|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#16
|
||||
|
||||
6 – تاريخ الأقباط يؤكد أنهم قوم لا يهابون الموت ولكن كانت مشكلة هذا الخادم – إذا جاز لنا أن نسميها مشكلة – أنه بالرغم من نشأته بين أحضان جماعات العنف والإرهاب ، إلا أنه بعد أيمانه بالمسيح ، وانضمامه لأجداده الأقباط ، شاء له الرب أن يعتزل العالم لمدة سنة كاملة داخل أحد الأديرة النائية ، ليقرأ تاريخ كفاح أجداده ضد الظلم ، فانبهر جداً بشجاعتهم وبسالتهم في دفاعهم عن قيم العدل والحق ، كما انبهر بحضاراتهم ورقيهم وذكائهم ، وتوقف طويلاً أمام شدة إيمانهم بالله ، واستقامة عقائد دينهم ، وذهل من عظم بطولاتهم الفذة التي أظهروها أمام اعتى قوى عسكرية ظهرت في العالم ، فهام إعجاباً بشجاعتهم في عصر الاستشهاد العام ، واعتبر نفسه امتداداً لهم ، ولم لا وهو من جذور قبطية خالصة لم تتعرض للتهجين العربي أو البيزنطي ، بل مصرياً قحاً ، قبطياً أرثوذكسياً حتى النخاع ، فهذه هي جذوره مهما حاولت قوى الشر الدخيل طمسها مستغلة نشأته بين أحضانها على إثر خلل اجتماعي تعرض له في طفولته . 7 – الأقباط وجينات شهداء أخميم لهذا فلم يكن غريبا ان يكتشف ( بعد سنوات طويلة من التيه والاغتراب ) أنه لا يزال يحمل بداخله الجينات الوراثية لأجداده الأقباط من شهداء أخميم، أي أنه يسعى للموت برجليه ، ولا يتهرب منه ، فلقد كان شديد الاقتناع بأنه ينبغي على الإنسان المسيحي بشكل عام ، والمسيحي القبطي بشكل خاص ، أن يعيش رجلاً ويموت رجلاً ، كما عاش ومات أجداده. كان شديد الإعجاب بالقديس اثناسيوس الرسولي ، والقديس كيرلس الكبير ، والقديس ديسقورس.. وكيف استطاع كل واحد من هؤلاء الثلاثة الأبطال الأفذاذ ، أن يواجه – بمفرده - ليس مجرد حفنة من القتلة المأجورين ، واللصوص ، وقطاع الطرق ، بل مواجهة أعتى امبراطورية عسكرية ظهرت في التاريخ ، لذلك كان – ولا يزال - يرى بأنه من العيب جداً للقبطي أن يخاف ، لذلك لم يحدث له منذ ايمانه بالمسيح أن خاف من الموت ، وكان هناك سبب إضافي يجعله يقاوم الخوف ، وهو حتى لا يجلب العار لنفسه ، ولابائه الروحيين الذين علموه أهمية الدفاع عن الحق ، وسلموه تلك القاعدة الذهبية الخالدة :( إن عشنا فاللرب نعيش ، وإن متنا فاللرب نموت ، إن عشنا أو متنا فاللرب نحن )[ رو 14 : 8 ] . وسلموه أيضاً عهد الدفاع عن القيم الانسانية ، قالوا له :لا تحب عدوك فقط ، بل وتحسن إليه أيضاً ، ولكن الله حق يحب الحق وكل من يدافع عن الحق، وأبسط قيم الحق هي العدل ، واستعباد الناس مضاد للحق . 7– مكافحة الاتجار بالبشر من هذا المنطلق ، فلقد اعتبر هذا الخادم ان "الأسلمة " على الطريقة المصرية ، هي إهدار لكرامة الإنسانية ، لكونها نوع من المتاجرة بالبشر الفقراء والمعدمين ، لان محترفي وارباب هذه الاسلمة يستغلون جهل الناس وفقرهم واحتياجهم ، ليشترونهم بالمال ، كما يشترون الابل والانعام !!! وكان - ولا يزال - شديد الإيمان بأن الله قد خلق الناس أحراراً ليؤمنوا بما يشاءون من اديان وعقائد ، بدون ضغوط تمارس عليهم من أي نوع ، وها هو الآن أمام أسرة كاملة تم شراؤها ، ومن بين أفرادها أطفال ونساء وصبية وشباب ، وكلهم لهم الحق في اختيار الطريق الذي يرتاحون إليه ، وأنه لابد من الوصول إليهم ليخيرهم ما بين الرجوع إلى جذورهم المسيحية التي انتزعوا منها عنوة ، أوالبقاء على إسلامهم الذي ورثوه من والديهم بدون ذنب اقترفوه . 8 – فيلم سلطان بطولة الفنان فريد شوقي ! لذلك أصر على الذهاب إليهم داخل هذه المنطقة الجبلية المعزولة ، فوصل إلى المنطقة ، وشاهد القلاع الحربية الاثرية التي كان يستخدمها المماليك ، فتذكر فيلم ( سلطان ) بطولة فريد شوقي ورشدي اباظة ونادية لطفي ، وكثيرين منكم شاهدوا هذا الفيلم وشاهدوا هذه الاماكن الجبلية الطبيعية التي تم التصوير فيها ، وعرفوا مدى الرعب الذي يخيم على هذه مثل الأوكار الإجرامية 9 – عصر المعجزات لم ينتهي تمكن الخادم من الوصول للمنطقة بعد مجهود شاق ، وصلى للرب طالباً منه أن يرشده إلى مكان بيت هذه الأسرة بدون ما يسأل أحد ، لم يكن هناك شوارع أو حواري ، بل بيوت عشوائية في منطقة جبلية ، واضطرت الدولة لتركب لهم حتفية مياه عمومية ليجلبوا منها المياه بواسطة الصفائح ، وراى فتاة تحمل واحدة من هذه الصفائح على راسها وسمع صوت يقول له أتبع هذه الفتاة ولكن لا تدخل بيتها بل البيت المقابل لبيتها تماماً ، فسار وراؤها حتى توقفت امام بيتها ، فطرق البيت المقابل ، فخرج منه رب البيت ببشرته السمراء الداكنة ، وخلفه زوجته وأولاده وبناته وحفيدته ، وتلاقت عيني الخادم المسيحي ، بعيني رب البيت المتأسلم ، شيخ الطريقة ، فعرف على الفور كل منهما الآخر .. قال الخادم لشيخ الطريقة : هل أنت والد الشاب .....؟ فأجابه شيخ الطريقة : نعم ، وأنت قادم من الكنيسة لإغوائه وفتنته عن دينه !!!! 10 – حكمة الأقباط ورقة قلوبهم وهكذا بدأت المواجهة من على الباب الخارجي للبيت ، لكن الخادم تصرف بحكمة ، وقال للرجل : المفروض إنك رجل مؤمن بالله ، وتعرف الأصول ، وواجب الضيافة ، يعني المفروض تقدم لي كوب ماء بارد في هذا الحر ، وتعمل لي كوباية شاي ترحمني من الصداع اللي ضرب راسي بسبب الشمس المولعة في المكان (الهو) دا ! فنظر إليه باستغراب شديد ، ثم قال له : تفضل لكن لا تفتح ( بقك ) معايا ولا مع أولادي عن أي حاجة تخص المسيحية ! وتشرب الميه والشاي وتمشي على طول ! فدخل الخادم البيت ، وراعه هذا الفقر الشديد الذي يخيم عليه ، ونظر لأفراد الأسرة فرق قلبه عليهم ، كانوا مثل غنم مشتتة بلا راعي ، قرأ في عيونهم نظرات التوسل والرجاء بأن يبقى معهم حتى يخرجهم من هذا الأسر ليعود بهم إلى جذورهم المسيحية التي انسلخوا عنها بدون ذنب منهم ، فقال الخادم في نفسه لن أخرج من هنا إلا وأنتم جميعاً معي !!! 11 – حينما تخر الجبال تحت ارجل الله حفل اختبار هذا الخادم عمقاً روحياً مليئاً بالرموز لقضايا كبيرة تتوه فيها مجرد قصة ايمان انسان كان شيخ متطرف ، ثم آمن بالمسيح ، من بين هذه الرموز لقائه الأول بالأب القس القديس المتنيح بولس شاكر فور رجوعه من السعودية بعد تأديته مناسك العمرة ، ولقائه بأبرز شخصيتين في العالم الإسلامي ضمن لقاءات العمل من أجل نصرة الإسلام ، ولكن كان للرب إرادة أخرى غيرت مجرى حياته كله، إذ جعلته مسيحياً . فقطع زيارته للسعودية عائداً إلى وطنه ، حيث جذوره الضاربة في أعماق الضمير والتاريخ ، وظل يبحث عن رجل دين مسيحي ليقول له ماذا ينبغي عليه أن يفعل ، وكان في كل مرة يذهب فيها الى الجامع الكبير الذي يعمل فيه والذي تم تشييده كنسخة طبق الأصل من المسجد الأقصى ، يرى كنيسة قبطية على الجانب الأيمن من الطريق ، وكان كلما رأها شعر بروحه تختطف منه ، وذات مرة طلب من السائق أن يتوقف أمامها ، ثم دخلها وهو يرتجف ! وهناك التقى بالقس بولس ، والذي طلب منه الخروج من الكنيسة فوراً والانتظار على بابها الخارجي ! ثم لحق به وهو يجر خلفه مقعداً خشبياً ، ثم جلس عليه وخاطب الشيخ قائلاً : إن اردت الجلوس فيمكنك أن تجلس على الأرض !!! فنظر الشيخ للقسيس نظرة ذات معاني ، ولم يجد بد من التسليم بحقائق الأمور ، فخر على الأرض ليجلس تحت أرجل أحد سفراء الله ، وخرت معه كل صلابته الماضية ، وتذكر جرائمه في حق الأقباط ، فأجهش بالبكاء معترفاً بكل خطاياه وآثامه ، طالباً المغفرة والعفو والسماح لأنه فعل ذلك بجهالة وعدم معرفة . فقبله القسيس بحذر بعدما أفهمه أنه مجرم في حق الله والكنيسة والشعب البرىء وإن ظهور المسيح له في الكعبة دليل إدانه على تجديفه واضطهاده ، وأن رحمة الرب له لا تعني أن ينسى خطاياه ، بل يتذكرها دوماً بآهات ودموع التوبة ، والعمل على إصلاح ما أفسده في أزمنة التيه والضلال والعنف . ودارات السنين ، وتحول الشيخ المقاوم ألى مسيحي تائب ، ثم إلى رجل دين مسيحي . وسأل الخادم نفسه : هل يتكرر الأمر نفسه في لقائه الآن مع هذا الشيخ الصوفي المقاوم؟ وهل ينجح في اقتياده للتوبة ، كما فعل القس بولس معه ؟ وهل ينجح معه في جعله يخر تحت أرجل الله معترفاً بخطاياه ، ويصحح ما أفسده ، وخصوصاً افساده لأسرته ؟ عموماً سوف نرى بأنفسنا ما اثمرت عنه هذه المواجهة الغريبة
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|