المسيحي الوطني البطل - مقال لكاتب كويتي ! ( مقال رائع )

[babylonian]

سلام المسيح رب المجد ..


هذا مقال كتبه الكاتب الكويتي المتميز " نبيل الفضل " حول نضال الشهيد جون قرنق .. وذلك قبل استشهاد قرنق بفرتة قصيرة ..

وذلك في جريدة الوطن الكويتية :

المسيحي الوطني البطل

بقلم : نبيل الفضل

كان نائبا للرئيس جعفر النميري عندما قرر النميري «بسلامته» ان يطبق الشريعة الإسلامية في السودان وتسربل بمسمى أمير المؤمنين!! فعارضه نائبه السيد جون غرنغ ورفض فرض الشريعة الإسلامية على شعب بكامله فيه كثير من الوثنيين وأكثر من المسيحيين.
فالمسيحية انتقلت من فلسطين الى مصر الى الحبشة مرورا بالسودان، وقد كان لهذا العبور المسيحي دور في نشر المسيحية بين القبائل الوثنية الرُّحَّل أو المستوطنة ارض السودان الإفريقية.
وعندما جاء الغزو العربي الاسلامي تحول كثير من تلك القبائل الى الدين الجديد، الا ان كثيرا منهم ايضا استمروا على مسيحيتهم، اما الوثنيون فلم يكونوا يشكلون مشكلة لأي من الديانتين وخاصة ان اغلبهم من الرُّحَّل، ولكن ترسيم الحدود السودانية على يد الانجليز جعل مساحة تحركهم ضمن حدود الدولة السودانية المستحدثة التي هي أكبر دول إفريقيا.
وقد ظلت السودان تتعايش أعراقها بسلام وتواؤم بين دياناتها حتى جاء المسيو جعفر نميري امير المؤمنين وحاول بعد شيوعيته الشهيرة ان يحول السودان الى بلد خلافة إسلامية عام .81
منذ ذلك الوقت والسيد جون غرنغ يقود قتال المسيحيين في الحفاظ على دينهم وعقيدتهم امام زحف رايات الشريعة الإسلامية التي يريدها النميري، والتي كانت ستعتبرهم مواطنين من درجة ثانية، تفرض عليهم الجزية ولا تبنى الكنائس، ويزاحمون ويضيق، عليهم في الشوارع ويحرمون من تقلد المناصب القيادية - كما يدعو الفقه الاسلامي الشرعي -.
23 عاما - على الأقل - من الحرب الاهلية والدمار والدماء والجراح والفقر والمجاعة كلها حاقت بالسودان الذي توارث حرب الجنوب من أمير المؤمنين الاهبل جعفر نميري بطل فضيحة تهريب يهود الحبشة - الفلاشا - من فتك المجاعة التي اصابت افريقيا في عهده الميمون.
23 عاما من التجاهل العربي وإعلامييه ميتي الإحساس ومنعدمي الضمير، الذين حاولوا تصوير حرب الجنوب بأنها حرب عصابات تسعى للانفصال عن الوطن على الرغم من علمهم بأنها حرب شعب عربي - كما يدعون - لنيل حقوقه من نظام احمق يريد كسر إرادة الناس وقهر معتقداتهم.
تماما مثلما تناسى زعماء الفكر العربي العفن من أمثال هيكل وغيره ان أكبر مأساة انسانية في العالم العربي هي تلك التي كانت مستمرة على رؤوس الشعب الكردي المسلم، ولكن لأنهم مجرد مسلمين وغير عرب فمن يهتم؟! تماما مثلما لم يهتموا بقضية مسيحيي السودان، فهم مجرد قبائل مسيحية لا يملكون جميع مقومات القومية من لغة ودين وتاريخ مشترك، غير ان هؤلاء المناضلين فرضوا وجودهم وانتزعوا حقوقهم من فم الاسلام السوداني.. وبالامس بإشراف الامم المتحدة والحضور - التافه - للجامعة العربية وقف جون غرنغ نائبا للرئيس البشير تجمعه المواطنة السودانية وان اختلفت الديانات.
ألا تبًّا للنميري والترابي من بعده، فقد كلفا السودان 23 عاما من القتل والدمار، كل ذلك لأنهما أرادا دولة تطبق الشريعة الاسلامية التي ليس فيها فصل واحد عن الحاكمية أو ادارة الدولة.

أعزاءنا

أفرحنا وخفض سكرنا اقتسام السيد جون غرنغ للسلطة مع الرئيس البشير بأدائه اليمين الدستورية نائبا اول له، مبارك يا فخامة النائب الاول نجاح كفاحك الوطني واحترام لثباتك على معتقدك.
______________________


http://www.alwatan.com.kw/

الاثنين 11/7/2005



مقالة رائعة ..