سروال ( سيف العرب ) .. إنتفاضة اللئام ؟

اهداء الى العربان الغربان المتواجدين معنا بالمنتدى
منقول..


الضجة المثارة حول الصور الأخيرة لجلاد العراق البائد والملتقطة داخل السجن الأميركي المكيف المريح أثارت ضجة هوائية كبرى لدى بقايا النظام البائد وجموع الصحفيين والإعلاميين العرب الذين رضعوا من هباته وعطاياه ، كما أظهرت على الملأ المواقف الحقيقية لبعض المؤسسات الإعلامية العربية ومنها ( قناة الجزيرة ) تحديدا والتي رفضت عرض صور صدام متعللة بالمواقف المهنية والمبدئية!!! وهو عذر أقبح من ذنب! ويكشف عن حالات الخلل القيمي والسلوكي التي تتحكم في بعض العقليات الإعلامية العربية والتي لاترى بأسا في تشويه الوقائع والأحداث ، ودس الأخبار المفبركة ، ورعاية منابع الفتنة ، والإغداق على أهل الفتن والبدع والضلالات من الجماعات الإرهابية والسلفية والناصبية الطائفية الحاقدة .

لقد جعلوا من ( سروال ) صدام حسين رمزا للشرف والكرامة العربية ! ، وخلقوا من ذلك الجرذ الفاشي المختفي وسط الحفر أسطورة في المقاومة والنضال ! ، وتناسوا ملايين الضحايا والمساكين من العراقيين والعرب والمسلمين الذين ذهبوا ضحية طيش ذلك المجرم العتيد والعريق في فن التخريب الشامل ، وقائد مشروع تكسيح الأمة العربية وتدميرها ذاتيا عبر زرع الفتن والأحقاد القطرية التي جعلت من العرب جميعا كالعهن المنفوش في الواقع الدولي الجديد .

عن أي كرامة يتحدث المرجفون ؟ وأي عري يتمنطق به المحتجون ؟ لقد تعرى صدام حتى من ورقة التوت منذ أن جعل من الشعب العراقي وشبابه مشاريع رخيصة وسهلة لحروبه العدوانية ولعنترياته القومية الخيالية ، وكان صدام عاريا هو ونظامه منذ أن شرع في تمزيق الوطن العراقي وقسمه على أسس طائفية ومناطقية وعشائرية ومدن سوداء وبيضاء ! ، وعشائر ذهبية وأخرى عادية !

وطبعا سيصدر المؤتمر القومي العربي البيروتي العتيد سريعا ( بيانا للأمة ) يدين فيه إنتهاك شرف العروبة ونزع سروال قائدها الهمام ! ولكن هذا المؤتمر المأجور وهو يدافع عن عتاة الطغاة والمجرمين ينسى بل يتجاهل أي رد فعل ( قومي عربي ) حول خطف وإختفاء العديد من الأحرار على يد المخابرات السورية وغيرها

وهو نفس موقف ( قناة الجزيرة ) التي رفضت عرض الصور الخاصة بصدام السجين متعللة بمبادئها الأخلاقية المستحدثة ! بينما تناست هذه القناة أية مباديء وهي تحرض على دعم الإرهاب في العراق ، وتشجع العنف الطائفي ، بل وتنكر وجود المقابر الجماعية وتجتهد أبدع الإجتهادات في تبريرها في مواقف أقل مايقال عنها بعدها التام عن أخلاقيات العمل الإعلامي السليم لتعود اليوم وتحاول إدعاء مواقف عز وكرامة لامحل لها من الإعراب واقعيا وعمليا .

لقد سقطت جميع الأقنعة عن كل الوجوه ! فذلك الإعلامي الزاعق المدعو عبد الباري عطوان والذي يعيش في نعيم الغرب وحضارته يشتمه بل ويفضل عليه ( عصابة الطالبان ) البدائية المتخلفة ! ، وتلك القناة تسفر عن وجهها الحقيقي لتصطف بجانب القتلة والمجرمين العريقين في الإجرام ، في عام 1969 وصف الرئيس المصري الراحل جمال شخصية صدام حسين الذي كان في أول دروب تسلق السلطة بقوله :{ الواد صدام إحنا عارفينو ، ده طايش وبلطجي }!! ، وقد صدق عبد الناصر ، لأن نهاية البلطجي و ( السرسري ) معروفة ، فهي إما القتل في إحدى معارك البلطجية ، أو نزيل زنزانة! وهذا هو ماحصل بالضبط ( للواد صدام ) الذي يتباكى عليه اليوم ( الخصاونة ) والحمارنة وبقية شلة الأنس في بيروت ..ولندن وبعض الخليجيين أيضا كالمسفر ورهطه! .

قد تكون هنالك أسباب سياسية أو نفسية أو مصلحية معينة تقف خلف نشر صور صدام وعصابته من الشقاة والبلطجية والقتلة مثل علي كيمياوي أو المجرم طه الجزراوي ، وهو أمر لايقلقنا ولايقض مضاجعنا ، ولكن مايحز في النفس فعلا أن تنسى جرائم القتلة التاريخية لتختصر بلقطة عارية لصدام العاري من الكرامة .