لماذا يخاف العرب من حضارة الآخر <<-

[just_jo]

اخيرا لقيت مقال مشابة للذى ابحث عنة اعتراف منهم فيهم بان العلم العربى لم يكن علمهم انما ترجمات من اليونان.....ارجو ان تستمتع بالمقال
--------------------------------


لماذا يخاف العرب من حضارة الآخر
GMT 16:15:00 2005 الخميس 26 مايو
سالم اليامي



--------------------------------------------------------------------------------



من يذوب في الآخر... السكر أم الماء ؟!

كل عاقل يعرف أن السكر يذوب في الماء وليس العكس.

لكن السؤال المحور هو : لماذا يخاف العرب دائما من الذوبان في الآخر كما يذوب السكر في الماء ؟

لماذا يمثل العرب عنصر السكر ولا يمثلون الماء ؟

هل ثقافة الإنسان العربي هشة وضعيفة حتى يصبح الإنسان العربي دائما متأثرا لا مؤثرا، وذائبا لا مذابا فيه ؟!

طرأت تلك الأسئلة في ذهني، وأنا أشاهد حوارا بين مثقفين عرب على احد القنوات التلفزيونية المحلية التي يناقشون في برنامجها خصوصية الإنسان العربي، حيث أسهب احد المتحاورين في إضفاء نوع من القداسة على خصوصية الإنسان العربي في ذلك الجزء من العالم، وكأنه كائن غريب لا ينتمي إلى البشرية وحضارتها الإنسانية التي لم يشارك في بناءها، سوى أن يكون مستهلكا لمنجزاتها، عدوا لفكرها الذي أنجز تلك الحضارة، وكارها ولاعنا لإنسانها الذي قدم التضحيات الجليلة لتلك الحضارة العظيمة.



إن أي ثقافة لا تستطيع أن تنافس الثقافات الأخرى في الإبداع والتفوق، لا تستحق البقاء. وكل ثقافة تملك القدرة على استيعاب الثقافات الأخرى دون أن تتصادم معها أو تذوب فيها،وتملك قدرة الحوار والتفاعل والانسجام مع الآخر : هي ثقافة قادرة على المنافسة الحضارية المتلاقحة مع الحضارات الأخرى دون أن تتذرع بالانعزال والخصوصية.



إن ادعاء الخصوصية : يمنح أصحاب الفكر المنغلق والعدائي حجة التطرف ضد المنجزات الحضارية التي تحققت بفعل التفوق الإبداعي للآخر، تحت تبريرات الخوف من الذوبان في ثقافة الآخر كدليل على هشاشة الفكر والمباديء التي يدعيها صاحب الفكر الاقصائي الانعزالي الذي يخشى أن يذوب مجرد أن يلتقي بفكر أرقى وأقوى واصلب من فكره الذي لايعتمد على قواعد صلبة بقدر ما يبني قوته على الانعزال والانغلاق وكراهية الآخر. مما يجعل ذلك المنغلق يدعي امتلاك الحق في مصادرة حقوق الآخرين حسب تفسيره لتلك الحقوق التي يفسرها كيفما يتفق ورؤيته للمحافظة على مصالحه مهما كانت تتعارض مع مصالح وحقوق الآخرين حتى وان كانوا يشاركونه المصير والوطن.



هناك حقوق بشرية ليس لأحد أن يدعي حقه في مصادرة تلك الحقوق أو منحها سواء عبر قرار فردي أو برلماني، أي انه يجب أن لاتخضع تلك الحقوق للحوار ولا لإضفاء الشرعية القانونية عليها كونها حقوقا إلهية لكل الناس، وقد اتفقت كل الدول الممثلة لهيئة الأمم المتحدة على تعهدها بالموافقة على احترام أسس تلك الحقوق كحرية الفكر والرأي والعقيدة، ويدخل ضمن تلك الحقوق كل خيار يختاره الإنسان غير مرغم بحيث لايتنافى وحرية الآخرين.

ومثلما انه ليس من حق صاحب قرار سواء كان فردا أو برلمانا أن يناقش حق الإنسان في استنشاق الهواء كي يقرر ما إذا كان عليه أن يمنح ذلك الحق أو يمنعه، فانه أيضا لايحق لصاحب القرار أن يناقش حق الإنسان في طريقة اختياره الوسيلة التي يقود بها سيارته. أي أن قيادة السيارة ليست موضوعا يجب أن يناقش من قبل صاحب القرار والبرلمان، كما أن موضوع انضمام المرأة إلى البرلمان يجب أن لايكون حقا يجب أن يتم الموافقه عليه من قبل الرجل مادام أن المرأة والرجل يتمتع كل منهما بنفس الانتماء الإنساني للمكون الرئيسي للآدميين.وهكذا تكون تلك الحقوق غير قابلة للحوار والنقاش كي يتم منحها أو منعها من أية سلطة، مثلما أن استنشاق الهواء حق الهي بديهي لا يحتاج إلى مشرع أو صاحب سلطة كي يمنحه لمن يريد.

لقد كان حق قيادة الإنسان لنفسه ولوسيلته حقا مصانا في عهد الأنبياء والرسل، ولم يتم تحديد نوع الوسيلة التي يقودها الرجل أو المرأة، بل كان كل من الرجل والمرأة يقودان وسائل القيادة القديمة كالحمير والبغال والإبل دون أن يكون هناك تفريقا بينهما. وما السيارة والطائرة والقطار وكل وسائل النقل الجديدة إلا وسائل بديلة للحمار والبعير والحصان والبغل، أبدع العقل البشري المتحضر في اختراعها حتى ساعدت في تقريب المسافات بين أقطار العالم وتسريع الزمن وإضفاء الرفاهية. ولا يتنكر لتلك الإنجازات الحضارية ولا لعطاء آتها إلا جاهل أو حاقد أو حاسد.

ولو أن الإنسان الذي ينتمي إلى فكر العالم الثالث المتخلف يناقش المشكلات التي تؤخر نموه وتطوره كالتخلف العلمي والحضاري وكالفساد الإداري بدلا من تضييع الوقت في النقاش حول حقوق بديهية لاتحتاج إلى نقاش، لقطع الخطوات الكثيرة نحو حل الكثير من العوائق التي تمنعه من الانضمام إلى حضارة القرن الواحد والعشرين بدلا من البقاء في فكر العصور المظلمة التي تتميز على عصرنا العربي الحاضر بأفضلية أنها لم تمنع المرأة من قيادتها للحمار والبعير، بينما لايزال بيننا في القرن الواحد والعشرين من يمنعها من قيادة السيارة، ويمنحها الحق بعد عقود طويلة كي تكون جزءا من برلمان قبلي وكأنه الذي يهبها الحياة.



ماهي المراحل التي يتفاخر بها العرب ؟

إنها تلك المراحل التي تفاعل فيها العقل العربي مع الفكر الانساني منذ أن ترجموا ابداعات الفكر اليوناني الى أن تم تصدير ذلك الفكر المترجم الى الغرب كأبرز ابداعات العقل العربي التي ظل العرب يتفاخرون بها أمام الغرب. علما أن أولئك الذين رسموا أجمل صورة للعقل العربي لم يعد من يتفاخر بهم في المجتمعات العربية سوى القليل من أصحاب الفكر. حتى أصبح أبو مصعب الزرقاوي أكثر شهرة وأبرز عطاء عند الأجيال العربية الجديدة أكثر من ابن سيناء وابن رشد اللذين أصبحا منذ عقود طويلة شاذين في فكر الأغلبية العربية بسبب تهميش فكرهما كغيرهما من المبدعين العرب في الماضي والحاضر عبر تكفيرهم وتبديعهم ورميهم بمالا يستحقه المبدعون، في الوقت الذي يصبح فيه القتلة والطغاة والظلاميون أبطالا ومبدعين وشرفاء، لأنهم يقودون الأمة الى الظلام والجهل والهزائم والانقراض، منذ أن أحرقت كتب ابن رشد الى أن سجن وعذب سعد الدين ابراهيم وغيره من الشرفاء.



لا أعتقد أن الإنسان العربي يستحق الحضارة... ولا لوم عليه إن خاف أن يذوب في حضارة الآخرين، لأنه أدمن التلذذ في الذوبان وسط الخرافة والجهل والتخلف وعشق سكرة الهزيمة والانكسار حتى الثمالة !!

سالم اليامي salam131@hotmail.com


------------------------
سالم اليامى بيفكرنى بالاستاذ محمود يانى على القناة اليبانية....كدة!