الثعلب المكار

[ويصا البنا]

بقلم ويصا البنا


بعد التهاب الأوضاع في الغابة وتمرد بعض الحيوانات على القهر والتعذيب وسوء المعيشة وأسلوب تعامل الطبقة الحاكمة الممثلة في ملك الغابة وأعوانه من الذئاب والثعالب والنمور والفهود، انزعج ملك الغابة جداً واجتمع بأعوانه السابق ذكرهم وقال لهم:" وضعي الآن حرج وأخشى من حدوث انقلاب في الغابة وخاصة وأنَّ العالم ينظر إلينا، أننا أسوء غابة، فلابد أن تقضوا على هذه الفوضى ولكم جميع الصلاحيات.
فاجتمع الأعوان لوضع حل للأمور، واقترح أحدهم أنَّ الحل الوحيد هو قتل وتصفية كل معارض في الغابة، وقال أخر:" لا لابد أن نضع حلولاً لمشاكل سكان الغابة" وقال ثالث:" لابد من فرض ضرائب جديدة وخلق أزمات في الحياة حتى لا تفكر الحيوانات سوى في الأكل والشراب"، كل هذا وظل الثعلب صامتاً، فقال له أحدهم:" لم نسمع منك شيئا يا ثعلب".
فقال الثعلب:" أنتم تفكرون بطرق قديمة، بال عليها الزمان فلم يعد الحيوانات سذج ويعتبرونا نحن أكثر ذكاء بل ظهر منهم من يمثل خطراً علينا جميعاً وخاصة بعد ظهور الانترنت الذي جمع بين أفكار الحيوانات في كل الغابات أنا أرى بأن نفكر بأسلوب أكثر ذكاء وخبث وحنكة، من هم الأقلية المسالمة في هذه الغابة؟
أجاب الذئب:" وقال الحملان".
إذن ما رأيكم في نظرية فرق تسد، نقوم ببث التفرقة والعنف ونقف مع الجماعات المتطرفة ونعطيها الضوء الأخضر كي تقتل وتفتك بالحملان ونحن نغمض أعيننا عما يفعلون، كما فعلنا بالأمس القريب عندما عقدنا صفقة تقول، بأن لا يقتلوا رجالنا ونحن نترك لهم الأمور، وأن نقوم نحن أيضا بأمور إرهابية وندع كل من الطرفيين يتهم الأخر وتسود حالة من الاتهامات والنقاش وينسى الشعب ما نفعله بهم ونمرر بعض الأمور التي نريد تمريرها والتي لن ينتبه لها أحد.
قال الفهد:" وماذا عن العالم الخارجي؟
أجاب الثعلب:" العالم الخارجي سينسى كل شيء، في مقابل بعض التنازلات كالعادة،
فصفق الجميع للثعلب بحرارة.
وقال النمر:" ولكن كيف نعطي الضوء الأخضر للجماعات التي ستهاجم الحملان"،
فكر الثعلب قليلاًً وقال:" نقوم نحن بأول عملية ولا نقبض على الجاني، وبذلك يعرف الآخرون أننا سنفعل مثلما فعلنا من قبل، وسيعرفون بأنَّ هذه هي الإشارة".
فقال الكـــلب:" يا لك من رائع أيها الثعلب، ولكن هذا حل مؤقت وسيفيق الشعب بعد ذلك، أجاب الثعلب لكل حادث حديث أيها الكـــلب.
ويصا البنا
Wessa33@gmail.com