|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#2
|
||||
|
||||
ولو كانوا لوثريين (2) يريدون إصلاح ما يرونه خطأ في الكنيسة
-------------------------------------------------------- فقد أخطأوا في تلقيب المؤتمر بالعلمانية ، والدعوة له على أنه من أجل العلمانية ، فما أعلمه أن مارتن لوثر لم يكن علمانيا بل كاثوليكيا متدينا لا يهتم بالسياسة ولا أصول الحكم ... أراد إصلاح الكنيسة بمعاول وأدوات لاهوتية لا علمانية سياسية. وكان يمتلك إلى حد كبير أدوات النقد الديني واللاهوتي ... وهذا ما لا يملكه الكثير منهم . ولهذا اتقفت تماما مع ما أكده الاستاذ / كمال غبريال - نائبا عن العلمانيين- من اعتراضه على كون هدف مؤتمر العلمانيين هو الإصلاح الكنسي (3) ، وإن كنت لا اعترض على حقهم في إصلاح الجانب المتسيس من الكنيسة ، بل وتنقية الخطاب الديني القبطي المسيحي من الأثار الثقافية الإسلامية ، بل وكتبت فيما يخص هذا الموضوع في أحد المقالات ، معلنا الحرب الروحية على الإسلام (4) ، ولكن ليس بروح العلمانية أو الثورة على الكنيسة بل بروح المسيح والدعوة إلى ثورة الكنيسة الروحية ضد الطغيان الإسلامي. إلا أن بعض العلمانيين وعلى ما يبدو لم يستطيعوا تلجيم ميلوهم الثورية ضد الكنيسة ، فتخطوا حدود العلمانية إلى محاولة إصلاح أساسات الكنيسة الايمانية بهدمها أولا ، بل وتعدوها إلى محاولة إصلاح الكتاب المقدس نفسه . فقد صرح "نبيل حبيب" أحد اعضاء المؤتمر بأن الأناجيل الأربعة ليست "كلاما منزلا من السماء" ، وطالب بإعادة صياغة "العهد الجديد" صياغة تحديثية ، لأنه مصاغ بطريقة تنحاز إلي الذكر علي حساب الأنثى حسب قوله ، كما وصف أيضا الأناجيل بأنها ما هي إلا مجرد مذكرات كتبها أشخاص عاشوا مع السيد المسيح . وبهذا نجح حبيب في الخروج بأهداف المؤتمر عن العلمانية ، بل وحتى عن اللوثرية البروتستانتية ، التي التزمت بالانجيل كنقطة ومحور إنطلاق إيماني . فلو كان ما يعنيه "حبيب" بمصطلح "كلام منزل من السماء" بأن الوحي في المسيحية ليس حرفيا إملائيا ، بل تتعدد وتتمايز طرقه وتشترك جميعها في المصدر الإلهي للفكرة سواء إلهاما أو رؤيا أو حتى نصا أو حوارا بين الإله والإنسان (5) ، فنحن نتفق معه ، لأن الوحي المسيحي في جوهره يصور التفاعل بين الله والإنسان في مسار التاريخ بصدق ودقة ليكشف عن خطة الإله للتواصل مع الإنسان ، وهو ليس إملاءا حرفيا وفرضا . أما أن يحاول نبيل حبيب أن يعيد صياغة العهد الجديد فكريا ليلائم ما يراه واهما هجوما على الأنثوية ، أو أن يحول الأناجيل إلى مجرد مذكرات شخصية وكفى ، دون التأكيد على مصدرها الإلهي الذي حرك كتّابها لرصد وقائع أمينة عن حياة الإله المتجسد ، فهذا تخطِي لجدلية الحرف/ المعنى إلى هجوم صارخ وواضح على الفكرة الإنجيلية ذاتها ، و يتعدى النقاش في كيفية الوحي إلى إنكار الوحي من أساسه وبكامله . فكان الأشرف ل"حبيب" العلماني أن يعلن صراحة رفضه للأناجيل بتمامها والوحي المسيحي بكامله ، ويظهر إلحاده أو إسلامه وهو ما يحق له إنسانيا وعلمانيا ، ولا يمكن أن نعترض عليه ، ووقتها لما جاز له الشكوى –ومعه المدافعون عنه - من رفض الكنيسة لهم كخارجين عن المسيحية . أما أن يفرض رؤيته الغير مسيحية على الأناجيل طالبا تغيرها لتوافقه مفاهيمه ، فهذا ما لا يمكن فهمه إلا في سياق الهلامية لا العلمانية . والأنكى أن ينزلق الاستاذ كمال غبريال – و الذي مازالت أحترمه كثيرا واقدر جهوده- إلى الدفاع عن هذه التصريحات ، ناقضا ما أكده من قبل على ابتعاد المؤتمر لمناقشة أمور العقيدة و الإيمان ، صابغا المؤتمر كله بصبغة منكرة للوحي من أساسه ، وملقيا في الوقت نفسه باللوم على الكنيسة القبطية لصمتها عن حقائق اللاهوت فيما يخص طبيعة الوحي المسيحي المعنوي والفكري لا الحرفي (6) ... فكانت محاولة لستر سقطة حبيب اللاهوتية ، وللحفاظ على المؤتمر من السقوط الشعبي أمام الأقباط ، بتحويل وتأويل ما قصده "حبيب" وأمثاله إلى إنكار حرفية الوحي لا كل الوحي ، ثم التصريح بأن هذا الفكر هو ما تخفيه الكنيسة القبطية عن العامة ... وتعلنه للخاصة في دهاليز الكلية الاكليريكية . عزيزي الاستاذ كمال –ومع كامل احترامي- فالوحي الفكري وجوهره المعنى لا الحرف هو ما تعلمناه في كنائسنا القبطية ، واغلب كتبنا القبطية ، ومعظم تفسيراتنا القبطية ، بأن الحرف يقتل وأن الروح يحيي ... " الذي جعلنا كفاة لان نكون خدام عهد جديد.لا الحرف بل الروح.لان الحرف يقتل ولكن الروح يحيي." (2 كورونثوس 3: 6) بل وهو ما يكتبه أباء الكنيسة المعاصرون في كتبهم التي يشتريها العامة من الأقباط من المكتبات المسيحية ، ومنها كتاب للأب "عبد المسيح البسيط" وعنوانه "الكتابُ المقدّس يتحدّي نُقّاده والقائلين بتحريفه !!" (7) فهل تصيدت فعلا قيادات الكنيسة كلمات حق قيلت عرضاً في مؤتمر العلمانيين ...؟ (3) لا اعتقد ، بل أن المؤتمر بنفسه أخرج نفسه خارج حدود العلمانية ، وحتى خارج حدود الإصلاح الكنسي بهجومه الغير مسئول على وحي الكتاب المقدس . وبدلا من أن يثّور الكنيسة روحيا بنزعة نهضوية وروحية ، تحول إلى ثورة ضد الكنيسة واساسيات الايمان. وعلى الرغم أن المؤتمر كان من الممكن أن يكون نواة للمطالبة بمطالب الأقباط الشرعية السياسية ، إلا أنه وبتخبط القائمين عليه بين السياسة العلمانية والاصلاح الديني ، وبين الدعوة للأصولية الأبائية مرة وإلى النبرة الحداثية المنكرة لكل ما هو أصولي مرة أخرى ، وإلى محاولة هدم وحي الكتاب المقدس مرة ثالثة تحول المؤتمر إلى " ملهاة" لموليير . وعلى الرغم من أنهم يعترضون على تصريحات قيادات الكنيسة السياسية ، إلا أنهم فشلوا في أن يخلقوا البديل السياسي للأقباط خارج رحم الكنيسة ، و أكتفوا بمحاولة تقويم الكنيسة والنص الإنجيلي ، الذي لا يتعارض في جوهره مع فصل الدين عن الدولة بل يتفاعل معه ويؤيده . وفي نفس الوقت لم يجرؤ أحدهم كعلمانيين "أقباط" أن ينادوا بالمثل بالنسبة للقرآن ، على الرغم من أن نصوص القرآن تشرع الجهاد ضد الآخر المغاير ، وتفرض شريعة دينية أول مبادئها ان الحاكمية لله لا الشعب ، متحدية كل ما تقوم من أجله العلمانية أو الديمقراطية أو حقوق الإنسان . فلو كانت الكنيسة القبطية تستحل دماء الآخر بتفسيراتها الإنجيلية أوتقنن الرق والعبودية للآخر تحت بند ملكات اليمين . أوتنادي بنصيب للدين المسيحي في حكم الدولة ، أوتريد فرض شريعتها المسيحية على الآخرين أوتطالب بفرض الجزية على المخالف في الدين لحقّ لهم أن يدافعوا عن الإنسان والآخر ضد طغيان الكنيسة القبطية باسم العلمانية والحرية ، وأن يقفوا أمام هذا الدين الطاغية الذي يقهر الإنسان ... أما أن يغضون الطرف عن فساد الدولة ، وديكتاتورية الحكم ، ولاعلمانية اصول الدين العرباني الذي يتغلغل في جذور الثقافة المصرية ويتعارض مع صميم العلمانية . فهذا لم يترك لهم – في مؤتمرهم- إلا الاختيارالثالث والأخير ... وهو الذمية وبهذا أًعلن بعض العلمانيين في المؤتمر سواء بقصد أو بغير قصد ، أنهم علمانيون على الأقلية ، ذميون للأغلبية ... أبطال على أقلية مضطهدة ، مرتعدون أمام طغيان الأكثرية ... واصطبغ المؤتمر بالذمية ... علمانيون يرتعشون من تغيير الدولة ، مجترئين على الهجوم على أحد أهم اعمدة الكنيسة الإيمانية .... الكتاب المقدس وبدل من أن يكونوا جبابرة بأس لينهضوا بالكنيسة القبطية ويواجهوا مشاكل الأقباط السياسية ، سقطوا في ساحة المعركة السياسية بخلطهم للدين بالسياسة مما يجعلنا نتسائل مع داود الملك " كيف سقط الجبابرة وبادت آلات الحرب "؟ (2 صموئيل 1: 27) دعنى أقولها صريحة ...لتختاروا أحد الطريقين - إما العلمانية والاصلاح السياسي الموجه لاصلاح الدولة وفصلها عن الدين الرسمى وهو الإسلام وهذا طريق المؤتمرات العلمانية . - أو طريق النهوض الديني والروحي بالكنيسة وهذا طريق يحتاج إلى العمل في صمت وبروح المسيح ومن داخل الكنيسة لا بالصياح من خارج أسوارها . فلو كانت ثورتكم ضد الكنيسة ، فقد سقطت الآت حروبكم بالفعل ، لأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها (8). وإن كانت ثورتكم مع الكنيسة قيادات وشعب ضد طغيان الدولة وروح الإسلام السياسي ، فقد سقطت أمامكم أسوار أريحا (9).
__________________
اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ (رومية 8: 32)
مسيحيو الشرق لأجل المسيح مسيحيو الشرق لأجل المسيح (2) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
جريدة وطني و القضية القبطية . | الذهبيالفم | المنتدى العام | 11 | 27-01-2007 12:04 PM |
موسوعة القضية القبطية في الداخل و الخارج . | الذهبيالفم | المنتدى العام | 54 | 20-01-2007 05:15 PM |
+ للاقباط المخلصين للقبطيه فقط + هام جداااااااااا | gaoun | المنتدى العام | 77 | 29-12-2006 10:12 AM |