لماذا لا يتحالف أقباط مصرمع الشيطان؟

[sammy]

الذى يقول أن السياسة تحكمها المبادىء هو حالم. وكما قال تشرشل, قالها المهندس أبادير مرة "سأتحالف مع الشيطان من أجل الحصول على حقوق الأقباط فى مصر".
وها هى الفرصة وقد جاءت على طبق من ذهب, لماذا لا يتحالف الأقباط مع الإخوان من أجل إلحاق الهزيمة المنكرة بالحزب الوطنى الذى لم يجن منه الأقباط إلا الوعود الكاذبة... ألا يكفى ترشيحه قبطيين فقط على قوائمه مع إغماض العين عن الهمج وال**** الذين يحركهم الإرهابيون لحرق وتدمير وهدم الكنائس وأملاك الأقباط...ألا يكفى تهميش الوطنى للأقباط فى الحياة السياسية ومنعهم من تولى الوظائف العامة لعقود...
ما هى الأضرار والفوائد الناجمة عن مثل ذلك تحالف؟
الضرر المباشر على الأقباط هو الخوف من إعمال أحكام الذمة وجباية الجزية من الأقباط والإدعاء عليهم بالباطل وأسلمة الكثرة الغالبة منهم. فهل فعلا يستطيع الإخوان لو قدر لهم حكم مصر فى ظل الوضع الدولى السائد وضع تلك الأجندة موضع التنفيذ؟ لا أظن.
الضرر الآخر المحتمل هو تدمير مصر على مسلميها وعلى أقباطها بفرض مزيد من الردة الحضارية وتقييد الفكر والحرية والفن. ونتيجة لذلك سينتشر الرعب والفقر والجوع على مساحة سبعين مليون إنسان إلا قليلا فى منطقة هى ملتهبة أصلا ومصدرة للإرهاب فعلا, فإلى متى سيتمكن الإخوان من حكم هذه الجموع الجائعة؟ خمسة أعوام أو تزيد قليلا, ثم ماذا؟ أين فى الأرض تمكن المتزمتون من تحكيم الشريعة الإسلامية لما يزيد عن عشرة أعوام؟ وأى شريعة سوف يحكمون بها, وهل سيرضى عن تطبيقاتهم كافة التنظيمات الإرهابية التى ستخرج الى العلن وسيبحث كل منها عن حقه فى جزء من الغنيمة, ام سيختلفون ويرهبون تعضهم بعضا حتى تصير مصر مسرحا يمرح فيه القتلة والإرهابيون وتخرج عندها للعلن أحكام الغلبة والمبايعة وأحكام أخرى يتم إستدعائها من تاريخ الفتن المظلم...
يخبرنا التاريخ أن المسلمين لم يتفقوا على أحكام معينة من الشريعة الإسلامية منذ وفاة الرسول وبدئ الفتنة الكبرى وما تلاها من عصور... فهل يظن أحدا أن الإخوان سيكون لهم شرعية بأفضل مما كان للصديق أبوبكر الذى رفض عليا مبايعته إلا مضطرا... أم بأفضل مما كان لعثمان بن عفان الذى دفن خلسة... أم للإمام على وأبنائه الذين قتلوا ومثل بحثثهم, وهل تدوم دولة الإخوان لأطول مما دامت دولة الخلافة الراشدة, أم دولة الأمويين؟
الرأى عندى أن وصول الإخوان لحكم مصر فيه خير كثير للمصريين وللأقباط منهم بوجه خاص. فهل يتحالف الأقباط مع الشيطان؟