اللى اختشوا.. ماتوا
اللى اختشوا.. ماتوا
بقلم جيلان جبر - المصرى اليوم
■ أصبح من الواضح أن هناك من يسعى بشكل منهجى ومنظم لضرورة الوصول إلى مرحلة الانكسار الكامل لهيبة الدولة من شرطة وجيش وقضاء ونواب برلمان وعدد كبير من النقابات.. إلخ، وبالتالى نفقد القدرة على احتواء الأزمات أو الاحتماء فى الدولة ومؤسساتها من كل من يهددها، إن كان من تيارات أو اتجاهات لتحاول تبديل الصورة لمصر التى نعرفها..! فعلى سبيل المثال فقط: إن حاول تيار معين أن ينفرد بقرار أو وضع مصر فى اتجاه سياسى خارجى أو داخلى لا يقبل من غالبية شعبه فى الميدان وموافق عليه بغالبية البرلمان، فلن نجد هنا جيش مصر ليحمى الشباب فى الميدان ولن نجد أمن دولة أو شرطة تضع حداً للإرهاب والتوتر، والاعتداء على حدود مصر أصبح هناك ما هو أهم منه، وهو الاعتداء على وجود مصر بين الدول الحديثة المحترمة التى من المفروض أن لها ألف حساب، حلم كان يراود كل مصرى فى استعادة مكانة مصر العربية والدولية، وبعد عام من الثورة وجدنا فجوة تتسع بين مصر والدول العربية ومصر والاتحاد الأوروبى وطبعاً مصر وعلاقاتها مع أمريكا، فلا يوجد أسلوب فى تحديد مصالح مصر ولكن يوجد خطوط لقطع أوصال مصر بالعالم الخارجى العربى والدولى، حتى لا يبقى لنا صديق أو داعم سوى من يختاره لنا الإخوان، فالاختراق واضح فى كل المؤسسات التى تحرك الأوراق والاتجاهات.. وهذا على سبيل المثال فقط والحقيقة ستظهر مع الأيام القادمة.
■ نجاح بعض النواب فى تمثيل دوائرهم فى البرلمان أصاب البعض بالفجر السياسى وأصاب البعض الآخر بالمراهقة السياسية، نعم فهناك من يعتبرون أنهم ضمن فريق الأغلبية على سطح كوكب الأرض، مما يجعلهم يستخدمون أسلوباً من الاعتراض مما يسىء لصورة البرلمان برفع الصوت ونبرة التهديد والإرهاب، واختار البعض الآخر أسلوب «خالف تعرف» لجذب الأنظار وشد الانتباه، للظهور على الشاشة على أنهم أبطال، ونجد شباباً فى البرلمان أمام هذا الارتباك يبحثون عن مكان فنجد حالة انفلات فى المزايدة السياسية وفى التعبير والتعليق والرأى، مما أدى إلى خروج أحد النواب عن نص الأدب والاحترام، ربما الهتيفة من حوله وبعض من المراهقين السياسيين جعلوا الحماس يصل إلى ألفاظ توصف بالقذف والسب وقلة الاحترام، فإن كنت تريد أن تنال احترام الناس فعليك أولاً احترامهم يا سيادة النائب الجديد ابن العائلة الثورية ذات الخبرات السياسية، فإن جاءت إسرائيل لتهدد حدودى فلن يدافع شبابك وبرلمانك، ولكنْ جيش وقوات مصر المدربة صاحبة الخبرة العسكرية الأمنية، هى من تدافع حتى لو أخطأ الكثيرون، وإن كان هناك تقصير فإن عدم احترام الجيش والعسكر وإهانة رأس المؤسسة العسكرية إهانة لك أنت أولاً لأنك مصرى وتنتمى لهذه المؤسسة التى دافعت عنك فى الميدان، وربما يجند فيها أو ينتمى إليها والدك أو أبناؤك.
■ فأسلوب الاستعراض للقوة، أو أسلوب الاستهتار والاستعباط ومن ثم اللجوء إلى الاعتذار بعد ساعات من الإصرار على أنك على حق وصواب، فهذا يدل فى علم النفس على معنى الشخصية الضعيفة المهرولة وراء النجاح والشهرة، وعلى كل مسؤول شعبى أو رسمى أن يعلم «أن الشجرة مهما ارتفع فرعها وعلا رأسها فلن تصل إلى إبداع ربها».
■ فإن كان كل مصرى يرفع رأسه فى أيام الثورة العظيمة فعليه اليوم أن ينذر الآخرين بأن الحماس واستمرار ماسورة الكلام وسوء التصرفات وضياع الجهد والوقت بدون إنجازات، هى جميعاً تساهم فى حالة الانكسار للظهر والانتكاسة للرأس المصرية، وإن لم يتوقف قطار العشوائيات فى السلوك والمواقف دون رعاية لمصالح مصر الداخلية والخارجية من مسؤولين وسياسيين ونواب وثوار وعسكر ومخابرات وإعلام، وحتى البلطجية فى الميدان، على جميع المصريين أن يرحموا مصر.. واللى اختشوا ماتوا!! خلاص.
gailane.gabr@yahoo.com
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به ))
|