تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم جعل جميع المنتديات مقروءة

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-09-2010
أبرهة العصبي أبرهة العصبي غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 713
أبرهة العصبي is on a distinguished road
مشاركة: المهندس المصري هاني عازر يتسلم أعلي وسام ألماني

شكرا ذا واي للمقالات الجميلة، هو فعلا انسان محترم جدا

بس انا ليا تعليق
مع كل الاحترام ليه ورفعه لراس المصريين، بس للاسف مش عارف كلامه يمكن تحول من غير ما يقصد للدعاية الناصرية وجزء من بروباجندة عم شكشك و"التغيير"

بس اني واي اللي اعرفه ان قبل اربعة وسبعين مكنش الوضع كده


هديــــــــــــة العيــــــــــــد
بقلم نظير جيد

إستمعنا فى ألم بالغ إلى حادث السويس , هدية العيد ( الكريمة) وقد قدمها لنا مواطنونا المسلمون الذين ينادون بوحدة عنصرى الأمة !! وعناق الهلال والصليب !!
وتتلخص القصة (وقد رواها أخوة لنا من السويس ) فى حـــــــــــرق بعض المسيحيين والطواف بهم محترقين فى الطرقات ثم إلقائهم فى الكنيسة وإشعال النار فيها .
هژںه¸–هœ°ه‌€: كنيسة صداقة القديسين سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجل معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابط من فضلك اضغط هنا للتسجيل فى المنتدى
أين كانت الحكومة ؟؟
شئ يمكن أن يحدث فى بعض البلاد المتبربرة أو فى العصور الوثنية والرق والوحشية , أما أن يحدث فى القرن العشرين وفى السويس فى بلد فيها محافظ ونيابة وبوليس وإدارة للأمن العام فأمر يدعو للدهشة والعجب إنها ليست قرية نائية بعيدة عن إشراف رجال الإدارة وإنما هى محافظة .. فأين المحافظ حين وقع هذا الإعتداء الوحشى؟ وما الدور الذى قام به رجالــــه (الساهرون) على الأمن وحماية الشعب؟ !!
إننا نطالب الحكومة .. لو كانت جادة فعلاً فى الأمر لو كانت حريصة على إحترام شعور ما لا يقل عن 3 ملايين من رعاياها .. نطالبها بمحاكمة المحافظ ومعرفة مدى قيامة بواجبة كشخص مسئول وإن توقع عليه وعلى غيره من رجال الإدارة العقوبة التى يفرضها القانون .
خجلة وزير الداخليــــة
بالأمس القريب حرقت كنيسة الزقازيق وحرقت الكتب المقدسة أيضاً فإرتجت مصر للحادث وإرتجت معها البلاد المتحضرة التى تقدر الحرية الدينية وكرامة الكنائس والكتب الإلهية واليوم يضاف إلى حرق الكنيسة إعتداء أبشع وهو حرق الآدمييــــن .. وأمام هذا التدرج نقف متسائلين .. وماذا بعـــد؟!!
منذ أيام طلعت علينا الجرائد وهى تقول : أن وزير الداخلية توجه إلى قداسة البابا البطريرك وسلمه كتاباً نشر فى الخارج عن الإضطهادات التى يلاقيها المسيحيون فى مصر وتسائل الكثيرون : ترى ماذا سيكون رد الحكومة على المستفهمين فى الخارج !! ولكن قبل أن يجهز وزير الخارجية الرد الذى ترسله وزارة الخارجية المصرية .. وصل رد ( الفــــدائيين) من السويس !! ترى هل وافق تصرفهم ما كان يجول بخيال الوزير من ردود؟
إننا نسأل أو نتسائل لعل العالم قد عرف الآن أن المسيحيين فى مصر لا يمنعون من بناء المساكن فحسب بل تحرق كنائسهم الموجودة أيضاً , ولا يعرقل نظام معيشتهم من حيث التعيينات والتنقلات والترقيات والبعثات , وإنما أكثر من ذلك يحرقون فى الشوارع أحيـــاء ..
عنــــــاق ! و 5000 جنيـــة




لقد ذهب رئيس الوزراء إلى قداسة البابا البطريرك وعانقة كما قرر مجلس الوزراء تعويضاً قدره 5000 جنيه لترميم الكنيسة ولكن رفضها الشعب القبطى بأجمعة , ونحن نقول نقول أن مجاملات الحكومة لا تنسينا الحقيقة المرة وهى الإعتداء على أقدس مقدساتنا ولكى نعطى فكرة واضحة عن الموضوع نفترض العكس ولو حدث أن جماعة من المسيحيين .. على فرض المستحيل .. حرقوا مسجداً , وجماعة من المسلمين .. هل كان الأمر يمر بخير وهدوء؟ هل كان يحله عناق البطريرك وشيخ الزهر أو إعتذار يصدر من المجلس الملى ومن جميع الهيئات القبطية؟ لا أظن هذا..
إنها ليست مسألة شخصية بين الوزارة والبابا البطريرك وإنما هى هدر لمشاعر ملايين من الأقباط وإساءة إلى المسيحيين فى العالم أجمع ولا تحل هذه المشاكل بعناق .. أو إعتذار .. أو عبارات مجاملة .. أو وعود .. وإنما تحتاج إلى عمل إيجابى سريع يشعر به مسيحيو مصر أنهم فى وطنهم حقاً ويشعرون معه أ، هناك حكومة وأن هناك مشاركة وجدانية لهم فى شعورهم .
أما الــ 5000 جنية فهى أحق من أن نتحدث عنها , وأحقر منها أن يستكثرها الوزير القبطى , على ما يقال طالباً تخفيضها إلى ألفين .
أقــــوال كثيرة



لقد قرأنا أن رئيس الوزراء ووزراؤه ورئيس الديوان الملكى وكبار رجاله وغالبية الزعماء السياسيين وشيخ الجامع الأزهر ومفتى الديار المصرية وكثيراً من رجال الدين المسلمين كل هؤلاء وغيرهم ذهبوا إلى قداسة البابا البطريرك مظهرين شعوراً طيباً مستنكرين الحادث , وهذا حسن وواجب وأمر نشكرهم عليه .
وقرأنا أيضاً فى الجرائد إستنكار للحادث من بعض الهيئات المعروفة كالمحاميين الشرعيين واللجنة التنفيذية لكلية الطب , ونحن نشكر كل هؤلاء من صميم قلوبنا كما نشكر حضرات الكتاب المحترمين الذين شاركونا فى شعورناكالأستاذ محمد التابعى مثلاً .
كل هذا جميل ولكنها أقوال والأمر يحتاج .. كما قلنا .. إلى عمل إيجابى سريع لأن أعصاب الشعب تحتاج إلى تهدئة وتهدئة على أساس سليم لقد ذكرت جريدة الأهرام أن عبد الفتاح حسن باشا وزير الشئون الإجتماعية ذهب إلى السويس , ورأى قبل أداء فريضة الجمعة أن يزور الكنيسة القبطية وجمعيتها الخيرية ومدرستها , وأعرب لمن إجتمعوا بمعاليه عن سخطه على الحادث الذى وقع فى الأيام الأخيرة وأعاد التأكيد بأن الحكومة تأخذ بكل حزم وشدة أى عابث بالأمن وكل من يحاول الإخلال بالنظام أو يفكر فى تعويق البلاد عن متابعة كفاحها .
هذه ألفـــاظ جميلة ولكننا لم يعتد علينا بالألفاظ حتى نعالج بالألفاظ وإنما نريد أن نرى عملياً الحــزم , والشـــدة اللذين إتخذتهما الحكومة لمعالجة الموقف على أن يكون ذلك بسرعة , لأن حجارة الكنيسة ما زالت مهدمة , ودماء شهدائنا الأعزاء ما زالت تصرخ من الأرض .
هژںه¸–هœ°ه‌€: كنيسة صداقة القديسين سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجل معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابط من فضلك اضغط هنا للتسجيل فى المنتدى
مهزلة الوزيــــر القبطى :
ونود بهذه المناسبة أن نقول للحكومة فى صراحة أن عبارة ( الوزير القبطى) ما هى إلا مجرد إسم وأن هؤلاء الوزراء الأقباط لا يمثلون الشعب القبطى فى شئ بل أن منهم من يتجاهل أو يضطهد الأقباط أحياناً أو يفرط فى حقوق كنيسته ليظهر للمسلمين أنه غير متعصب , وهكذا يحتفظ بكرسيه .
مـــا الذى فعلة الوزير القبطى ؟ أى شعور نبيل أظهرة نحو الكنيسة ؟وما الذى فعله الدكتور / نجيب باشا إسكندر عندما إحترقت كنيسة الزقازيق؟ لقد زارنا نجيب باشا وقتذاك فقال لنا : لحساب من تعملون؟ لقد أصطلح المدير مع المطران وإنتهى الأمر .. وأنتم تهدمون وحدة العنصرين .. !! ثم عاد وتلطف أخيراً بعد أن تبين سلامة إتجاهنا وصحة موقفنا .
وإبراهيم فرج باشا جاهد كثيراً ليقنع غبطة البطريرك بمقابلة رئيس الوزراء قائلاً له : من الواجب أن نفسد على الإنجليز دسائسهم فى تقويض هذا الإتحاد المقدس بين عنصرى الأمة .
نفس عبارة الوزيريم تكاد تكون واحدة , ولكنها أيضاً تدل على سوء إستغلال لعبارة وحدة العنصريـــن .
وحـــدة العنصرين
العجــب أن الأقباط وحدهم الذين يطلب منهم المحافظة على وحدة العنصرين !!!!
تحرالكتب المقدسة ويحرق المسيحييون أحيــــاء ولا يسمى هذا إعتداء على وحدة العنصرين ولكن عندما يقف الأقباط محتجين يقال لهم : وحدة العنصرين .. وحدة العنصرين ... !!! ولحساب من تعملون ؟ والجــــواب : أننا نعمل لحساب المسيح والكنيسة والدين .
يجب أن نفهم وحدة العنصرين فهماً سليماً الأمر ليس مجرد تمثيل وإدعاء نتبادله مع مواطنينا المسلمين , وإنما يجب أن يكون وحدة قلبية خالصة ومحبة متبادلة وتعاوناً صادقاً مع مراعاة المساواة التامة فى كل شئ ومن ناحيتنا كمسيحيين حافظنا على هذه المحبــة محافظة أعترف بها التاريخ , وإعترف بها المواطنون جميعاً , وسجلتها محاضر مجلس الوزراء , وبقى على العنصر الآخر أن يظهر محبته محافظة على وحدة العنصرين لأننا لا نستطيع أن نسكت إطلاقاً عندما تحرق كنيسة لنا أو كتاب مقدس ولا نستطيع أن نسكت عندما يحرق المسيحى حيــــــا لا لذنب إلا أنه مسيحى , وأؤكد أن مواطنينا المسلمين يوافقوننا على إحتجاجنا .
بل لعلهم يصفون إحتجانا بالوداعة والهدوء بينما لو سكتنا لو صفنا المسلمون أنفسهم بأننا جبناء ضعاف الإيمان , ولم يكن المسيحيون جبناء أو ضعاف الإيمان فى أيه لحظة من لحظات تاريخهم الطويل منذ أن سكن المسلمون معهم وقبل أن يسكونوا معهم بأجيال .
وأنت أيهــــــــــا الشعب القبطى ..
ليس الحــــرق بجديد علينا .. بل أن تاريخك فى الإضطهاد حافل بأمثال هذه الحوادث وبما هو أبشع وأقسى , والمسيحية فى مصر سارت فى الطريق الضيق منذ إستشهاد كاروزها مار مرقس الرسول عبر الأجيــال الطويلة قاست : الحــرق , والصلب , والرجم , والجــلد , والعصر , والإلقاء إلى الوحوش الضارية .. وشتى أنواع التعذيب المختلفة .
فصبــــراً جميــــلاً .. وطوبى لكم إذا إضطهدوكم , لقد كان آباؤكم يفرحون عندما يستشهدون , ولكن هذا لا يمنعكم إطلاقاً من المطالبة بحقوقكم .
أن بولس الرسول ضرب وسجن وجلد ورجم حتى ظن أنه مات وأحتمل وإحتمل كل الإضطهادات فى فرح , ولكن ذلك لم يمنعه من أن يقول لقائد المائة فى إستنكار :"أيجوز لكم أن تجلدوا رجلاً رومانياً غير مقضى عليه ؟ "
وهكذا خاف قائد المائة , وخاف الوالى وعرض أمر الرسول على القيصر .
ولكن فى إحتجاجكم كونوا عقلاء وكونوا مسيحيين طالبوا بحقوكم بكل الطرق الشرعية التى يكفلها القانون , وقبل كل شئ إرفعوا قلوبكم إلى الرب ونحن واثقون أنه لا وزير ولا رئيس ولا أى حزب مهما عظم خطره يستطيع أن يحتمل صلاة ترفعونها بقلب نقى غلى الرب , بل أننا نخشى على كل هؤلاء من صلواتكم .
نود أن نقول لرئيس الوزراء : إن أقل ما يطلب من حكومة تقدر مسئوليتها هو القبض على الجانى بعد إرتكاب جريمته وتقديمه إلى المحاكمة السريعة حتى ينال العقوبة الرادعة وهذا بعض ما نطلبه الآن , أما الحكومة القوية فهى التى تحمى الشعب وتمنع الجريمة قبل وقوعها .

نظير جيــــد / البابا شنودة الثالـــث البطريرك الــ 117
العدد الأول والثانى لمجلــة مدارس الأحــــد لعام 1952 م

بس انا عاوز اضيف حاجة ان الكلام البابا قالة من امتى ولحد دلواتى بيحصل وبيتكرر ببشاعه وباستمرار
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 23-09-2010
the way of truth the way of truth غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 355
the way of truth is on a distinguished road
مشاركة: المهندس المصري هاني عازر يتسلم أعلي وسام ألماني

أهلاً بيك أخ ابرهة

فعلاً عدو الخير دايماً بيحارب المؤمنين في كل زمان وفي كل مكان ، بس يمكن في الوقت ده مكنش في وسائل اعلام ممكن تفضح تلك الاساليب الشيطانية اللي بيمارسها بعض اتباعه ، لكن الحمد لله حالياً ناس كتير عرفت ما هو الاسلام وما هي حقيقته ...

لكن برضه مش لازم ننكر ان كان في ناس زمان بتحب بعض بجد بدون تفرقة ، ويمكن حالة المهندس هاني من الحالات دي ، لكن بعد ظهور جماعة الاخوان والحركات الوهابية الوضع اتغير كتير ، وبقي اسوأ ما يمكن خاصة في الايام التي نعيشها الان

تقبل تحياتي
__________________
انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8 : 12 )
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 23-09-2010
the way of truth the way of truth غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 355
the way of truth is on a distinguished road
مشاركة: المهندس المصري هاني عازر يتسلم أعلي وسام ألماني

هانى عازر مواطن مصرى يتحــدث عنه العالم «الحلقة الأخيرة» .. قصة بدأت فى «حدائق القبة» ومستمرة فى برلين



.. وهكذا انتهى حديث المهندس المصرى هانى حلمى عازر مع «المصرى اليوم» فى برلين، قرأتم حواره على مدى 4 حلقات، وعرفتم شعاره وكيف أنه لا شىء مستحيل فلكل مشكلة طريق حل، كما يردد. ولكن بقى أن نعرف بعض ملامح الرجل هنا فى مصر، بيت أسرته فى حدائق القبة، وإخوته الخمسة، الذين لا يقلون عنه شيئاً فى الخلق والطموح، وجذور تلك النبتة التى ملأت الدنيا ريحاً طيبة.

الأب «حلمى عازر»، والأم «آنجيل صليب يوسف»، لتدرك أن تغيير مصر وتقدمها ونهضتها تبدأ من كل أسرة مصرية تستطيع أن تغرس فى أولادها قيم الأخلاق والعلم والقدرة على الصمود مهما كانت التحديات.


المقدمات الصحيحة تمنحنا دوماً نتائج صحيحة، هكذا علمونا عند دراستنا لعلم المنطق، فإذا كانت البداية مضبوطة، فالخاتمة ستكون على شاكلتها، والعكس صحيح. ولذا كانت نقطة البداية المنطقية للتعرف على المهندس هانى عازر تبدأ من هنا من مصر، لنعرف لأى المقدمات الصحيحة ينتمى، ونعرف تلك الجذور التى أخرجت تلك النبتة البارة العفية، وكيف كانت تربيته التى خرج منها لألمانيا يحفر تحت أرضها أنفاقاً وطرقاً ويشيد على دروبها مبانى يتركها لتتحدث عنه.

ولهذا السبب وفى انتظار اللقاء الذى تحدد قبل موعده بما يزيد عن الشهر، كان بحثنا عن جذور المهندس هانى عازر، لنجدها فى أحد الشوارع المتفرعة من شارع مصر والسودان بحدائق القبة. هناك كان الموعد مع المهندس جرجس عازر الشقيق الأكبر للمهندس هانى الذى مازال يقطن فى منزل الأسرة بحدائق القبة بعد رحيل الأب والأم وتفرق الإخوة كل فى طريق.

الطريق للمنزل يدلك لأى الطبقات كانت تنتمى أسرة المهندس هانى عازر، فهم يقطنون فى حى كانت تسكنه الطبقة المتوسطة بكل فئاتها، عمارة من عدة طوابق لا تزيد على الخمسة فى شارع أحمد بسيونى، تحتل شقة الأسرة فيها الطابق الأول. طرقنا الباب فتحته لنا سيدة تخطت الستين تحتفظ بوجه بشوش مرحب ومظهر لا تخفى عنه أناقة غير متكلفة، عرفنا أنها شقيقة المهندس هانى، الدكتورة فايزة، التى تركتنا وعادت تمسك بيد أخيها المهندس جرجس، الشقيق الأكبر كما يطلقون عليه وحافظ ذاكرة العائلة، جلسنا فى غرفة الجلوس تتابع جلستنا صور قديمة للأب والأم تتصدران الحائط، ويتابعان سرد المهندس جرجس للتفاصيل .

«حلمى عازر» موظف فنى إدارى بهيئة سكة حديد مصر، هذا هو اسم أبينا وعمله. هكذا بدأ المهندس جرجس الحديث، وأكمله قائلاً: «تزوج أبواى فى مطلع الثلاثينيات، وأنجبانا ستة إخوة، ابنتين وأربعة ذكور، أنا أكبرهم ولدت فى العام 1933، ثم طلعت وفايزة وسهير، ويحتل أخى هانى الترتيب الخامس بيننا، ويليه أخونا الأصغر نبيل».

عندما تستمع لحديث المهندس جرجس تستشعر امتداد جين الطموح فى العائلة، فهو لم يكتف بالحصول على ليسانس الحقوق، بل أتبعه ببكالوريوس الهندسة، ثم ليسانس آداب إنجليزى من جامعة عين شمس، بينما شقيقه طلعت حاصل على ماجستير فى التربية ويعيش فى ألمانيا، تليهما دكتورة فايزة التى تخرجت فى كلية الطب جامعة عين شمس وتخصصت فى التخدير والرعاية المركزة وحصلت من فرنسا فى الستينيات على شهادة معادلة وعملت وعاشت هناك، أما شقيقتهم سهير فقد سافرت للنمسا لدراسة السياحة بعد حصولها على ليسانس آداب قسم تاريخ، ونصل لهانى الذى سيطول الحديث عنه، أما الأخ الأصغر نبيل فهو الآن مدير عام بالإذاعة المصرية، ويلح السؤال علينا، أى أب ذلك الذى يكافح لتعليم أولاده الستة براتب موظف بسيط، بل ويترك لهم حرية السفر للخارج لمتابعة التعليم حتى للبنات منهم؟

سؤال أجاب عنه بالقول المهندس جرجس: «رغم بساطة حياتنا وانتمائنا لأسرة مستورة لا ميسورة، إلا أن أبى كان محباً للعلم بشكل فاق فى بعض الأوقات قدرته المادية، ولكنه لم يتأخر عن تقديم كل ما لديه لنا لنكمل تعليمنا كما نحب. لم يقف فى وجه رغبة أحد منا فى يوم ما ويمنعنا عن مواصلة طريق الطموح. وبالحب كان رفيقاً لنا طيلة حياته. كان يخرج اللقمة من فمه ليعطيها لنا، ورغم ذلك لم نشعر فى أى يوم أننا نمر بضائقة مالية أو ظروف تعوقنا عن مواصلة الحياة أو بتنا جوعى، دائما بيتنا مستور. ورغم مصاريفنا الكثيرة كنا نشعر دوما بيد ربنا معنا، وكان بابا وماما يرددان دوماً دعاء: يا رب سترك».

وهكذا نقف مرة أخرى أمام «الستر» كلمة السر لملايين الأسر المصرية، تمنحهم الشبع والقدرة على مواصلة الأيام دون أن يدركوا سبب عبورهم رحلة الحياة بذلك اليسر.

يكمل المهندس جرجس حديثه متحدثا عن «آنجيل صليب يوسف» التى كانت عضواً مؤسساً فى تلك المنظومة الحياتية، ابنة العمدة التى تزوجت من موظف تنقل بها من مدينة لأخرى بحكم ظروف عمله. يقول المهندس جرجس: «مثل جميع أمهاتنا فى تلك الفترة، لم تكن والدتى متعلمة لكنها كانت تمتلك خبرة حياتية وحكمة اكتسبتهما من متابعتها لجلسات أبيها العمدة مع كبار أهل البلد فى إحدى قرى طنطا، وأحاديثهم فى شتى شؤون الحياة، وكانت الأمثال الشعبية طريقتها المفضلة لشرح وجهة نظرها، فكانت تحفظ العديد منها إلا أن أكثر ما كانت تردده منها هو «اعمل الخير وارميه البحر»، بالإضافة لكل هذا كانت مدبرة منزل من الطراز الأول، تلبى كل احتياجاتنا بشكل يتفوق على أمهر وزراء المالية. ولكن فى اعتقادى أن الحب الذى رعتنا به مع أبى سر عبورهما بنا الرحلة بنجاح. كانا يحبان الحياة والناس والجيران المسلم والمسيحى».

ما أروع ذلك الزمن الذى كان الحب شعاراً له ولم يكن يعرف مسيحيين ومسلمين ويهوداً، كان الكل سواسية لا يفرق بينهم سوى مكان العبادة، دون أن تتهم فئة الأخرى بتهديد أمنها وعقيدتها.

تلتقط الدكتورة فايزة الحديث من شقيقها وتقول: «بحكم ظروف بابا تنقلنا للعيش فى أكثر من مكان، عشنا فى طنطا والمنصورة والقاهرة، وأنا ولدت فى المنصورة عام 1943، وعند ولادتى كان لى توأم توفيت عقب الولادة ولذا مرضت أمى لدرجة أنها لم تستطع إرضاعى، وتولت عنها تلك المهمة الست «أم عشرى» جارتنا وصاحبة المنزل فى طنطا وأرضعتنى مع ابنها عشرى، كانت طيبة وتحبنا ونحبها. وهكذا يجرى فى عروقى دم مسيحى مسلم».

الطريف أن هذا الأخ فى الرضاعة بات بعد ذلك رئيس جامعة طنطا الدكتور العشرى حسين درويش الذى توفى منذ عدة سنوات وظل على علاقة مع أسرة الأستاذ عازر حتى بعد انتقالهم للقاهرة.

وتكمل الدكتورة فايزة جزءاً آخر من الحديث قائلة: «أما علاقة هانى بنا وبوالدينا، فكانت علاقة مميزة لأنه كان دمث الخلق وطيب القلب وكاتماً لأسرارنا جميعاً، وعاشقاً للعبة كرة القدم الشراب فى الشارع، وكان أبى يغدق عليه الحب مثلنا. الحقيقة كان أبى رائعاً ورغم الصورة التى اشتهرت عن الأب فى تلك السنوات، إلا أنه كان هو وأمى أصدقاءنا بكل ما تحمله الكلمة من معان، نحكى لهما كل شيء يحدث لنا ويمنحانا النصيحة. ولا أذكر أنه عاقب أحدنا بالضرب فى يوم من الأيام، كان العقاب بالحرمان من شيء نحبه».

لا يتوقف نجاح حرث الأستاذ حلمى عازر على المستوى الدولى مع ابنه المهندس هانى فى ألمانيا، وابنته الدكتورة فايزة الطبيبة فى فرنسا وحسب، ولكن البعض منه نجح على المستوى المحلى أيضاً، فابنه جرجس صار مهندساً مرموقاً فى عالم الرى وشارك فى استصلاح العديد من الأراضى المصرية من ملوى فى الصعيد إلى وادى النطرون فى الدلتا، كما رأس تحرير مجلة المهندسين لفترة، وشارك فى تأسيس جريدة وطنى،

وكذلك ابنه نبيل الذى تخرج فى كلية الآداب ويعمل مديرا بالإذاعة، وابنته سهير التى كانت مديرة بهيئة تنشيط السياحة، وهى القريبة من المهندس هانى عازر، بحكم تقاربهما فى العمر فهى السابقة له مباشرة بين الإخوة. ولذا كانت من فسر لنا سر اختلاف شكل إصبع الخنصر فى يد المهندس هانى عازر عن بقية أصابع يديه. تقول: «كنا صغاراً وهانى لم يتجاوز الرابعة أو الخامسة، وكنا لا نزال نعيش فى طنطا،

وأرسلتنى أمى لشراء شيء من البقال ومعى هانى الذى أمسكته بيدى، وفجأة جذب أحدهم يد هانى ووضعها بين مفصل باب وأغلقه عليه، ووجدت هانى يصرخ ويبكى وبتلقائية طفلة سارعت لجذب يد هانى من الباب، لا لفتحه وإخراج يده منها وجاء أبى على صوت صراخ هانى فلم يسأل عمن فعل هذا، بل سارع به للمستشفى وعالجه وبعدها عرف أن شخصا فى شارعنا لم يكن يحبنا هو من فعل ذلك فلم يتحدث معه وذهب لقسم الشرطة الذى عاقب الرجل؛ ولذا كلما رأيت إصبع هانى تذكرت تلك الواقعة التى لم تبرح خيالى حتى يومنا هذا. وبخاصة أن هانى كان حبيب والدى بشكل جعلنا جميعا نحنو عليه ونعامله كابن لنا، ولكنه تدليل لم يفسد بل كان حصنا له فى الدنيا».

تتحدث أسرة المهندس هانى عنه بحب وفخر، وتستشهد شقيقته سهير بدعوة أخيها لها لحضور حفل التكريم الألمانى له وتقول: «كلهم كانوا سعداء بهانى هو يستحق هذا فهو ليس مهندساً بارعاً وحسب ولكن طيب القلب وشديد الارتباط بمصر، حتى إنه حينما اختار زوجته الألمانية، لم يخترها دون معرفة عائلتها وأسلوب تربيتها، هانى صعيدى فى ألمانيا أصر على أن تكون زوجته من عائلة محافظة، وأذكر أنه عند تقدمه للارتباط بها سألت عائلتها عنا هنا فى مصر، وسعد أبى واطمأن لذلك وبرر ذلك بالقول إن الأسرة التى تصر على السؤال عن عائلة من يتقدم لابنتها، عائلة تعرف الأصول وتحرص على الاختيار الجيد، وهو ما كان وأثبتت الأيام صحته».

تترك بيت أسرة المهندس هانى عازر وأنت تتمنى أن يسود الحب والتفاهم والمثابرة كل بيوت مصر، وأن تكون التربية وتحصيل العلم وتحقيق الطموح هدف كل رب أسرة وأن يأتى بعد ذلك أى شىء آخر.

__________________
انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8 : 12 )
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 03:57 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط