|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
فارس من ورق - د. وفاء سلطان
http://www.shbabmisr.com/XPage.asp?b...ew&newsID=1628 " فارس من ورق " د.وفاء سلطان ـ الولايات المتحدة الأمريكيةالبابُ الذي دخلتَ منهُ إلى أمريكا فأراً، تستطيعُ أن تخرجَ منه ولو كبرتَ وأصبحتَ جملاً! ********* كان كاهنان بوذيان يهمّان بعبور نهرٍ غزير عندما اقتربت منهما امرأة باكية: أتوسّل إليكمــا أيها الكاهنين أن تساعداني في عبور هذا النهر. لقد عبرته في الصباح كي أجمع لأطفالي بعض الثمار والأعشاب البرية، أما الآن فالنهر هائج ولا أستطيع عبوره بمفردي. رفض الكاهنان رفضاً شديداً فعقيدتهما البوذية لا تسمح للكاهن أن يلمس امرأة وإلا فسدت طهارته وخسر كهنوته! انفجرت المرأة بالبكاء: أتوسّل إليكما.. أطفالي بانتظاري. ستأكلني وحوش الغابة لو تركتماني أواجه قدري بمفردي! فرّ أحدهما هارباً، بينما حنّ عليها قلب الآخر. رفعها على ظهره وعبر بها النهر، ثم تركها عند الضفة الأخرى ورحل. التقى الكاهنان بعد فترة من الزمن. قال الأول موبخاً الآخر: إنني أشكّ في كهنوتك بعد أن لامس جسدك جسد تلك المرأة. بدا الآخر مستغرباً وتساءل: أية امرأة تلك التي تعنيها؟!! "المرأة التي حملتها على ظهرك وعبرت بها النهر!.." أجاب الأول. ردّ الكاهن الطيب: يا صديقي، لقد حملتُ امرأة محتشمة على ظهري، تركتها عند الضفة الأخرى للنهر ونسيتُها. أما أنت، فمنذ ذلك اليوم وأنت تحملها عارية في ذهنك، تمسّها كلما شئت، ثم تصبّ جام غضبك عليّ كي تهرب من عقدة الذنب التي تأكلك! *********** قرأتُ مؤخراً كتاباً في علم النفس يؤكّد فيه الكاتب أن الإنسان لا يرى في حياته إلا ما يريد أن يراه. يذكر في أحد فصوله قصة طريفة. كان رجلٌ يقود سيارته في طريق صحراوي منعزل وطويل عندما أشار المؤشّر إلى قرب نفاذ الوقود من خزانها. خارت قواه وأحس أن كارثة تنتظره إن لم يجد في القريب العاجل محطة تزوده ببعض الوقود. سخّر حواسّه كلها لمراقبة جانبي الطريق، وأخذ يتضرّع إلى الله. لم يمضِ زمن طويل حتى قرأ لوحة معلقة على مدخل طريق فرعي مكتوب عليها، Fuel (أي وقود). تنفس الصعداء وانحرف بسيارته عبر ذلك الطريق. وصل إلى نهايته ولكنه لم يرَ أية محطة بل محلاً صغيراً لبيع الوجبات الخفيفة. اقترب من البائع وسأله: "أين محطة الوقود؟" "لا يوجد في هذه المنطقة محطة للوقود"، قال البائع. "ولكنني رأيت لوحة معلقة على مدخل الطريق مكتوب عليها Fuel " ابتســم البائع: "بل تقول تلك اللوحة Food (أي طعام) ولكن الإنسان الضائع، يا طويل العمر، لا يستطيع أن يرى سوى ضالته. ************ وصلني بالفاكس من أحد الأصدقاء قصيدة عصماء (!!) جادت بها قريحة "الشاعر" الفلسطيني السيد خيري حسين الحواري، جاء فيها: (لا وفاء "لسلطان" آخر زمان.. يا وفاء الحقد على العرب والإسلام أصلحي نفسك أولاً.. ستصحّ نبوءة ماوتسي تونغ الذي وصف أمريكا ذات يوم بأنها نمر من ورق.. ولن يختلف مستقبلها عن ما آل إليه الاتحاد السوفييتي.. أوقفي هذا النفاق وهذا الحقد والخبث.. وننصحك بأن تعودي إلى ضميرك إذا بقي منه شيء، فمظاهرات المخانيث في كل المدن الأمريكية بعشرات الألوف كل عام والهوملس عددهم يتزايد كل عام ومدمني المخدرات والسكر وتبادل الزوجات وزواج الأخ من أخته والشاب من أمه ظاهرة واضحة.. الحرص على الديموقراطية في أمريكا هي كارثة العصر إذ لا حضارة فيها ولا أخلاق.. نحن غير معجبين بهذه الحضارة ونقول لكل من بهرته حضارة أمريكا مثل شواطئ العراة والمدن المخصصة لحضور مئات العائلات بدون ثياب عراة حتى من ورقة التوت نقول للمعجبين عبوا منها حتى ترتووا وانهلوا منها وعوّضوا ما فات وأمامكم من الوقت الكثير ولكن لا تجبرونا على القبول بها. للرأي العام ومجلس الأمن ودعاة العولمة والحضارة أقول: أختف..وه تفو على هيك حضارة في زمن تعدم فيه الحقيقة.) *********** لم تكن هي المرة الأولى التي يثير بها هذا الرجل شفقتي!.. رأيت السيد خيري أكثر من مرة في أكثر من محفل غربي هنا في بلاد المهجر. رأيته مراراً يتأبط أكداساً من الورق ويزاحم الجميع كي يعلو منبر الحفل! يتأفف الحضور وأبدو الوحيدة التي تستمع إلى زعيقه، فهو بالنسبة لي مثال حي وحقل دراسة لأمة ضحكت من جهلها الأمم! ينطّ فوق المنبر ويجترّ كلاماً بالياً أكل الزمان عليه وشرب: يا أحفاد خالد بن الوليد.. طارق بن زياد.. يا أبطال يا صناديد.. يا أبا زيد الهلالي.. يا عنترة بن شداد.. يا طرفة بن العبد.. يا هارون.. يا مأمون.. يا صلاح.. يا قحطان.. يا عدنان.. يا علي.. يا حطيئة.. يا مقداد.. يا حافظ.. يا صدّام.. يا حسني.. يا أبا عمّار.. دكّـوا ترسانات أمريكا.. ألقوا اليهود في البحر. حررنا فلسطين.. عاشت فلسطين.. عاشت أمتنا العربية والموت للأعداء!.. يغادر الجموع، أخرج أنا أيضاً من الحفل.. لا أملك شيئاً أقوله سوى، يا حرام.. يا حرام.. يا حرام.. يرحل السيد خيري منتصراً، يصل بيته في أحد أحياء جنوب كاليفورنيا، يستلقي مطمئناً على وطنه السليب، ثم ينام ملء جفونه!.. فلا نامت على العزّ أعين الجبناء!! ************ رحل السيد الحواري عن وطنه كما رحلتُ أنا. كانت أمريكا بالصدفة قِبلة كلانا. بدأنا البحث في العالم الجديد، كلّ عن ضالّته! لم يستطع هذا الرجل كضحيّة لتربية سقيمة أن يتجاوز في تفكيره المساحة الممتدة من ركبة المرأة إلى سرّتها منذ أن حلّقت الطائرة به متوجهة إلى بلاد المهجر. لقد استقرّت المرأة العارية في باطن عقله ولم تخرج! رآها في المكتبة.. في الشارع.. في الحديقة.. في المحكمة.. في دور العبادة.. في المتجر.. في العيادة.. في وسائط النقل وفي المدرسة. ********** مضى على وجودي في هذا البلد قرابة عقد ونصف من الزمن. لم اقرأ في حياتي عن ساحل العراة إلا في صحفكم، ولم أرَهُ إلا في عقولكم ونفوسكم. لم اسمع عن امرأة تزوّجت ابنها ولا عن رجل نام مع أخته إلاّ في أحاديثكم. أزور المكتبة كل يوم بغية البحث عن كتاب فتمتد زيارتي ساعات دون أن أحس بالوقت. انهل من علومهم وأخاف أن يسبقني الزمن قبل ان أرتوي. يحلّق النسر دوماً في أعالي السماء، بينما تبحث الجرذان عن مجارير المياه! تنطبق عليّ وعليك – يا أخا العرب – حكاية عمر بن الخطاب عندما أرسل موفداً إلى بلاد العراق كي يتفقد أحوال الناس هناك. عاد ليقول: يا أمير المؤمنين، العراق بلد بغي كثير، الزنا والربا وأكل الحرام على قدم وساق. أرسل عمر موفداً آخر لمزيد من الاستقصاء فعاد يقول: يا أمير المؤمنين العراق مسجد كبير، العبادة والصلاة فيه على قدم وساق! يا خيري، لقد وجد كل منا في أمريكا ما جاء يبحث عنه! أنت تنهل من سواحلهم وأنا أنهل من مكتباتهم!.. "قد افلح من زكّـاها وقد خاب من دسّـاها." (الشمس، 9 – 10 ) عام 1904 كتب المفكر الأمريكي أندرسون ستانلي معرفاً الرجل الناجح بقوله: الرجل الناجح هو الذي يأخذ من الناس أفضل ما عندهم ويعطيهم أفضل ما عنده. ولقد نجحت أنت يا خيري ولكن نجاحك كان عكسيّ الاتجاه. لم ترَ عندهم سوى براميل قمامتهم، ولم تجد في جعبتك ما تعطيهم سوى بصاقك وشتائمك. هنيئاً لك على هذا النجاح! تبصق على حضارة ثم تزج بناتك ونساءك بمحض إرادتك للعيش فيها. أين هي جهنّم التي تتسع لثقافتكم وتكفي لحرق عظامكم؟!!
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|