|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
التوازن والحق
ما اكثر الذين يتجهون فى حياتهم الروحية الى اقصى اليمين او الى اقصى الشمال ويتأرجحون بين نقيضين ...
> >وما اقل الذين يحفظون التوازن ويثبتون فيه ... > >مثال ذلك ، اشخاص روحيون يصومون فى نسك شديد جدا خلال اسبوع الالآم ، ثم بعد ذلك فى فترة الخمسين يوما تنحل إرادتهم تماما ويأكلون بلا ضابط .وما استفادوه فى الصوم يفقدونه كلية . والسبب هو عدم وجود التوازن فى حياتهم ... > > > >ونفس الوضع يعمله البعض بالنسبة الى الصمت والكلام : > >قد يسيرون فى تدريب صمت كامل لا يحدثون احدا . ثم اذا ما انتهى التدريب يرجعون الى الكلام بكل اخطائه وبلا حرص . والوضع السليم ان يحفظ الانسان الروحى توازنه فى الصمت والكلام . فيعرف متى يصمت ومتى يتكلم وان تكلم ، فما هى حدوده فى كمية الكلام وفى نوعيته ايضا ... > > > >كذلك يحتاج الانسان الى توازن فى التعامل مع الناس : فكثيرون لا يحفظون التوازن بين الوداعة والشجاعة فى حياتهم . > >فقد يبالغون فى الوداعة حتى تتحول الى ضعف والى ليونة فى الطبع . او قد يبالغون فى الشجاعة حتى تتحول الى تهور واندفاع فى غير حكمة ... والوضع السليم ان يكون الانسان الروحى وديعا فى شجاعته ، وشجاعا فى وداعته ، يمزج الحكمة بهذه وتلك ... > > > >كذلك فى التربية ، التوازن بين التدليل والعنف . > >البعض يرى الحب تدليلا وعطاء مستمر بلا حكمة وبلا ضابط ، وحنانا يشجع على الاستمرار فى الاخطاء بغير مبالاة . فان خرج عن تدليله ، قد يضرب فى عنف وفى كل ذلك لا توازن . > >اما التوازن فهو فى الحزم المحب ، وفى الحب الحازم . > > > >التوازن يحمل فى طياته الكثير من الحكمة ، اذ فيه فهم لما ينبغى ان يكون فى غير مغالاة يمينية او يسارية . > >وقد قيل من من بعض الحكماء ان الفضيلة هى الوضع المتوسط بين نقيضين ، بين افراط وتفريط . > > > >والتوازن يساعد على الثبات ، لان التطرف المبنى على اندفاع لا يمكن ان يثبت . وما اسهل ان ينقلب الى العكس . > > > >ابحثوا عن هذا التوازن فى كل تفاصيل حياتكم الروحية . > > > >+ . + . + . + . + . + . + . + . + . + > > > >(52) الحــق > > > >الذى يحب الحق ، ويدافع باستمرار عن الحق ... > >ينبغى قبل ان يأخذ حق الله من الناس ، يأخذ حق الله اولا وقبل كل شىء من نفسه هو . > >الذى يحب الحق لا يجامل نفسه ابدا ، ولا يجامل احدا من احبائه على حساب الحق . لانه يحب الحق من كل قلبه اكثر مما يحب احدا من الناس . > > > >ومحب الحق له ميزان واحد فقط يزن به للكل . فلا يصف عن البعوضة لاحد ولا يبلع الجمل لآخر . > >لا يدين احد فى شىء بينما يبرر غيره فى نفس الشىء بسبب عواطفه تجاه هذا وتجاه ذاك . > >ولا مانع عنده ان يدن نفسه فى عمل من الاعمال ويرفض ان يبرر ذاته ، اذ يرى ان تبرير الذات هو امر لا يتفق مع الحق ويضع امامه قول الرب : " مبرىء المذنب ومذنب البرىء كلاهما مكرهة للرب " (ام17: 15) . > > > >والذى يحب الحق لا يظلم احدا ولا يقبل ان يقع ظلم على احد حتى لو كان ممن يعادونه ... > >انه يحب الحق بعيدا عن الطائفية والتعصب لا فرق عنده بين قريب وغريب . لا يتأرجح الحق عنده بعوامل تتصل بالدين او الجنس او القرابة ... > > > >الحق اسم من اسماء الله . فالذى يحب الحق يحب الله . والذى يبعد عن الحق يبعد عن الله ... > >والذى يسير فى طريق الحق يتحرر من الباطل ومن الزيف ومن الرياء ومن التملق والنفاق ومن التظاهر ، لانها كلها امور ضد الحق . > > > >كلمة الحق لها قوتها ، وان صدرت من فم طفل صغير ، لان قوة الحق تنبع من ذاته وليس من الخارج . > >وبعكس ذلك الباطل فليس له قوة فى ذاته مهما كانت قوة المدافع عنه . > > > >الحق قد يبدو اولا منهزما ، ثم ينتصر اخيرا . > >لابد للحق ان يحتمل ، ليعبر عن محبته لله ... > >الذى يقوده الحق يفرح بقيادته ، ويتغذى بالحق ويحيا . > > > >+ . + . + . + . + . + . + . + . + . + |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|