لم تعد مشاكل الواقع إلا منغصات تتخلل الحلم الأكبر الدائم في (خيالستان)

(شبيب رامه) شخصية عادية إلى حد غير مسبوق ..
.. إلى حد يخطف الأبصار ! إنه الشخص اللذي نتمنى ألا نكونه حينما نتحدث عن أنفسنا !
.. الشخص الذي لا يتفوق في الجمال أو القوة أو البراعة أو الذكاء ..
لكن لا بد من شيء ما يميزه وإلا لعاش ومات دون أن نسمع عنه ..
ثمة أبطال يمتازون بالقوة .. ثمة أبطال يمتازون بالذكاء الخارق .. ثمة أبطال يمتازون بالحظ العاثر .. وثمة أناس يمتازون بأنهم لا يمتازون بشيء !
وبيدو أن (شبيب) من هذه الفئة الأخيرة !!

في نقطة واحدة فقط تفوق شبيب علينا ؟
إنه يمتلك ذلك الخيال الواسع بحجم المحيط .. ويمتلك فكرة عن أكثر العوالم الخيالية التي أبدعتها قريحة الأدباء والفنانين والسينمائين ومصممي الألعاب ..
كما أنه امتلك ذلك العقل الغريب الذي يولد الأحلام !! والذي لا يصلح إلا له في الواقع ..
وبهذا غدا أول مخلوق بشري يستطيع ارتياد تلك العوالم الساحرة .. بل ويشارك فيها كذلك !
ومن البديهي أن (شبيب) صار ينتمي إلى (خيالستان) أكثر مما ينتمي إلى عالمنا .. وبالنسبة له لم عد مشاكل الواقع إلا منغصات تتخلل فترات الحلم الأكبر الدائم في (خيالستان) ..!


إن (شبيب) كريم النفس ..
لذا لن يعيش في واقع لا يتغير ..
.. سوف يذهب هناك ..
سوف يعبر عالم المرآة الساحرة مثلما فعلت (أليس) يوما ما ..
سوف يقابل العبقري المخيف (دوستوفسكي)
وسوف يجلس في مجلس واحد مع (أرشميدس) و(الخوارزمي) و(إينشتاين) ..
سوف يشرح له (فرويد) نظرياته وهو بدخن غليونه الذي أصابه بالسرطان ..
سوف يمشي مع (أفلاطون) في بستان مدرسته ..
سوف يحلق مع (طرزان) فوق قمم الأشجار السامقة .. ويثب مع (الرجل العنكبوت) فوق ناطحات السحاب .. ويساعد (نيمو) في بحثه داخل المحيطات .. ويسعى جاهدا لكي يحبه ذلك الطفل مع (باز يطير) .. ربما تخدعه الساحرة الشريرة لكي يلتهم التفاحة أو تهدد المقصلة عنقه .. ولربما وضع قدمه على تربة المريخ الحمراء أو غطس في كرة الأعماق مع الدكتور (بيب) ..ربما فتح قبر (توت عنخ آمون) أو حارب مع جحافل المغول ..

إنها (خيالستان) حيث القواعد الوحيدة للعبة: لاقواعد ..
وحيث الحدود الوحيدة هي: لاحدود ..

إن جرس المحطة يدق والبخار يتصاعد من مدخنة القطار وهاهو (شبيب رامه) يتخذ مقعده ويطل علينا بوجهه من النافذة ..
شبيب رامه
خيالستان