تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-09-2003
ELSHIEKH ELSHIEKH غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 569
ELSHIEKH is on a distinguished road
هكذا تكلمت فاطمة!

هكذا تكلمت فاطمة!

السبت 30 أغسطس 2003 07:58
أشرف عبد الفتاح عبد القادر


فاطمة سيدة في الخمسين من عمرها، وهي مغربية وعاملة نظافة في المكان الذي أعمل به، ولم تساعدها الأقدار على تعلم القراءة والكتابة، وفي أثناء حرب العراق الأمريكية قالت لي ذات يوم بحزم وإصرار:صدام سينتصر على الأمريكان، فابتسمت وسألتها: لكن كيف عرفت أن صدام سينتصر على الأمريكان؟ فقالت بإصرار الواثق من نفسه: لأنني حلمت بذلك أمس. لم أناقشها كثيراً، وابتسمت لها وقلت: من الممكن لكني لا أعتقد ذلك. هكذا وبكل بساطة صدام سينتصر علي الأمريكان لأن فاطمة حلمت بذلك. هذا الكلام مضحك ومقبول من إنسانة لم تتعلم القراءة والكتابة، ولكن هل اختلف كثيراً موقف نخبنا الثقافية عن موقف فاطمة؟ بل هل اختلف كثيراً موقف صدام نفسه وهو الرئيس الذي حوله وزرائه ومستشاريه عن موقف فاطمة؟ وهل بلغ بصناع القرار عندنا في العالم العربي من السذاجة والجهل ما جعلهم يتساوون مع فاطمة _ عاملة النظافة _ في الفكر؟! ألم يصرح صدام لأخيه غير الشقيق سبعاوي إبراهيم الذي كان وزيراً للمخابرات مع عدد من كبار ضباط هذا الجهاز ومديريه عن دوافع دخول الكويت قائلاً: "هل تعتقدون أن قرار استعادة الكويت كان قراري؟ لا.. إطلاقاً..إنها رؤية في المنام وجدت نفسي ملزماً بالاستجابة لها.. إنها إرادة الله ودورنا هو أن ننفذها وحسب" (سعد البزاز: الجنرالات آخر من يعلم ص 101)، وكان رؤياه كالأنبياء حق وواجبة التنفيذ، وألم يصرح صدام "القائد" لإحدى الصحف أنه سينتصر علي الأمريكان معللاً ذلك بنفس منطق فاطمة " لأن الله معي والشيطان مع بوش" هذا الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى يصنع قرارنا السياسي والعسكري بالنيابة عنا وبدون أخذ موازين القوي في الاعتبار هو سبب بلائنا وسبب هزائمنا المتتالية التي تشعرنا بضعفنا وتعمق فينا جرحنا النرجسي، هذا الفكر السحري الذي يقول :"افتح يا سمسم" فتنفتح جميع الأبواب المغلقة أمامنا بمعجزة ربانية مخافة لقوانين الواقع السياسي والعسكري للعالم هو سر تخلفنا، يذكر المستشار محمد سعيد العشماوي في مقاله في روز اليوسف (2/8/2003) بعنوان "صناعة الوهم وثقافة التسول" أن " التفكير بالتمني أن يعيش الشخص والشعب في أوهام متزايدة وأحلام متباعدة حتى يفاجأه الصحو أو تصدمه الحقيقة. وهذا ما حدث في التاريخ العربي مرتين، في عام 1967 عدما كان يستمع إلي خطي وتهديدات أيقن منها أن إسرائيل قد أوشكت على الزوال..وفي يوم 5 يونيو وبعد ساعتين فقط من بدء الحرب كانت الهزيمة قد لحقت بالعرب جميعاً وزاد منها وضاعف من مرارتها أنها سميت "نكسه" حتى لا توصف بوصفها الصحيح "هزيمة".. ولأن نظم الحكم لم تتعلم مما حدث في 5 يونيو 1967 فقد تكرر الحال مرة أخرى في الحرب ضد نظام الحكم العراقي، وظل الشعب العربي يصدق ما يذاع بتبجح عن هزائم العلوج وانتحار مغول العصر على أسوار بغداد حتى فجع الحالمون والجاهلون بسقوط النظام العراقي يوم 9 أبريل 2003 وهو سقوط للوهم العربي".
عجز صدام عن القراءة العقلانية قبل الانخراط في أي صراع هو الذي سبب له ثلاثة هزائم متتالية، وبنفس هذه الذهنية المريضة صرح زعيم حماس الروحي أحمد ياسين بيقين منقطع النظير بأن إسرائيل"حسب التوارة ستزول عام 2027 بعد أربعين عاماً من قيام الانتفاضة سنة 1997 ستقوم بعدها دولة فلسطين على كل فلسطين.إذن فلا داعي لأن يكسر أبو مازن ولا عرفات رأسيهما في مناقشات مع شارون وبوش فلقد حسم لهم أحمد ياسين الأمر! فالمستقبل واضح ومعروف بالتاريخ الذي لا ينقصه إلا تعيين شهر ويوم وساعة قيام دولة فلسطين وزوال إسرائيل بمعجزة ربانية علمها عند قائد وقيادة حماس.
أما السبب الأخر لتخلف صناعة القرار في عالمنا العربي هو الحكم الفردي الشمولي، يذكر هيكل في"خريف الغضب" أن السادات أثناء مباحثات السلام في "كامب ديفيد" وعندما كان مناحن بيجين يعرض عليه أية قضية، كان السادات يشعل البايب ويفكر قليلاً ويعطي رأيه بالرفض أو بالإيجاب، حتى إن أعضاء الوفد المرافق له اعترضوا على ذلك وقالوا له : سيادة الرئيس اجتمع بنا ولو صورياً لنظهر للإسرائيليين والأمريكان أننا نتشاور وافرض رأيك. وفي أثناء حرب الخليج الأولي أجتمع صدام حسن" القائد الضرورة" بمستشاريه وقال لهم :" لقد خسرنا الحرب فشوروا على ماذا أفعل بكل حرية وصراحة" فأشاروا عليه بالتنحي عن الحكم لأن الغرب كله ضده. فما كان منه إلا أن أخرج مسدسه الشخصي وأفرغه فيهم جميعاً صائحاً: خونه!.
هذه هي طريقة اتخاذ القرار في شرقنا التعيس، فكيف تؤخذ القارارات في العالم المتقدم. في دولة المؤسسات تقوم معاهد سياسية واقتصادية واستراتيجية وسايكلوجية بالإضافة إلى دوائر التفكير بالإضافة إلى المستشارين بالإضافة إلى الكمبيوتر الذي أضحي يشارك بحيادية العقول في صنع القرار، كل هؤلاء يساعدون في اتخاذ القرار حتى إن رئيس الدولة والحكومة تنحصر مهمتهما في التوقيع فقط علي القرار الذي صنعته كل هذه المؤسسات والمعاهد، وتكون قراراتهم - في الغالب - صحيحة من منطلق مثلنا العربي القديم "لا خاب من استشار".
هناك عامل آخر لا يقل خطورة عن العاملين السابقين في تخلف صناعة القرار هو نرجسيتنا المرضية وعدم قبولنا للنقد، ففي العام 1967 اتهمت سوريا عبد الناصر بأنه "****" ويخاف من محاربة إسرائيل، وأنه يختفي وراء وجود جنود الأمم المتحدة في مضايق تيران، فما كان من عبد الناصر _ ثأراً لكرامته ونرجسيته الجريحة ودون أي حساب لموازين القوي الإقليمية أو الدولية _ إلا أن طلب من الأمم المتحدة سحب قواتها المرابطة هناك فاغتنمت إسرائيل الفرصة بقرار عقلاني صادر من مؤسساتها ووجهت للعرب ضربة 1967 التي مازلنا نعاني ويلاتها حتى الآن وقد نعانيها لزمن طويل لا يعلم إلا الله مداه.
حان الوقت لأن نقف وقفة صدق مع أنفسنا نخبة وحكاماً بل وأيضاً محكومين، وأن نتسلح بالشجاعة الأدبية والسياسية والفكرية، وأن نتخلص من نرجسيتنا الفردية والجمعية،وأن نوقف التفكير بالتمني لأنه كما قال الشاعر "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"،وأن نأخذ قراراتنا في اليقظة لا في المنام،بعقلانية وموضوعية لا بالعواطف والإنفاعلات،ولنبني أسس المجتمع المدني، لتكون مؤسساته أقوي من حاكمها وتوقفه أمام القرارات الخاطئة، ألم يقل أبو بكر الصديق:" وإن رأيتموني على باطل فقوموني أطيعوني ما أطعت الله فيكم"، وماذا كان رد بن الخطاب لمن رفع سيفه وقال له نقومك بهذا يا عمر؟ قال:" الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوم عمر بالسيف"، فبعودة لكل ما حدث في العالم العربي في القرن المنصرم يمكننا تلخيص كل مشاكله في عبارة جامعة مانعة وهي "تخلف صناعة القرار" لعدم وجود ضوابط تحد من سلطة الحاكم وتجعله مجرد رمز يمكن تبديله وتغييره،فلو وجد حكامنا نخبة شجاعة وواعية تقول لهم أخطأتم لتجنبنا كل المآسي التي نمر بها الآن، وأضرب هنا مثلاً آخر، في عام 1853 طوق الأسطول الأمريكي عاصمة اليابان ممهلاً إمبراطورها 24 ساعة لفتح حدوده أمام السلع الأمريكية أو الحرب. استشار الإمبراطور حاشيته فقالوا له: حسب ميزان القوى بيننا وبينهم الحرب تعني الانتحار، فلنتفتح بلادنا لهم ونقلدهم لنتفوق عليهم. هذا هو الفارق بين قرار فردي تأخذه أفراد تختلف أمزجتهم، وقرار جماعي تأخذه مؤسسات ومعاهد مختصة، وهذا هو الفرق بيننا اقتصادياً وفكرياً الآن وبين اليابان.
وإذا كانت فاطمة لن تقرأ هذا المقال لأنها "أمية" فما هو عذر نخبنا الفكرية والسياسية والأدبية والدينية، فهل سيقرأون؟ وهل إذا قرأوا سيعون؟ أم سيظلون في مستوي تفكير فاطمة؟!

ASHRAF 3 @ WANADOO. FR

إيلاف خاص

http://www.elaph.com:9090/elaph/arab...30159485524900
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 04:29 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط