلمات الأرض لا يغيب عنه حدث كبير كهذا ولا يغيب عن إرادته فكل شيء فى هذا الوجود يتحرك بأمر الله تعالى وإذنه ولكن المشكلة أن الناس تقيس أفعال الله تعالى بمقاييس البشر
- بمعنى؟
-- بمعنى أن البشر لا علم لها بتفاصيل الأحداث فهى ترى الحدث يحدث ثم تحاول تفسيره فى حدود علمها وتعكس هذا على الله تعالى وهذا من أخطر الأمور لأن علم الله تعالى شمولى وعلمنا علم جزئى والقرآن الكريم يؤكد على أنه لا يوجد حدث فى الدنيا إلا بأمر الله تعالى ولا يوجد عقاب إلا نتيجة لذنب فالله تعالى يقول فى سورة النحل لقد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون، فأنا لا أرى وصفا للزلزال أبلغ من هذه الآية الكريمة لأن الزلزال يدك القواعد فينهار الكون أى المكان الذى وقع فيه الزلزال أما السبب فى الآية الكريمة فهو المكر ثم يقول الله تعالى فى نفس السورة العطرة أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون وفى آية أخرى يقول تعالي: فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، ويقول سيدنا على كرم الله وجهه ما نزل عقاب إلا بذنب وما رُفع إلا بتوبة.
كل هذه الآيات الكريمة تؤكد أنه لا يقع عذاب فى الدنيا أبدا إلا لذنب ولا يقع إلا بعد إنذار طويل من الله تعالى.
- وما قولك فى أن أكثر المتضررين فى هذه الكارثة كانوا من المسلمين؟
-- المسلم العاصى أبغض إلى الله من الكافر العاصى وهذه البلاد عاقبها الله تعالى ليس من أجل أهلها فقط وإنما لأن الغرب جعلها ساحة لمبارزة الله تعالى بالمعاصى.
- ومن قال إن مسلمى هذه المنطقة جمعيهم مذنبون وهل يهلك الصالح مع الطالح ويتساوى الذين يذنبون مع الذين لا ذنب لهم؟
-- سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم أنهلك وفينا الصالحون قال نعم.. إذا كثر الخبث.. ثم يبعث الناس على نواياهم وقد يؤخذ فى هذا العقاب الصالحون ولكن مأواهم الجنة يقول صلى الله عليه وسلم والله لو أن الدنيا تساوى عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء، فالدنيا لا تساوى شيئا، وأية معاناة للمسلم الصالح هى تكفير عن ذنوب أو رفع لدرجاته فى الجنة وتزكيه عند الله والكون له نداء يدبر أمره الله تعالى ومكانيكية حدوث الزلزال أو الثورة البركانية أو العواصف لا يخرج عن كونه جندا من جنود الله تعالى يسخره لعقاب العاصين وابتلاء الصالحين هذا هو التفسير الوحيد وإذا لم نأخذ به فنحن ندفن رؤوسنا فى الرمال وأنا أخشى أن يقولوا إنها سنن طبيعية وقوانين وظواهر طبيعية وأن يدخلوا فى دائرة الشرك لأن من يقول هذا ينفى قدرة الله تعالى وينفى وجوده وتدخله فى كونه.
- لكن فضيلة الدكتور الذين يفسرون هذا الزلزال على أنه ظاهرة كونية هم علماء إسلام أجلاء راجحو العقل وخريجو الأزهر الشريف بل ويدرسونه فيه؟
-- أعلم ذلك وأنا أأسف عليه فمأساة كبيرة أن يأتى عالم من علماء الأزهر ويقول إنها الطبيعة وأنا سألت الكثيرين من كبار العلماء فى الغرب عن معنى الطبيعة عندهم فلم يعرفوا فهل علماؤنا يعلمون ما هى؟ ثم إن هؤلاء فى الغرب يقولون ذلك لعدم إيمانهم بوجود الله تعالى قولهم الطبيعة هو مبرر لإغفال الذات الإلهية التى لا يؤمنون بها لكن نحن كمسلمين وإيماننا متمركز حول وجود الله تعالى ووجودنا متمركز حول أننا عبيد الخالق العظيم فكيف ننكر هذا الخالق العظيم.
- إذن من فسر زلزال تسونامى على أنه غضب من الطبيعة وأنها سنن كونية ينكر قدرة الله تعالى وبالتالى هو كافر.
-- لا شك أنه كافر أو على الأقل يدخل دائرة الكفر والشرك لأنه أشرك الطبيعة مع الله تعالى مع أن الطبيعة ليست كيانا عاقلا لكى تفعل شيئا وإنما الله تعالى هو الذى يحركها كيفما يريد.
- تفسيرك هذا يا دكتور يعنى أن أى مصيبة تصيب وطننا هى عقاب من الله تعالى وأن ظاهرة الجراد مثلا كانت كذلك؟
-- نعم.. الجراد كان عقابا من الله لنا فمعاصينا كثيرة جدا، لقد حضرت مؤتمرا عن المياه فى شرم الله والله ما استطعت أن أبيت فيها أكثر من ليلة فكم المعاصى التى تقترف فيها لا يحصى وما يحدث فى ساحل البحر الأحمر ومارينا وبلاجات العرى أليست كل هذه ذنوب أيضا تفشى المحسوبية والرشوة أليست هذه ذنوب.
- فضيلة الدكتور المسألة ليست بهذه القتامة فمازال اسم الله تعالى يرفع فى كل مكان مع كل اذان ومازال يستجاب لكلمة الله فى كل أرجاء الوطن؟
-- معظم الذين يصلون لديهم فصل شائع بين العبادة والسلوك والأصل فى العبادة أنها وسيلة لتربية النفس وتهذيب السلوك وإذا لم يتم ذلك فهو دليل على وجود خلل ما فنحن لدينا معاصى جمة وإعلامنا يغضب الله تعالى وتعليمنا لأولادنا خال من التوجيه الدينى الصحيح فضاع الشباب وكانوا عبادا للشيطان، فهل كان أحد يتخيل أن مصر بلد الأزهر الشريف معقل الإسلام يخرج منها عبدة الشيطان، نحن لدينا معاص كثيرة والله تعالى من رحمته أتى بالجراد ليكون تذكرة. -على ضوء ما قلت يا دكتور كدت أعتقد أن كل مصيبة تحدث لنا هى عقاب من عند الله وأن حتى احتلال أمريكا وإسرائيل لأرضنا هو عقاب من الله تعالى؟
-- لكن هذا كلام صحيح فهو بلا شك ابتلاء للصالحين منا وعقاب للعاصين منا ثم لماذا لا يعاقب الله تعالى العالم الإسلامى وبه أحزاب شيوعية وأحزاب دهرية وعلمانية أليست هذه معاصى، أنا أحزن حينما أجد رموزا إعلامية تحارب الإسلام وهى جاهلة له.
- فضيلة الدكتور عودة إلى زلزال تسونامى.. أعتقد أن الذين فسروا ما حدث على أنه عقاب الهى وربطوه بالقدرة الالهية تأثروا بما نشرته وكالات الأنباء الغربية عن وجود معجزة تتعلق ببقاء بعض المساجد لم تدمر فى حين أن باقى المبانى المحيطة بهذه المساجد دمرت تماما؟
-- ليست المساجد التى بقيت شامخة دون تدمير هى المعجزة الوحيدة فهناك معجزات كثيرة فى هذا الزلزال منها صورة توجد على شبكة الإنترنت توضح حائط الماء الذى وصل إلى عشرة أمتار عليه لفظ الجلالة الله فماذا يريد الناس أكثر من هذا ثم لا ينظرون إلى المخالفات والمعاصى فى أندونيسيا الإسلامية ألم يحارب إقليم اتشيه لكى ينفصل عنها من أجل حفنة دولارات أمريكية وإسرائيلية؟ ألم يوجد عشرات المقابر لجماعات إسلامية دفنت أحياء فى جزر الملوك ودفعت الأموال الأمريكية والإسرائيلية إلى التمثيل بالمسلمين ولم يتحرك المسلمون من أجل هؤلاء.