زغلول النجار: من قال إن زلزال تسونامى ظاهرة طبيعية فهو كافر!!

[Bohira]

زغلول النجار ونكبة العقل العربى

عماد سمير عوض

كتب الدكتور زغلول النجار بتاريخ 11 نوفمبر 2003 ما يلى:
"الحديث اذا وقع الذباب في شراب احدكم فليغمسه ثم لينزعه فان في احدي جناحيه داء وفي الاخري شفاء‏.(‏ صحيح البخاري‏:
5782،332)"

ثم كتب سيادته "من معاني الحديث الشريف ان الذبابه تحمل في احدي جناحيها داء‏،‏ وفي الجناح الاخري شفاء من هذا الداء‏.‏ وفي تعجل من فهم دلاله هذا الحديث الشريف امتعض بعض قارئيه من امكانيه غمس الذبابه في شراب او طعام ثم تناوله‏،‏ ونسي هولاء ان ذلك يتم في حالات الضروره القصوي كان يكون الانسان في قلب الصحراء ولا يملك الا هذا الكاس من الشراب‏،‏ وقد يوشك علي الهلاك اذا فقده‏،‏ فدرءا للخطرين‏:‏ خطر الهلاك من الجوع او العطش‏،‏ وخطر الهلاك مما انزل الذباب في شرابه من فيروسات وجراثيم وبكتيريا"

و تعليق سيادته هنا يفتح الباب لكثير من الأسئلة التى تؤكد على ابتعاد سيادته عن المنهج العلمى و تضاد ما يكتبه مع العقل و ابتعاده عن المنهجية، فمن أين أتى سيادته بمعلومة أن غمس الذبابة فى الطعام يكون فى حالة الضرورة القصوى؟ و هل معنى ذلك أن تطبيق قاعدة غمس الذبابة فى غير حالات الضرورة القصوى من الممكن أن يأتى بأخطار وهو ما يتعارض مع الحديث الشريف؟ و لماذا لم يؤكد على ذلك صراحة بدلا من - عفوا فى الكلمة - اللف والدوران؟ خاصة وهو يتحدث عن شىء يمس صحة المواطن العادى، واذا أسىء تطبيقه من الممكن أن تكون له أثار خطيرة على الصحة العامة؟
ثم بعد ذلك قال سيادته "وقد اعطي الله‏(‏ تعالي‏)‏ للذباب وهو من الحشرات الضعيفه القدره علي حمل الفيروسات والبكتيريا والجراثيم علي احدي اجنحتها‏،‏ وحمل اضاد ذلك علي الجناح الاخر"، و هو للأسف لم يذكر لنا مصدر هذه المسلمة، هل أجرى سيادته تجربة بنفسه على ذبابة؟ أم أجراها شخص يعرفه جيدا، أم ماذا؟ و سيادته بعدم ذكر المصدر هنا يفتح الباب لأن يتهم البعض كلامه بأنه -عفوا فى الكلمة - تلفيق، و هو أمر نلاحظه كثيرا فى كتابات سيادته، أن يستهل كلامه بعبارات دينية يستولى بها على مشاعر القارىء، ثم يتعرض لكثير من الموضوعات التى لا علاقة لها بالموضوع، ثم يحشر عدة نتائج مجهولة المصدر ليقنع القارىء أن العبارات الدينية تتفق و هذه النتائج.و بعد أن أتحفنا سيادته بهذه المعلومة الغير مسبوقة استطرد سيادته "ومن الناحيه التطبيقيه قامت مجموعات من ابحاث المسلمين باجراء العديد من التجارب علي انواع متماثله من الاشربه غمس الذباب في بعضها ثم اخرج منها‏،‏ وترك ليقع علي البعض الاخر ثم يغادرها دون غمس فيها‏،‏ وعند الفحص المجهري اتضح خلو الاشربه التي غمس فيها الذباب من مسببات الامراض‏،‏ وامتلاء الاشربه التي حط عليها الذباب دون غمس بتلك المسببات من مختلف اصناف الفيروسات البكتيريا والجراثيم‏.‏"، و بالطبع لم يذكر سيادته: ما هى الجهة التى قامت بهذه الأبحاث؟ و لماذا تم قصرها على أبحاث المسلمين؟ و كم ذبابة تم غمسها؟ و أى نوع من الذباب تم غمسه؟ وما نوع الأشربة؟ و هل هذه الأشربة حلوة الطعم أم مالحة الطعم؟ الخ.. و هو هنا يفتح الباب لأى قارىء لأن يتهم كلامه - عفوا فى الكلمة مرة أخرى- بالتلفيق..

ألا يعلم سيادته أن العلم لا يعترف بالأقوال المرسلة؟ و انما يعترف بقوانين واضحة تكون استنتاجات حصيلة زمن من العمل و الكد و الكفاح؟ ألا يعلم سيادته أن العلم لا يعترف بالمسلمات الارتجالية؟ وانما يعترف بالنتائج التى تبنى على تجارب و دراسات منهجية واضحة لا مجال فيها للعواطف الدينية أو الشائعات أو الدراسات التى يقوم بها علماء من دين دون دين آخر؟ و أن أحاديث المقاهى والمصاطب لا يمكن تصنيفها على أنها احاديث فى العلم؟
لست أدرى هل أخطانا عندما وصفنا نجومية سيادته بأنها نكبة للعقل العربى أم أصبنا؟ أصبنا لأن هذا هو أقل ما يمكن أن يوصف به ما يمر به عقل - ان كان هناك عقل - المخاطب بمثل هذا الخطاب، وأخطأنا لأن كلمة نكبة كلمة هينة أمام ما نحن باءذائه...

عماد سمير عوض