إيلاف : أفلس بن لادن فأرسل شريطا

[knowjesus_knowlove]

في دراسة سابقة، كان تقديري لواقع المجموعات الأصولية الإرهابية أنها تجتاز مرحلة إنهاك في كل أفغانستان والعراق (**). مثل هذا الواقع سبق له وان فرض نفسه على الإمام الخميني عندما قبل بأخذ "جرعة السم" للقبول بوقف إطلاق النار مع صدام. وهذا ما يحصل الآن مع بن لادن. الحقيقة إذن إن هذا الأخير قد اسلم أمره هذه المرة بعد كل الدمار الذي أحدثه. وقد بدأ العمل في هذا الاتجاه منذ ندائه السابق على نفس الظلامية، بتاريـخ 29 أكتوبر 2004، بمناسبة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عندما تنازل الإرهابي عن زيه العسكري وتهديداته العادية لليهود وال*****. وإلا فما معنى القبول بالهدنة طويلة الأمد إذا كانت حالة بن لادن وأتباعه في تحسن بينما العكس يحصل لأمريكا، كما ادعى كذبا وبهتانا في خطابه؟ ألم يكن من باب أولى و أحرى، في هذه الحالة، أن يدعو أتباعه لزيادة وتيرة القتال؟ لماذا لم يدعوا الإرهابي في خطابه الأخير إلى خلق أكثر من أفغانستان وأكثر من عراق، كما كان الثائرغيغارا يدعو إلى خلق أكثر من فتنام؟

هذا بالضبط مافعله الإرهابى الأول حمادة بن آمنه عندما سعى إلى هدنة طويلة مع قريش
فعندما أحس أنه ليس بمقدوره هزيمتهم وافق على عقد صلح الحديبية والتى إحترمتها قبائل قريش
ولكن رسول الشيطان كان يدعم قواته خلال هذه الهدنة للقضاء على يهود خيبر فى الشمال
وعندما قضى على اليهود وإستقوى بما فيه الكفاية بدأ المناورات والمشاغبات لكسر المعاهدة مع قريش

علينا أن نتذكر أن المسلمين في ذلك الوقت كانوا يقاتلون على جبهتين: ضد قريش في الجنوب، وضد اليهود في المدينة. فمعاهدة الحديبية أتت بالسلام على جبهة المسلمين الجنوبية لكي يتمكنوا من التركيز، لا على اليهود فحسب، بل على قوى أخرى معادية لهم على جبهتهم الشمالية. وقد كانت الفترة التي سادت فيها معاهدة الحديبية هي الفترة التي سحق فيها اليهود في خيبر، حيث أن الحملة على خيبر بدأت بعد خمسة عشر يوماً إلى شهر بعد توقيع معاهدة الحديبية. وسأركز وكانت إحدى أهم خصائص صلح الحديبية أنه كان محدود المدة. إذ أن معظم المؤرخين يقول أن مدته كان يفترض أن تدوم عشر سنوات، بيد أن الواقدي يقول أنه كان يفترض أن يدوم سنتين، مع أن أبا سفيان حاول دون نجاح أن يمدده إلى عشر سنوات. ولكن على أية حال،لم تكن تلك المعاهدة مفتوحة إلى ما لا نهاية، بل محدودةً في مدتها بفترة زمنية معروفة. ولذلك، فإنها كانت أقرب إلى اتفاق وقف إطلاق نار منها إلى "معاهدة سلام".

http://www.freearabvoice.org/arabi/m...dCampDavid.htm