تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم جعل جميع المنتديات مقروءة

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #19  
قديم 21-10-2007
الصورة الرمزية لـ Mrs 2ana 7or
Mrs 2ana 7or Mrs 2ana 7or غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: In Jesus heart
المشاركات: 2,142
Mrs 2ana 7or is on a distinguished road
ازدواجية المرأة السعودية !!

صراع المرأة السعودية مع غطاء الوجه

مها فهد الحجيلان


تعيش كثير من السعوديات تضاربا في المبادئ أو تقدير المواقف أو في الاعتبارات الأخلاقية والسلوكية أو على أقل تقدير يوجد لديهن بوصفهن جزءاً من المجتمع تناقض في السلوك والتفكير إذا ما نظر إليه من خارج ظروف المرأة الشخصية والمهنية.


الحياة الاجتماعية السعودية ليست فقط محكومة بالدين كما يعتقد الغرباء أو بعض المثاليين أو الحالمين من مجتمعنا، بل هي مرتبطة بشكل قوي ولصيق بالعادات والتقاليد والتراث القديم.

ويمكن القول إنه في كثير بل معظم الحالات تعتبر العادات الثقافية أكثر قوة وحدة وإلزاما من التعاليم الدينية خصوصا إن كان بينهما تعارض. فعلى سبيل المثال يسمح الدين الإسلامي بالحجاب الشرعي دون غطاء الوجه بينما تتمسك كثير من العائلات المحافظة أو القبلية بغطاء الوجه وكأنه أمر محتوم لا يمكن الجدل حوله ومن ترفضه أو تتجرأ على مناقشته قد تعاقب بأساليب مختلفة تتنوع من العقاب النفسي إلى الجسدي وربما القانوني.

وأيضا يسمح الإسلام للشاب أن ينظر إلى الفتاة قبل الزواج بها، ولكن بعض العائلات السعودية ترفض هذه الممارسة بشكل قطعي والبعض لا يعرف هويّة زوجته إلا ليلة الزفاف بعد أن وقع الفأس بالرأس؛ والبعض الآخر لن يعرف وجهها أبدا لأن العادات القبلية تفرض على الزوجة عدم رفع "البرقع" أبدا بحيث تعيش المرأة وتموت ويبقى وجهها لغزا من ألغاز الدنيا السبعة بل غموضا عجيبا لن يعرف طريقا لحله أي محقق مهما كان حاذقا!

ومن صور التعلق بالتقاليد على حساب الدين الإسلامي رفع المهور خصوصا على "الغريب" ممن ينتمي إلى عائلة أو قبيلة أو منطقة مختلفة؛ وكأن هذا الغريب الذي أتى من بلاد العجائب سيأخذ "الحسناء" حيث تعيش مخلوقات عجيبة على سطح المريخ حيث لا تعرف هذه المرأة كلامهم ولا دينهم وليس بينها وبينهم أي شبه!

وهناك كذلك المناطقية والعصبية القبلية وغير القبلية وغير ذلك من الممارسات الثقافية المتأصلة في نفوس الكثيرين؛ وهي بكاملها تعارض الإسلام صراحة؛ فلم يعد في واقع الأمر أكرم الناس أتقاهم بل أعلاهم نسبا وحسبا وربما مالا وجاهاً.

في الحقيقة لايمكن حصر التناقض في المجتمع بمقالة واحدة؛ فهذا موضوع عريض وشائك يحتاج إلى كتاب حتى يتم التعامل مع هذه التناقضات المادية والمعنوية بشكل موضوعي وشامل. ولكن لعلنا هنا نناقش موضوع غطاء الوجه وما يلاحظه البعض على ممارسات بعض السعوديات من عدم التمسك الكامل به مع أن عوائلهن تشدد على التمسك به وعدم تركه مهما تغير الظرف.

أتذكر حينما كنت في الولايات المتحدة كانت تأتي سيدة سعودية متزوجة لتحضر مادة في إحدى الكليات في الجامعة وكنت غالبا ما أقابلها وهي في طريقها للمحاضرة ثم نسير معا حتى ندخل القاعة معاً. كانت سيدة على خلق ودين واضح، ولكن كان يكسوها حزن و كآبة لا تخطئهما العين؛ فقد سرق الألم في داخلها الحرارة من وجهها فظهرت ذابلة غير مقبلة على الحياة بل يتخيل لك وأنت تراقبها في الممر وهي تمشي وكأنها تجر قدميها جرا.

كانت السيدة السعودية تأتي إلى الكلية بعباءة كتف كاملة من غطاء رأس ونقاب للوجه بل وحتى جوارب يدين وقدمين واستمرت على هذا الحال لمدة أسبوع تقريبا ثم لاحظتها ترفع غطاء وجهها حالما تدخل مبنى الكلية، بل وأخفت غطاء اليدين والقدمين ولكنها كانت تعيدهما حينما يأتي زوجها ليأخذها بسيارته. بالنسبة لي تعتبر مسألة الحجاب من عدمه خصوصا في تلك الظروف أمرا شخصيا لا يعنيني بشيء، ولكن ما لمسته من هذه السيدة أنه بعد كشف وجهها أصبحت أكثر حضورا في الفصل وتجرّأت على مناقشة كثير من الموضوعات، وبدأنا نلاحظ نشاطها أكثر من ذي قبل. بل لم يعد يخاف من مشاركتها ومساعدتها أحد من الطلاب والطالبات فقامت بتحضير مشروع صغير مع بعضهم وقدموه باقتدار بعد أسبوعين.

وأنا هنا لا أريد أن أحاكم غطاء الوجه بوصفه عادة ثقافية أو ممارسة دينية غير مرتبط بدلالات نفسية بذاته، ولكن ما يصبغ عليه الناس وما تشعر به المرأة هو شيء اجتماعي نفسي متغير من ظرف إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى. ولا أعتقد أن هذه السيدة السعودية لديها مشكلة في تغطية وجهها وهي في بلدها السعودية، بل على العكس أعتقد أنها كانت نشطة دينياً وتحضر كثيراً من المحاضرات الدينية حول ضرورة الحجاب وتغطية الوجه ولكنها حينما انتقلت للعيش في ثقافة أخرى اختلفت ظروفها المادية والنفسية وأصبح مفروضا عليها أن تتعامل مع رجال ونساء من ثقافات وأديان مختلفة ودون وسيط. والمشكلة في المعاملات الإنسانية أنها مباشرة وشفافة تدخل في تشكيلها لغة الجسد أكثر من لغة اللسان؛ وبهذا فإن مظهر هذه السيدة وطريقة حجابها أصبح أكثر وضوحا من ذي قبل، بحيث لم يعد فقط مظهراً دينياً بل أصبح كذلك عاملا مؤثرا على طريقة كلامها وتقبلها من الآخرين وتفاعلها معهم.

ورغم أن هذا قد يكون حقيقيا حتى وهي في السعودية إلا أنه أصبح أكثر حدة وظهورا في بلد مثل أمريكا كونها لا تشترك بغطاء الوجه مع سيدات مسلمات وعربيات كثيرات؛ فظهرت وكأنها "متزمتة" أو "أصولية" أو "غريبة" وربما "وحشية" خصوصا أن هذه المعاني السلبية أصبحت لصيقة بالسعوديين مهما كان صنفهم، فكيف وهم كذلك يعززون هذا بخجلهم من الانخراط في المجتمع سواء كانوا متمسكين بغطاء الوجه أم غير متمسكين؟

وربما تكون هذه السيدة السعودية شعرت بهذا الضغط النفسي، ولكنها لم تتجرأ أن تناقشه مع زوجها الذي كانت تتحدث عنه بوصفه متدينا، ففضلت أن تفعل ما تراه مناسبا بعيدا عن عيني زوجها فبعد أن يوصلها زوجها للكلية في سيارته ثم يبتعد عن المبنى تقوم برفع غطاء وجهها مبقية على حشمتها بالعباءة الفضفاضة وحجاب الرأس الأسود الذي لا يظهر شعرها.

يتبع
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 01:42 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط